يدعو إلى استمرارية الرئيس ويتمسك بندوة الإجماع
غول يعترف بالتحرك على جميع الجبهات
- 507
اعترف رئيس تجمع أمل الجزائر ”تاج” عمار غول، أمس، بأنه ”يلعب جميع الأوراق حتى يضمن لنفسه مكانة في الساحة السياسية مستقبلا”، وهذا ما يبرر تراجعه الصريح بخصوص الرئاسيات المقبلة، حيث عاد إلى دعوة الرئيس بوتفليقة للاستمرار في الحكم من خلال التقدم لعهدة خامسة بعد أن كان يرافع لتأجيل الرئاسيات. وفي تبرير لهذا التأرجح بين الموقفين، أفصح غول عن أن ”احتمال عدم ترشح الرئيس بوتفليقة للرئاسيات في آخر لحظة وتقدم شخصية أخرى، يفرض على الحزب أن يكون مستعدا لمثل هذه الحالات”، الأمر الذي يجعل الحزب أيضا متمسكا بندوة الإجماع الوطني، التي يعتبرها ”فرصة لاستدراك النقائص ومعالجة الاختلالات الموجودة وتحقيق الإصلاحات المنشودة”.
سعى عمار غول في رده على أسئلة الصحفيين أمس بمناسبة اجتماع المجلس الوطني للحزب بالعاصمة، إلى توضيح التناقضات التي بدت في تصريحاته الخاصة بتأجيل موعد الانتخابات الرئاسية ثم عودته إلى إعلان تمسكه باستمرار الرئيس بوتفليقة في الحكم، بالقول إن ”تجمّع أمل الجزائر ”تاج” يبقى وفيا للرئيس بوتفليقة ويدعمه في عهدة جديدة، قبل أن يضيف: ”لكن إذا ثبت أن الرئيس بوتفليقة لا يريد التقدم لعهدة جديدة أو قدّم شخصا آخر فنحن جاهزون أيضا”.
في نفس الوقت، جدد غول تمسّك ”تاج” بالذهاب إلى ندوة الإجماع الوطني، معربا عن عدم مبالاته بالانتقادات التي تطاله من كل صوب وحدب؛ تقديرا منه أن هذه الندوة الوطنية ليست لها أي علاقة بالانتخابات الرئاسية القادمة. وأضاف غول أنه ”يلعب اليوم في الساحة السياسية مع الكبار، ويتواصل مع جميع القوى الحية في البلاد” بدون أن يسميها بالاسم، مبررا دعوته إلى عقد ندوة وطنية للإجماع، بما اعتبره ”الاختلالات والمطالب الجديدة التي ظهرت اليوم، والتراجع المسجل في المداخيل المالية للبلاد”، والتي تستدعي، حسبه، ”توفير الأمن والاستقرار والجو المناسب لحلحلة المشاكل”.
وإذ تحاشى توجيه الانتقادات لأي طرف من الأطراف، قال غول بأن ”التخلاط” لا يرفع رأس البلاد، والتصادم لا يوصلنا إلى حلول. نحن في حاجة إلى حكماء وتعاون الجميع”. ودعا في سياق متصل، إلى ”لمّ شمل جميع القوى الحية في البلاد مهما تنوعت انتماءاتها”، مشيرا إلى أن ”تاج” يراعي دوما تعزيز التعايش والتقارب والتضامن بين الجميع”.
كما نفى غول أن يكون استولى على فكرة ”الإجماع” من أحزاب أخرى؛ في إشارة إلى أحزاب المعارضة التي اتهمته بذلك. وقال في هذا الخصوص: ”لا يحق لأي أحد أن يقول إن فكرة الإجماع هي فكرتي، لأن المهم هو أن نخرج بنتائج لصالح الجزائر”، موضحا في نفس السياق، أن الإجماع الذي ينادي به حزبه هو ذلك الإجماع ”الذي تؤطره الدولة ويرعاه رئيس الجمهورية”.ومن بين مبررات عقد ندوة الإجماع التي ينادي بها ”تاج” ذكّر المسؤول الحزبي بالحاجة إلى ”التأسيس لإصلاحات هامة في كل المجالات، لمواكبة المرحلة القادمة، ومجابهة التحديات الداخلية والخارجية واستدراك النقائص الموجودة”.
وذهب غول إلى أبعد حد في تفسير دعواته الأخيرة وإضفاء طابع الأهمية عليها، بالقول إن ”حزب ”تاج” لا ينطلق من فراغ، وهو حزب الدولة، ولهذا فهو لا يقف عند المجادلات الجانبية والعقيمة والمصلحية”.
وخلال تطرقه لموضوع الانتخابات الرئاسية القادمة أمام أعضاء المجلس الوطني للحزب، أكد عمار غول أن ”تاج” سيلعب دورا ”أساسيا وقويا”، مجددا وفاءه لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ودعوته له، لمواصلة قيادة البلاد والتقدم للاستحقاقات القادمة”، حيث لخص أهم أسباب دعم الحزب الرئيس في ”وفائه للرجال، وعدم الانقلاب على المواقف، وارتباط الحزب بالرئيس بعقد معنوي وأخلاقي”. وإذ أشار إلى أن حزبه سيتكيف مع أي قرار يتخذه الرئيس بوتفليقة، أكد رئيس تجمع أمل الجزائر ”تاج” دعمه للرسالة الأخيرة التي وجهتها قيادة الجيش الشعبي الوطني لمتقاعدي المؤسسة العسكرية ممن يخوضون في السياسة باسم هذه المؤسسة. وأشار إلى أن موقف الجيش الحازم بخصوص عدم التدخل في السياسة، جاء متناغما ومتجانسا مع الرسالة التي وجّهها الرئيس بمناسبة لقاء الحكومة بالولاة. وأكد غول، في الأخير، أن التحالف الرئاسي يُعتبر شراكة استراتيجية، ومكسبا وطنيا من أجل تأطير الساحة السياسية وتنسيق العمل لرفع التحديات الوطنية المطروحة، مبديا التزام حزبه بكل القرارات التي تُتخذ في هذا الإطار.