توقعت تراجع مظاهراتهم بمرور «عامل الوقت»
«الصدريات الصفر» تخلط حسابات الرئاسة الفرنسية
- 661
شكل رقم 50 ألف ممن شاركوا في مظاهرات ثامن سبت من مسيرات «الصدريات الصفر» في كل المناطق الفرنسية ناقوس خطر للسلطات الفرنسية التي راهنت على عامل الوقت لإخماد الوهج المطلبي الذي يصر هؤلاء على تحقيقه رغم التنازلات التي قدمها الرئيس ايمانويل ماكرون.
وشكل عدد المشاركين في مسيرات احتجاجية أول أمس السبت، أكبر تحد رفعه متظاهرو «الصدريات الصفر» بعد أن كانوا جندوا الأسبوع السابع الذي صادف احتفالات نهاية العام الميلادي سوى 32 ألف متظاهر.
ولم يكن عدد المتظاهرين وحده الذي أخاف السلطات الفرنسية ولكن التحول الذي عرفته المظاهرات التي سارت باتجاه العنف بعد المواجهات العنيفة التي وقعت بين المتظاهرين وقوات الشرطة في العاصمة باريس، وصلت حد تمكن بعضهم من اقتحام مقر الوزارة الأولى في سابقة دفعت الى طرح الكثير من التساؤلات حول المنحى الذي ستأخذه هذه المسيرات ومتى تنتهي، والأكثر من ذلك ما الذي سيرضي هؤلاء من إجل إقناعهم بالكف عن حراكهم المطلبي وعدم العودة إلى شارع الشانزليزي.
ولم يتمكن الرئيس الفرنسي التزام الصمت إزاء هذه التطورات وقال بلهجة حادة إن العنف ضرب الجمهورية وحراسها وممثليها ورموزها وأضاف أن الوضع يتطلب من الجميع التريث والتحكم في الأعصاب وتغليب لغة الحوار».
واضطرت قوات خاصة إلى إنقاذ بنجامين غريفو، الناطق الرسمي باسم الحكومة عندما تمكن متظاهرون من اقتحام باب مقر الوزارة الأولى على متن جرافة كانت مركونة في أحد الشوارع القريبة وجعلته يؤكد تحت وقع الصدمة «لست أنا المقصود بهذا العمل ولكن الجمهورية أصبحت مستهدفة من طرف أولئك الذين يريدون الإطاحة بالحكومة وختم بالقول «الجمهورية ستبقى واقفة».
ولم يكن اقتحام مقر الحكومة الحدث الوحيد الذي لفت الانتباه ولكن استهداف مقار عديد البلديات ومختلف الهيئات الرسمية ومقار الدرك الفرنسي وتعنيف الصحفيين ضمن مؤشرات أكدت على بوادر تحول قد تعرفه المسيرات في قادم الأيام باتجاه تصعيد قد يعمق الشرخ ويزيد في درجة العنف بين المتظاهرين والسلطات الرسمية.
وكان لعودة المواجهات والعنف الذي سادها وإقدام المتظاهرين على إضرام النار في السيارات والدراجات النارية وفي المحلات التجارية بأرقى الأحياء الباريسية ناقوس إنذار حقيقي إلى درجة جعلت أحد المعلقين يتساءل حول إقدام المتظاهرين على إشعال كل شيء أمامهم وقال إنها نهاية العالم مبديا قلقه بخصوص صورة فرنسا في العالم.
تخوف لم يكترث له نشطاء «الصدريات الصفر» الذين أكدوا أنهم مستمرون في حراكهم الى غاية تغيير النظام وأنه مادام لم يتغير أي شيء سنواصل مظاهراتنا الاحتجاجية ولا يوجد أي مبرر يجعلنا نتراجع عن مطالبنا والعودة الى ديارنا.