يناير 2969
برامج لترسيخ البعد التاريخي
- 6036
تعود الاحتفالات ببداية السنة الأمازيغية الجديدة محملة بعدد من الأنشطة ذات الطابع الاجتماعي والثقافي والتاريخي، حيث تبادر المؤسسات المعنية، مثل دور الشباب والمراكز الثقافية والجمعيات، وحتى المؤسسات التربوية والجامعات، إلى تسطير برامج ترمي في المقام الأول إلى ترسيخ البعد التاريخي وربط الأجيال بماضيهم الأمازيغي.
احتكت ”المساء” بعدد من المؤسسات الثقافية، ووقفت على التحضيرات لإحياء التظاهرة السنوية، وكانت البداية مع المركز الثقافي ”هارون الرشيد” لبلدية وادي قريش بالعاصمة، حيث ركز القائمون عليه في برنامجهم، على البعد الاجتماعي للتظاهرة، من خلال تنظيم معرض حول اللباس القبائلي التقليدي والحلي الفضية، إلى جانب المشاركة بعدد من الأطباق التقليدية التي عادة ما كان يستبشر بها القرويون قديما، عند الاحتفال بدخول السنة الأمازيغية، والتي يغلب عليها، حسب المكلفة بالاتصال، السيدة شابحة عايشت.
البعد الاحتفالي بكل تجلياته
ولأن الهدف من تنظيم مثل هذه المعارض، هو إحياء التظاهرة وترسيخ البعد التاريخي وتعزيز الانتماء لدى الشباب، تمت أيضا في إطار نشاطات المركز، برمجة عروض مسرحية تحاكي القيمة التاريخية للاحتفالية.
من جهته، اختار المركز الثقافي ”أغا”، حسب المكلفة بالاتصال، السيدة راضية، تسطير برنامج اجتماعي ثقافي تراثي، وينتظر أن يتم ـ حسبها ـ تنظيم معرض نسوي حول اللباس التقليدي، يكون بمثابة فرصة للحرفيات، لعرض اللباس القبائلي بما يحويه من جمالية وألوان وخصوصية، إلى جانب الحلي الفضية التي عادة ما ترافق اللباس ويعتبر أكسسوارا مهما. مشيرة إلى أن البرنامج الاحتفالي خص وككل سنة، الأطفال بأنشطة مميزة، تتمثّل في تنظيم قعدات مع الحكواتي، لإبراز التراث الأمازيغي وإلقاء مقطوعات شعرية ورقصات قبائلية، مشيرة إلى أن الهدف من الجمع بين كل ما هو ثقافي واجتماعي وفلكلوري، هو الوصول إلى تغطية البعد الاحتفالي بكل تجلياته لدى هذا الجيل، حتى يعرف تاريخه ويعتز به، سواء في شقه التاريخي، من خلال إبراز كيفية اعتلاء شيشناق للحكم، والذي أساسه بدأ التقويم، وبين من يربطون الحدث ببداية الموسم الزراعي.
معارض عن الانتماء
من جهتها، تسجل الحركات الجمعوية هي الأخرى حضورها، بالمبادرة إلى إعطاء هذا الحدث التاريخي الأهمية، على غرار جمعية ”سندس” للمرأة لولاية سكيكدة، التي كشفت لـ«المساء”، عن برنامجها الاحتفالي بالسنة الأمازيغية الجديدة 2969، والمتمثل في تنظيم معرض للفخار يعكس البعد الاجتماعي للحياة القديمة التي كان يعيشها الأمازيغ في الأزمنة الغابرة، وكانت تعتمد على الفخار في تحضير الأكل وتخزين الحبوب، إلى جانب معرض للنسيج الذي يعتبر بدوره، من أهم المهن التقليدية القديمة التي عرف بها المجتمع الأمازيغي، سواء تعلّق الأمر باللباس أو الأفرشة والأغطية، وكذا معرض خاص بالأطباق التقليدية التي عادة ما تكثر فيها الأعشاب والحبوب التي ترتبط بالأرض، وبداية الموسم الفلاحي الذي ينطلق منه التقويم للسنة الأمازيغية الجديدة.
بينما فضلت جمعية مرضى ”السيلياك” لولاية الجزائر، أن تحصر احتفالها بهذه المحطة التاريخية الهامة، بتسطير برنامج خاص بالأطفال الذين ـ حسبها ـ بحاجة إلى معرفة تاريخهم وانتمائهم، تقول في حديثها مع ”المساء”، حيث ينتظر تقديم بطاقة فنية عن تاريخ الاحتفال بيناير ـ كما أرخه المؤرخون والباحثون ـ الذي يجهله عدد كبير من الأطفال، يرفق بعرض أزياء، الغاية منه الكشف عن خصوصية المجتمع الأمازيغي من حيث اللباس، ويختتم بتوزيع عدد من الأغذية الخالية من الغلوتين على المرضى.
طغيان البعد الفلكلوري الاجتماعي
في هذا السياق، أثنى الأخصائي في علم الاجتماع، يوسف حنطبلي، على الطريقة التي تبادر إليها مختلف المؤسسات والعائلات للاحتفال بهذه التظاهرة السنوية، غير أنه يعتقد، حسبما أكده في حديثه مع ”المساء”، أن الاحتفال لدى عامة الناس، بما في ذلك بعض المؤسسات الشبانية والثقافية، لا زال محصورا في بعده الاجتماعي الذي تعكسه المعارض، حيث يجري تسليط الضوء على اللباس والأكل والحلي، على حساب البعد التاريخي الذي لا زال محصورا في طبقة معينة، ممثلة في المثقفين والباحثين والمهتمين بالتاريخ الأمازيغي. مشيرا إلى أن السبب في تغليب كل ما هو احتفال فلكلوري اجتماعي، هو تغليب العادة على القيمة التاريخية في بعدها السسيولوجي والأنثربولوجي.
يرى الأخصائي الاجتماعي أن التركيز في الاحتفال على البعد الاجتماعي أنقص من قيمته التاريخية، لأن الأفراد اعتادوا بحكم تكرار الاحتفال، على التركيز على اللباس والأكل والحلي على حساب ماهيته التاريخية، التي على أساسها وجد الاحتفال بهذا التقويم الذي لا زال محلّ خلاف بين الباحثين والمؤرخين.
❊ رشيدة بلال
الأسبوع الثقافي الأمازيغي الرابع بباتنة ... تثمين الإرث المشترك للجزائريّين
سطرت جمعية ”ثامزغا أوراس فوروم باتنة”، برنامجا ثريا بمشاركة الجمعيات والفعاليات الثقافية بمسرح باتنة الجهوي ضمن الأسبوع الثقافي الأمازيغي الرابع بباتنة، والاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة ”أمنزو ن ينار” 2969، الذي اختير له شعار ”أمنزو ن ينار، ملك مشترك لكل الجزائريين والمصالحة مع الذات والتاريخ”، المنظّم برعاية المحافظة السامية للأمازيغية وولاية باتنة.
تشمل الأنشطة المبرمجة تقديم محاضرات وندوات حول يناير، مع إبراز طقوس هذه المناسبة بمنطقة الأوراس الكبير. كما ستقدَّم محاضرة بعنوان ”شيشناق الأول الفرعون الأمازيغي وأسرته في أرض الفراعنة”، متبوعة بفيلم وثائقي عن ”تاريخ الأمازيغ في مصر” للباحث الأثري ناصر إسماعيل محمد. كما سيتم عرض فيلم قصير بالنسخة الشاوية بعنوان ”هيومن” لعصام تعشيت، وعرض مسرحية لوفد جانت ”تراثنا”.
ويتناول يوم دراسي موضوع ”قراءات أنتروبولوجية للطقوس الاحتفالية الأمازيغية المتنوعة” من تنشيط الدكاترة بوروبة الشريف وبيميمون كلثوم ووبوقرة كمال. وستتناول المداخلات قراءة في أنتروبولوجيا للطقوس الاحتفالية الأمازيغية ”أمغار ن عاشورة نموذجا” للباحث بن غالية معتز من خنشلة، ومداخلة أخرى ”لتقليد الوشم لدى الأمازيغيات دلالات دينية وثقافية” لسعاد عصماني، وهي فنانة تشكيلية وحاصلة على ماجستير في اختصاص علم الاجتماع الثقافي.
وتتوزّع أنشطة هذه التظاهرة بين مبنى المسرح الجهوي والساحة المحاذية له التي ستحتضن حفل الافتتاح هذا الخميس برقصات فلكلورية تارقية إفريقية للجمعية الثقافية ”ثاقيت نازجر” بجانت بولاية إليزي، متبوعة بغناء فلكلوري شاوي لفرقة الرحابة ماركوندة. كما سيتم عرض شريط وثائقي عن ”عمار نقادي واضع التقويم الأمازيغي”، وكذا وقفات شعرية أدبية متنوعة، ووصلات موسيقية لهشام بومعراف وحمودي عمارة، وفرقة ”إيوال” والفنانة لمياء داودي، وذلك بعد تدشين المعرض المفتوح والمتنوع المقام، بالمناسبة، بساحة المسرح الجهوي.
وخُصّص لهذه الاحتفالية جانب مهم للإعلام والمقروئية والتعليم باللغة الأمازيغية؛ لتعزيز البعد الثقافي والمعرفي والهوية الوطنية. وتثمّن الاحتفالية من خلال هذه الفعاليات المكتسبات التي تحقّقت بفضل دسترة اللغة الأمازيغية وترقيتها إلى لغة وطنية، وهو مسعى عزّز الوحدة الوطنية، وساهم في إبراز خصوصيات الحضارة الأمازيغية.
وفي اليوم الثاني من هذه الفعاليات تنطلق قافلة ثقافية من المسرح إلى مدينة مروانة، ثم الوقوف على النقوش الأثرية للكتابة الليبية القديمة المتواجدة بمقر بلدية مروانة، وتسمية المركز الثقافي للمدينة باسم المرحوم ”عمار نقادي” بعد الوقوف على قبره بمقبرة مروانة؛ ترحما على روحه.
وحسب الأستاذ نور الدين رحمون مسؤول بالجمعية صاحبة هذه الفعاليات، فإنّ البرنامج يهدف إلى إبراز خصوصيات الإرث المشترك للجزائريين، والتعريف بالمنتوج الثقافي الأمازيغي بكلّ تنوّعاته وكل ما له علاقة بالتاريخ والحضارة والثقافة الأمازيغية، فضلا عن فسح المجال لتشجيع الاحتكاك والتقارب مع كلّ الكفاءات الناشطة في مجال البحث والدراسة المتعلّق بالأمازيغية في جميع أنحاء العالم، وتثمين الجهود المبذولة لتعميم اللغة الأمازيغية عبر مختلف المؤسّسات التربوية عبر الوطن، كونها تصبّ في مسار تطويرها والمحافظة على هذا التراث الثقافي الوطني وتوسيع دائرة تدريسها عبر كل ولايات الوطن.
للإشارة، تشكل المناسبة فرصة للشباب من أجل الاطلاع على نماذج من التراث والطرق التقليدية في الاحتفال بهذه المناسبة، إلى جانب أهمية الدلالات الرمزية التي سيبرزها المنظمون، والتي تكتسيها تقاليد رأس السنة الأمازيغية، وستقدَّم أكلات شعبية تقليدية. كما يُرتقب أن تتوَّج هذه الفعاليات بتوصيات وتكريم شخصيات تاريخية وفنية، في حفل جميل بمشاركة ألمع نجوم الأغنية الشاوية.
❊ ع.بزاعي
تيزي وزو تتزين
انطلقت بدار الثقافة ”مولود معمري” في ولاية تيزي وزو، أمس، الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية 2969، المنظمة من طرف مديرية الثقافة، بالتنسيق مع مديريات ولائية، الحركة الجمعوية، مسرح ”كاتب ياسين” وغيرها، وتمتد إلى غاية 12 يناير، كنافذة على الموروث الثقافي المادي وغير المادي للولاية، وكذا عاداتها وتقاليدها في إحياء يناير.
افتتحت الاحتفالات باستعراض ”كرنفال ايراد” إلى غاية دار الثقافة ”مولود معمري”، حيث دشنت مجموعة من المعارض التي تختزل التراث الثقافي المادي ومختلف الحرف والصناعات التقليدية، وأغراض الفلاحة وغيرها، بمشاركة جمعيات ثقافية تنشط في مجال حماية والحفاظ على التراث، متاحف وطنية، ودور الإنتاج لعرض مراجع جديدة تتناول التراث الوطني الثري.
تتخلل برنامج التظاهرة، ورشات بيداغوجية للأطفال، من تنظيم متحف المدية، في حين سيكون قاصدو ”اخام ناغ”، على موعد مع تحضير وتذوّق أطباق يناير، من تنظيم الجمعية الثقافية ”شريف خدام” لقرية بومسعود، بينما تحتضن قاعة المسرح الصغير بدار الثقافة ”مولود معمري”، الإعلان عن مسابقة ”أقدم وأعرق حلي فضية لآث يني”، بالتنسيق مع جمعي حرفي آث يني، مع انطلاق أيام دراسية حول التراث غير المادي الأمازيغي، تكريما للبروفسور محند أكلي حدادو.
يمتد برنامج يناير 2969 إلى ملحقة دار الثقافة ”مولود معمري” باعزازقة، حيث برمج عرض فيلم ”المستعصي”، في حين برمج بمسرح ”كاتب ياسين” لولاية يتيزي وزو، إطلاق مسابقة ”أحسن عرض مسرحي” من إنتاج جمعيات ثقافية، يله عرض مسرحية ”افركوس” من تقديم الجمعية الثقافية ”إيراثن”.
تزينت عاصمة جرجرة، تحسبا لهذا الحدث الوطني، الذي يجمع بين كل الولايات، لتصنع من هذا اليوم المميز حدثا تاريخيا، حيث سيتم جمع التراث الجزائري المادي وغير المادي في معرض يناير، تحت شعار ”يناير مرجع وطني تاريخي وذاكرتي” الذي يتزامن مع مرور سنة على ترسيم يناير عيدا وطنيا.
❊ س.زميحي
سكيكدة ... عادة موروثة منذ القدم
أكدت السيدة رزيقة العيفة رئيسة لجنة السكن بالمجلس الشعبي الولائي بسكيكدة، أنّ أسرتها تحتفل، منذ كانت طفلة صغيرة، برأس السنة الأمازيغية، حيث كانت والدتها ليلة 12 يناير، تقوم بتحضير بعض الأكلات الشعبية التقليدية التي تشتهر بها المنطقة، والمعروفة محليا باسم ”لمطاوي” أو ”لفتات” وباللهجة القسنطينية ”لفطير”، وتقوم بتزيينه بقطع الدجاج أو كما يُعرف باللهجة المحلية، ”الجاج العربي” وبمختلف الخضروات، وتضعه في صحن تقليدي كبير تجتمع حوله العائلة في أجواء حميمية، فيما يتبادل الجيران فيما بينهم بعض أطباق المأكولات.
تضيف السيدة العيفة أنّ إلى جانب هذا الطبق، تزيَّن المائدة ببعض الحلويات كالشكولاطة التي تكون على شكل قوالب مختلفة، وبعض الحلويات التقليدية كحلوة الترك والحلقوم. كما تقوم والدتها بإشعال الكانون الذي يوضع فيه الجاوي، مشيرة إلى أنّ عائلتها مازالت إلى اليوم تحتفل بيناير تقريبا بنفس الطريقة، على غرار العديد من العائلات السكيكدية، خاصة تلك المتواجدة بالمناطق الداخلية في أعالي المصيف القلي، من خلال إعداد العدة، التي تتمثّل في تحضير المادة الأولية التي تدخل في إعداد عشاء ليلة يناير أو كما يُعرف عند بعض العائلات الأمازيغية بالمنطقة بـ ”أمانسي نناير”، على شكل الثريدة التقليدية أو الكسكس التقليدي المعَد في البيت.
ومن عادات الاحتفال بيناير في سكيكدة أن تقوم العائلات في اليوم الأوّل منه؛ أي يوم 12 يناير، بتحضير البغرير أو ما يُعرف محليا بـ ”الغرايف” أو بعض الفطائر المعسّلة؛ تفاؤلا بسنة حلوة، كما تقوم بعض العائلات بقصّ شعر الصبية لأوّل مرة. ويُعدّ يناير لدى العديد من الفلاحين والقرويين وسكان المناطق الجبلية، فرصة للاستعداد للموسم الجديد؛ بناء على حصيلة الموسم السابق، لاستقبال موسم جديد، يتوسمون فيه فأل خير ووفرة المحاصيل.
❊ بوجمعة ذيب
بجاية تبرز عاداتها
تحتفي بجاية بعاداتها وتقاليدها بمناسبة دخول السنة الأمازيغية الجديدة، من خلال برنامج يدوم إلى غاية 12 جانفي الجاري، بمشاركة السلطات المحلية ومختلف الفعاليات الجمعوية الناشطة، حيث تم فتح سوق ”يناير” على مستوى ساحة إفري بوسط المدينة. ويضمّ عرض أوان تقليدية وفخارية وحلي بربرية وأفرشة وغيرها، وأكلات وحلويات تقليدية تشارك بها غرفة الصناعة التقليدية والغرفة الفلاحية ومختلف الجمعيات الثقافية ببلدية بجاية. كما سيتم تنظيم معرض للكتاب بعنوان ”اشترِ الكتاب”.
على صعيد آخر، سيتم تنظيم نشاط خاص باستعراض الشباب يوم 12 جانفي من المسرح الجهوي لبجاية إلى غاية مقر البلدية الكائن بحي الخميس، بمشاركة الجمعيات الشبانية، تتخلله ألوان وألبسة تقليدية ترمز للأصالة الأمازيغية بمشاركة الحركة الجمعوية والفرق النحاسية والكشافة الإسلامية الجزائرية. كما تتضمن الاحتفالات عرض الأطباق التقليدية (الكسكس وأنواعه) يوم رأس السنة الأمازيغية الموافق لـ 12 جانفي القادم على مستوى ساحة أول نوفمبر، بمشاركة الجمعية الثقافية والسياحية لبلدية بجاية.
وتتضمن الاحتفالات تنظيم نشاطات رياضية، على غرار سباق للشباب على مستوى شوارع بلدية بجاية، وتسلق الجبال يوم السبت القادم بمشاركة الرابطة الرياضية الجوارية لبلدية بجاية والجمعية الرياضية لتسلق الجبال.
❊ الحسن حامة
النعامة ... التعريف بتاريخ قصور عسلة وصفيصيفة
للاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة ”يناير” 2969، تم بولاية النعامة، إعداد برنامج ثري، حسبما أفادت به مديرية الثقافة، حيث ستطبع بتنظيم حفلات موسيقية وعروض مسرحية وإلقاءات شعرية ومعارض للصناعة التقليدية والفولكلور الثقافي الأمازيغي، إضافة إلى تنشيط محاضرات حول ”البعد الأمازيغي للهوية الثقافية للجزائر” و«جهود تلقين الأمازيغية في الجزائر”، وغيرها، في الفترة الممتدة من 10 إلى 13 يناير بدار الثقافة ”أحمد شامي” ومختلف ملحقاتها.
سيتم تنشيط ندوات فكرية للتعريف بتاريخ القصور الأمازيغية بمنطقتي عسلة وصفيصيفة، بواحات الأطلس الصحراوي (جنوب النعامة)، وتنظيم حلقات للأغنية التقليدية القديمة التي تم نظمها بعبارات لغة ”تاشيلحيت”، التي تشتهر بها منطقة ”عين ورقة”، شرق الولاية، التي تثني على الخيرات التي يجلبها معه ”يناير” الذي يمثل رديفا للوفرة والرخاء، كما أشار إليه المصدر.
ستحتضن دار الثقافة صالون الصناعة التقليدية، يبرز نماذج مختلفة للتراث الحرفي الأمازيغي، كزربية ”نمامشة” بمنطقة الأوراس، وعباءة ”تشاشيت” بني ميزاب، والفضة القبائلية لمنطقة الأربعاء ناث إيراثن، والبرنوس ”الزغداني” لمعسكر، وخيمة ”الفليج” بالنعامة، وغيرها من أوجه الهوية الثقافية الجزائرية الأمازيغية، كما أشير إليه.
ستشارك في هذا البرنامج الاحتفالي عدة جمعيات ثقافية محلية، على غرار ”أغرم أقديم” لتيوت و«تنانت” للقصر القديم بصفيصيفة و«إيغرماون” ببلدية عسلة، و«تيطاوين” للسياحة والفولكلور و«فارسات السهوب” لترقية المرأة الريفية وغيرها.
ستقام عبر مختلف الفضاءات والساحات الكبرى بمدن الولاية، استعراضات لفرق البارود الفلكلورية وإقامة معارض للتعريف بالكتاب الأمازيغي، وأخرى للصورة الفوتوغرافية التراثية، قصد الترويج للمعالم السياحية بالولاية، كما أضاف نفس المصدر.
❊ ق.م
عين تموشنت ... فرصة للتضامن واللقاء
تحرص العائلات التموشنتية على إحياء رأس السنة الأمازيغية المعروف لدى الأهالي بـ ”الناير”، حيث تنبعث مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة من شارع باستور بمدينة عين تموشنت. وتزيّنت الأرصفة بكلّ ما جادت به الطبيعة من فواكه جافة وطازجة بما فيها المكسرات، وهي مناسبة يحافظ من خلالها الأهالي على عادات وتراث الأجداد رغم اختلافها من عائلة لأخرى، كما يُعتبر الناير فرصة لتضامن العائلات ولمّ الشمل.
❊ م.عبيد
خنشلة تحتفل بتراثها الأمازيغي
أعدّت مديرية الثقافة بخنشلة برنامجا متنوعا يتضمن 25 نشاطا في إطار إحياء رأس السنة الأمازيغية 2969، التي تتزامن مع الطبعة الثانية لأسبوع التراث الأمازيغي المزمع من 8 إلى 13 جانفي الجاري.
تم إعداد برنامج ثري يشمل العديد من النشاطات عبر مختلف بلديات الولاية بمشاركة فنانين وشعراء وأساتذة محاضرين ومسرحيين وأدباء من داخل وخارج الولاية. وتحل ولايتا تيزي وزو وتمنراست ضيفتين على خنشلة للمشاركة في احتفالات رأس السنة الأمازيغية. وسيقوم أفراد هذين الوفدين باستعراضات فنية فلكلورية خلال اليوم الأوّل من التظاهرة، بالإضافة إلى المشاركة في مختلف النشاطات الثقافية والمسرحية المبرمجة على طول أيام أسبوع التراث الأمازيغي.
وتنطلق فعاليات الاحتفالات بالطبعة الثانية لأسبوع التراث الأمازيغي من بلدية المحمل؛ من خلال استعراضات فلكلورية، وتجسيد عرس تقليدي تراثي وحفل فني يحييه الفنانون عبد الحميد بوزاهر وجيمي نذير والطاهر لعقوبي وعاشور لغماسي، بالإضافة إلى تكريم الشاعر بشير عجرود، والباحث مسعود قجوف وسعيد الجريدي.
ومن المقرر أن يتواصل برنامج الاحتفال طيلة أيام التظاهرة بدار الثقافة ”علي سوايحي”، التي ستحتضن معارض متنوعة للباس التقليدي والزرابي والحلي والصور الفوتوغرافية التراثية، ومعرضا للكتاب الأمازيغي، بالإضافة إلى تنشيط ندوات ثقافية وفكرية حول التراث الشعبي، وأمسيات شعرية ينشطها مجموعة من الشعراء.
كما تحتضن قاعة سينماتيك بوسط المدينة هي الأخرى، حفلات فنية للعائلات بمشاركة وفدي تمنراست وتيزي وزو ومجموعة من الفنانين المحليين، بالإضافة إلى عرض فيلم بالشاوية بعنوان ”البيت الأصفر” للمخرج حكار عمر.
للإشارة، تتميز احتفالات الطبعة الثانية لأسبوع التراث الأمازيغي بخنشلة عن سابقتها، بتنظيم الأيام الأولى للمسرح الأمازيغي، ومشاركة عدة فرق ممثلة للمسارح الجهوية لكل من بجاية والعلمة (سطيف) وتيزي وزو وأم البواقي، بالإضافة إلى مسرح خنشلة، حيث ستقدَّم العديد من العروض المسرحية بدار الثقافة ”علي سوايحي”.