بعد أن وصلته المظاهرات الاحتجاجية لأول مرة
الرئيس السوداني يزور إقليم دارفور
- 847
هون الرئيس السوداني عمر حسن البشير، من قدرة المظاهرات الاحتجاجية المتواصلة في بلاده منذ قرابة شهر كامل من الإطاحة بنظامه، في رد على المتظاهرين الذي غيّروا مطالبهم من مجرد مطالب اجتماعية الى مطالب سياسية.
وجاءت تأكيدات الرئيس السوداني خلال تجمع شعبي نظمه في إقليم دارفور غرب البلاد، الذي اضطر الى التنقل إليه بعد توسع رقعة المظاهرات الى هذا الإقليم لأول مرة منذ بدء الاحتجاجات في التاسع عشر من الشهر الماضي، وقال البشير، في خطاب ألقاه بمدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور إن المظاهرات لن تؤدي أبدا الى تغيير النظام.
ولكن اضطرار الرئيس السوداني التنقل الى مدينة نيالا عكس درجة تخوفه من توسع دائرة الاحتجاجات الى مدن إقليم درافور الذي يكن له أغلبية سكانه عداءا كبيرا بسبب الحرب المدمرة التي يشهدها الإقليم منذ سنة 2003.
وقال البشير، إنه لا يوجد أي سبيل للوصول الى السلطة في السودان سوى عبر صناديق الاقتراع، وأن الشعب السوداني وحده من سيحدد الشخصية التي ستحكم البلاد في انتخابات العام القادم، التي أعلن ترشحه لخوضها ضمن رابع عهدة منذ إقرار التعددية في السودان وبعد 30 سنة قضاها على رأس الدولة السودانية.
وحاول الرئيس حسن البشير، اللعب على عواطف أنصاره بعد أن أشار الى العدو الخارجي، وقال إن للسودان أعداء كثر ولهم أذناب في الداخل لا يريدون له العيش في كنف الاستقرار والأمن، وسط هتافات أنصاره الذين رددوا شعار «أبقى،، أبقى» ردا على شعارات المتظاهرين الذين رفعوا شعار «ارحل،،، ارحل»، وأضاف بلغة فيها الكثير من الحزم انه لن يسمح لأي كان أن يدمر السودان أو أن يحرق ممتلكاتنا، في تلميح الى مخاوف في أعلى هرم السلطة السودانية من احتمالات استمرار المظاهرات وتوسعها الى غاية إرغامه على الرحيل، تماما كما حصل للرؤوساء العرب الذين انهارت أنظمتهم في سياق ما عرف بثورات الربيع العربي.
وتعرضت العديد من مقار ومكاتب حزب المؤتمر الوطني الحاكم لعمليات تخريب وحرق في العديد من مدن البلاد، ضمن موجة استهداف لكل ما يرمز الى سلطة هذا الحزب الحاكم.
واضطرت قوات الشرطة الى استعمال القنابل المسيلة للدموع لتفريق مئات المتظاهرين في مدينتي الفاشر ونيالا عاصمتي محافظتي دارفور الشمالية والجنوبية وقبلها في العاصمة الخرطوم ومدينة أم درمان تلتها حملة اعتقالات واسعة شملت حسب تقارير منظمات حقوقية أكثر من ألف شخص.
ورغم حدة المظاهرات إلا أن الرئيس السوداني لم يقدم وعودا بتحسين الظروف المعيشية للسكان معترفا في المقابل بالصعوبات الاقتصادية التي تواجهها بلاده والتي لن يتم تسويتها ـ كما قال ـ من خلال عمليات النهب والحرق.
وتعقدت الأمور بالنسبة للسلطات السودانية بعد انضمام الصحفيين الى التنظيمات المهنية التي تقود الاحتجاجات من أساتذة وأطباء ومهندسين، الذين خرجوا في مظاهرة احتجاجا على منع صحيفة محلية من الصدور بالعاصمة الخرطوم التي عرفت المسيرات التي عاشتها مساء الأحد إطلاق قوات الشرطة للرصاص الحي ضد المتظاهرين.