الدكتور أحمد دلباني لـ "المساء":
أدونيس طلب أن أكتب عنه فكان هذا الإصدار
- 1248
صدر للدكتور أحمد دلباني كتاب جديد بعنوان "أدونيس.. بروميثيوس عربي" باللغة الفرنسية عن المعهد العالي للعالم العربي. وبهذه المناسبة اتصلت "المساء" بأستاذ الفلسفة وصاحب عدة مؤلفات، من بينها "قداس السقوط" و«سفر الخروج" و«صندوق باندورا"، فكان هذا الحوار.
❊حدثنا عن إصدارك الجديد المتعلق بأدونيس؟
❊❊ هذا الكتاب "أدونيس ... بروميثيوس عربي" "Adonis, un Prométhée arabe"، هو أول كتاب لي أنشره باللغة الفرنسية بعد مؤلفات عدة نشرتها بالعربية في الجزائر وخارجها وخاصة في سوريا. يندرج هذا الكتاب ضمن مشروع "مائة كتاب وكتاب" الذي أطلقه معهد العالم العربي بباريس من أجل الاحتفاء بشخصيات عربية وغربية؛ مثل حضورها القوي والمتميز؛ نوع من الوساطة الثقافية بين ضفتي المتوسط أو بين العالم العربي وفرنسا منذ القرن التاسع عشر.
❊ هل كتابك عبارة عن دراسة تحليلية لنصوص أدونيس؟
❊❊ هذا الكتاب يمكنه أن يمثل مدخلا لدراسة أدونيس من القارئ والطالب والباحث معا، إذ يتضمن دراسة وافية مذيّلة بمختارات من نتاج الكاتب. فقد تناولت فيه - فضلا عن تمهيد بيوغرافي ضروري - مجمل ما يشكل مرتكزات الأدونيسية في النظر إلى الإبداع والعالم والآخر انطلاقا من نواة مركزية، عبّر عنها أدونيس نفسه، عندما اعتبر المعنى لاحقا لا سابقا، وعندما اعتبره أيضا نتاجا للكتابة، وهذا في صورة مناهضة للثقافة الموروثة التي ظلت تعتبر المعنى متعاليا عن التاريخ أو محنَّطا في مرجعيات لا تقبل المساءلة النقدية.
❊ إلام يعود اختيارك شخصية أدونيس في عملك الجديد؟
❊❊ يمثل أدونيس، بدون شك، اسما ثقافيا وإبداعيا مهمّا في المشهد الثقافي العربي والعالمي في آن واحد، وقد تشرفت بالكتابة عنه ضمن هذا المشروع، فأنا أعرفه حق المعرفة، وقد سبق لي أن كتبت ونشرت عنه مؤلفا صدر في دمشق منذ سنوات بعنوان "مقام التحول"، ولهذا لم أجد كبير عناء في استئناف الكتابة عنه وعن مشروعه الإبداعي ورؤيته الفكرية بعامة في حدود ما هو مطلوب في مؤلفات من هذا النوع، يُرجى منها أن تكون مدخلا إلى العوالم الإبداعية والفكرية الخاصة بكل كاتب.
❊ لماذا نشرت كتابك في معهد العالم العربي؟
❊❊ في حقيقة الأمر لقد تم الاتصال بي من قبل الأصدقاء في العالم العربي؛ من أجل تكليفي بهذا العمل بعد أن عبّر لهم أدونيس نفسه عن رغبته العميقة في أن أكتب عنه، وبالتالي فأنا لم أكن على علم بمشروع "معهد العالم العربي" وإنما كان ذلك بطلب من أدونيس - وهذا ما يشكل مدار اعتزاز كبير لي - الذي ظل دائم الاحتفاء بكتاباتي وتفكيري.