”الأوشحة الحمراء” تخرج ضد ”الصدريات الصفراء”

حرب الألوان تخلط حسابات ماكرون

حرب الألوان تخلط حسابات ماكرون
  • 710
م. م م. م

ينتظر أن تشهد العاصمة الفرنسية باريس غدا الأحد تجمعات شعبية لمتظاهرين آخرين أطلقوا على أنفسهم اسم ”الأوشحة الحمراء” للوقوف الند للند في وجه ”الصدريات الصفراء”، دافعهم في ذلك منح الحرية لرأي آخر من غير ذلك الذي دأب المتظاهرون في هذا الحراك على رفعه منذ 19 نوفمبر الماضي.

وقال المنتسبون إلى حراك ”الأوشحة الحمراء” إنهم قرروا تنظيم مسيراتهم يوما بعد مسيرات ”الصدريات الصفراء” للتأكيد للعالم أن هناك من الفرنسيين من يرفضون تصرفات هذه الأخيرة ووجب لأجل ذلك منح الكلمة للفرنسيين الذين التزموا الصمت منذ عدة أسابيع إزاء تطورات الأحداث التي تعرفها بلادهم.

وكان الناشط لوران سوليي البالغ من العمر 51 عاما أول من رفع على صفحته على فايسبوك منذ منتصف شهر ديسمبر الماضي شعار ”قف.. كفى الآن” في أول رد فعل شعبي مواز لمظاهرات ”الصدريات الصفراء” وبعد أن تأكد أن مظاهرات هؤلاء لن تتوقف تحت غطاء المطالبة بتحسين القدرة الشرائية لعامة الفرنسيين ولكنها تحولت مع الأسابيع إلى حراك سياسي يطالب برحيل الرئيس إيمانويل ماكرون.

واقترح هذا الناشط المحسوب على حركة الجمهورية إلى الأمام، التي يقودها الرئيس الفرنسي أن حراكه لا يحمل أي صبغة سياسية واقترح على ”الصدريات الصفراء” وقف مسيراتهم التي خرجت عن إطار التحكم، في إشارة إلى المواجهات العنيفة التي تندلع في كل مرة بين تعزيزات قوات الشرطة ومنتسبي هذا الحراك، خاصة في العاصمة باريس التي تتحول شوارعها الرئيسية كل يوم سبت إلى ساحة لمواجهات دامية بين الجانبين، خلفت بعد عشرة أسابيع من المظاهرات سقوط عشرة قتلى وإصابة أكثر من 200 شخص آخر.

ويصر متزعمو حراك ”الأوشحة الحمراء” على كسب تأييد الفرنسيين، التأكيد أنهم أيضا يعانون من تدني قدرتهم الشرائية وعدم قدرتهم على مواجهة غلاء المعيشة ولكنهم يرفضون الأمر الواقع الذي تريد ”الصدريات الصفراء” فرضها على عامة الفرنسيين للمطالبة بحقوقهم وخاصة اعتبار أن من لا يؤيدهم هو بالضرورة ضدهم.

وأعابت ”الأوشحة الحمراء” على ”الصدريات الصفراء” رفضهم لفكرة الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس إيمانويل ماكرون والذي سعى من خلاله إلى نزع فتيل حراك ما انفك عوده يزداد قوة وأصبح يهدد سلطته كرئيس لفرنسا وأدى إلى تراجع شعبيته إلى أدنى مستوياتها منذ انتخابه رئيسا للبلاد سنة 2017.

ومهما كانت مشروعية مطالب هؤلاء وهؤلاء، فإن الشارع سيكون دون شك الحكم بين ”صدريات صفراء” شغلت الرأي العام الفرنسي والدولي لعدة أسابيع و”أوشحة حمراء” تريد أن تفرض نفسها كطرف وازن في المعادلة السياسية والاجتماعية الفرنسية التي بلغت درجة الانسداد التام بعدما فشل ماكرون في تحقيق الوعود التي قدمها للفرنسيين وخاصة تحسين ظروفهم المعيشية.

وبين هؤلاء وهؤلاء، فإن الفرنسيين يشدون أنفاسهم من تبعات هذه التطورات واحتمالات دخول الصدريات الصفراء في مواجهات مع ”الأوشحة الحمراء” بما قد يكرس الشرخ داخل مجتمع فرنسي غير متجانس وحينها لن يكون بإمكان الرئيس الفرنسي أن يكون الحكم النزيه في حراك وحراك مضاد هو السبب في اندلاعهما.