وفاة جوزيت أودان
الرئيس بوتفليقة يشيد بمناضلة ضد الاستعمار
- 923
بعث رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، برقية تعزية إلى عائلة جوزيت أودان التي وافتها المنية يوم السبت عن عمر 87 سنة، أثنى فيها على ”مناضلة من الرعيل الأول ضد الاستعمار”. وكتب رئيس الجمهورية: ”‘ببالغ الحزن والأسى، تلقيت نبأ وفاة المناضلة من الرعيل الأول ضد الاستعمار، جوزيت أودان”.
كما أشاد رئيس الدولة ”بكثير من التأثر بهذه السيدة العظيمة التي خاضت طوال حياتها معركة دون هوادة لإظهار الحق حول اغتيال زوجها وتعرضه للتعذيب إبان حرب التحرير الوطني”.
وأضاف ”ستحفظ لها ذاكرتنا أبد الدهر شجاعتها وإصرارها وقوة قناعاتها والتزاماتها”.
وختم الرئيس برقيته يقول: ”في هذا الظرف الأليم، أتقدم إلى أبنيها ميشال وبيار وكافة أفراد أسرتها وأقاربها وأصدقائها بتعازي الخالصة وأخلص عبارات المواساة.
للتذكير، موريس أودان أستاذ الرياضيات الشاب وعضو الحزب الشيوعي المناهض للاستعمار الفرنسي للجزائر، الذي ولد عام ١٩٣٢، اعتقل من طرف سلطات الاستعمار في ١٩٥٧، واعترف مؤخرا الجنرال بول أوساريس بأنه هو من أعطى الأمر لقتله. وفي ١٣ سبتمبر ٢٠١٨ زار الرئيس الفرنسي إيماويل ماكرون، جوزيت أودان بمنزلها في إحدى ضواحي باريس، بانيولي، وقدم لها اعتذاره، كما سلمها تصريحا يتضمن الاعتراف بأن زوجها موريس أودان، قتل تحت التعذيب من طرف السلطات الاستعمارية الفرنسية في الجزائر.
بالنسبة لنضالهما من أجل القضية الجزائرية، شرحت جوزيت أودان أن الزوج كان واعيا بالأخطار التي سيواجهانها، مضيفة أن موريس وهي كانا ناقمين من المستعمر. كما قالت ”لم نكن نتحمل رؤية الأطفال وهم يلمعون الأحذية في الشوارع عوض الذهاب إلى المدرسة”.
يذكر أن قضية اغتيال موريس أودان طرأت من جديد عندما أفشى النائب سيدريك فيلاني، القريب من الرئيس ماكرون ومن أسرة أودان سرا لإيمانويل ماكرون الذي أخبره بأن الجيش الفرنسي هو من اغتال في يونيو 1957 أستاذ الرياضيات والمناضل من أجل استقلال الجزائر.
وفي فبراير 2018، أعادت شهادة لمجند فرنسي يعتقد أنه قام بدفن جثة موريس أودان، بعث المطالبة بالحقيقة حول هذه الجريمة التي تعود إلى 61 سنة مضت”. وقال هذا الجندي ”أعتقد أنني قمت بدفن جثة موريس أودان”، حيث أكد هذا الشاهد وحشية الجيش الفرنسي إزاء الجزائريين خلال حرب التحرير والذي فضل عدم الإفصاح عن هويته وأنه في خدمة عائلة أودان.
كما صرح أن الأحداث جرت في مزرعة بمنطقة فندوك (خميس الخشنة حاليا)، حيث كانت توجد داخل كوخ مغلق ”جثتان ملفوفتان بلحافين ومخبأتان تحت التبن”.