بيت الفن الرابع بأدرار يطلب مسرحا جهويا

الفرق والجمعيات المحلية ترفع على عاتقها ترقية المسرح بالجنوب

الفرق والجمعيات المحلية ترفع على عاتقها ترقية المسرح بالجنوب
  • 696
بوشريفي بلقاسم بوشريفي بلقاسم

تشهد الساحة الثقافية بأدرار، منذ سنوات انتعاشا  ملحوظا في حركة الفن الرابع، وذلك من خلال الجمعيات والفرق الهاوية التي ساهمت ولازالت في بعث النشاط المسرحي، خاصة بدار الثقافة التي تعتبر المتنفس الوحيد، علما أن أدرار تفتقر لهياكل مسرحية أخرى من شأنها أن تعطي دفعا قويا لهذا الفن على المستويين المحلي والوطني.

تحدّث بعض رؤساء الجمعيات ومخرجون وكتّاب لـ«المساء” عن حال الفن الرابع بالمنطقة، حيث أكدوا أنه عرف قفزة نوعية من خلال ما قدم من أعمال وعروض مسرحية، ليصبح هذا الفن متنفسا للكثير من الشباب الذين انخرطوا في جمعيات وفرق هاوية، وكسروا الجدار ورفعوا صوتهم الدرامي في العديد من المهرجانات المحلية والوطنية والمغاربية، ما زاد من طموحهم وإصرارهم على مواصلة النشاط المسرحي الذي أصبح محل اهتمام ومتابعة من طرف القائمين على القطاع الثقافي.

بالنسبة للسيد محمد حدادي، رئيس الجمعية الثقافية للفنون الدرامية التي تعتبر رائدة في التأسيس للنشاط المسرحي، فإنّ انجاز مسرح جهوي بالولاية سيكون بمثابة قطب للإبداع والإنتاج الغزير والمثمر .

كما أشار نور الدين بولغيتي، الكاتب والمخرج المسرحي إلى أنّ مطلب تجسيد مشروع مسرح جهوي تعزيز لما تزخر به الولاية من مسرحيين قدّموا الكثير ونشّطوا الركح في عدة مناسبات، مضيفا أنّ المسرح الجهوي فضاء صحي لترقية وتطوير الفن الرابع، وأعرب المتحدث عن تخوفه من إقصاء الهواة من هذه المؤسسة المسرحية الرسمية بدعوى بالمؤهلات العلمية، موضّحا أنّ المؤهل العلمي وحده لا يكفي، بل يجب أن تتوفر الهواية إلى جانب المُؤهل العلمي لتكتمل الصورة.

يرى المتحدث أنّ المسرح الجهوي هيكل مناسب لترقية المسرح بالجنوب، علما أنّ العروض المسرحية المقدمة إلى غاية اليوم تتميز بالتنويع، فمنها الأعمال المسرحية المقتبسة بحلّة جزائرية، وكذلك الأعمال المؤلفة على اعتبار أنّ المسرح هو عجلة بحث مستمرة.

كما يتطلع مسرح الجيل الثالث الذي بدأ يبرز كأداة دافعة، وكان الفضل لممثلي ولاية أدرار في إنعاش الركح الأدراري  ورفع رايته في المحافل الوطنية والدولية، وللحركة الجمعوية الفضل أيضا في ترقية الفن الدرامي على اعتبار أنّ الممثلين المسرحيين تهيكلوا في جمعيات ثقافية لممارسة أبي الفنون.

عموما أكّد المتحدّث أنّ للحركة الجمعوية فضلا كبيرا في ترقية وتطوير العمل المسرحي، حيث ساهمت في تنظيم الأيام الولائية لمسرح الهواة، وكانت تهدف إلى تكوين مختلف الجمعيات في الولاية، حيث انتعشت الحركة المسرحية وأصبحت الجمعيات تشارك في الفعاليات والتظاهرات المسرحية الوطنية والدولية  ومن تلك الجمعيات هناك جمعية ”الفنون الدرامية” ”فن الخشبة”، ”فرسان الركح”، ”جمعية شمس المحبة” و«الأصالة والتراث” وكذا ”أسود الخشبة”، وعبّدت كلّها الطريق للجيل القادم، فضلا عن التعاونيات المسرحية من بينها ”أصيل للفنون” وتعاونية ”النخلة” و«فنون العرض”، وكل هذا الزخم من الجمعيات أعطى حراكا مثمرا فأصبح الجميع يرى مسرح أدرار في الفعاليات المحلية والجهوية والوطنية والمغاربية، وحضوره الدائم للمشاركة في المغرب وتونس وذلك دليل على الانتعاش والحضور  والاحترافية.

للإشارة فإن مسرح أدرار له مشاركات مكثفة في المهرجانات والأيام الدراسية الخاصة بالمسرح في شتى ولايات الوطن، كما أصبحت أدرار حاضنة لمختلف الفعاليات الفنية المسرحية على غرار ”الأيام الوطنية لمسرح النخلة الذهبية”، و«الأيام الوطنية لمسرح البهلوان”، فضلا عن الفعاليات التي تنظمها مختلف الجمعيات والفرق.

ويبقي الحلم مشدودا إلى المسرح الجهوي الموعود ليساهم في تعزيز وترقية مسرح الجنوب الذي بلغ الآفاق، وملك الجمهور حتى من خارج حدود الولاية، كما يبقى فنّانوه أبطالا في المثابرة وتجاوز الصعاب والسعي لكل ما هو جميل ومحترف.