فيما أكد بدوي ضرورة مجابهة الأخطار المحدقة بالبلدين
ربط 1899 منزلا بساقية سيدي يوسف بالغاز الجزائري
- 783
تزود 1899 منزلا بمدينة ساقية سيدي يوسف التونسية، بشبكة الغاز الطبيعي الجزائري في إطار إحياء الذكرى الـ61 لأحداث ساقية سيدي يوسف الدامية المصادفة للثامن فيفري من كل عام، وذلك تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، فيما أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نور الدين بدوي، أن "تلك الأحداث الدامية التي شهدتها المنطقة في 1958، تشكل ذكرى تستلهم منها العبر لمجابهة الأخطار التي تحدق بالجزائر وتونس".
وأشرف على عملية تزويد سيدي يوسف بالغاز الطبيعي من منطقة لحدادة بسوق أهراس إلى جانب وزير الداخلية، كل من وزيري المجاهدين والطاقة على التوالي الطيب زيتوني ومصطفى قيطوني، بمعية الوزراء التونسيين للداخلية هشام الفراتي والصناعة سليم فرياني والبيئة والشؤون المحلية مختار حمامي.
كما جرت مراسم عملية الربط بشبكة الغاز الطبيعي التي تكتسي دلالة رمزية لكفاح الشعبين الشقيقين بحضور الرئيسان المديران العامان لسوناطراك عبد المؤمن ولد قدور، وسونلغاز محمد عرقاب، عند الحدود الجزائرية التونسية.
وكان الوزير الأول أحمد أويحيى، قد أعلن في فيفري 2018 عن مشروع تموين المدينة التونسية بالغاز الطبيعي والذي انطلقت أشغاله في أفريل 2018.
ويتم بموجب هذه العملية ربط 1899 منزلا بشبكة الغاز الطبيعي في مرحلة أولى ليصل العدد إلى 2624 منزلا في آفاق 2030، في إطار هذا المشروع الممتد على شبكة طولها 12,5 كلم انطلاقا من بلدية لحدادة بسوق أهراس إلى غاية مركز التوزيع ذو التوتر المنخفض بساقية سيدي يوسف مع شبكة بـ5 كلم داخل الإقليم التونسي.
وقد استكملت أشغال المشروع التي تم إطلاقها في الشق المتعلق بشبكة التوزيع في أفريل 2018، فيما تم الانتهاء من وضع القنوات في أوت المنصرم مع تسخير غلاف مالي بـ17,9 مليون دينار للعملية في ديسمبر المنصرم.
وتوجه الوفدان الوزاريان الجزائري والتونسي فيما بعد إلى مدينة ساقية سيدي يوسف، حيث تم الترحم على الشهداء أمام النصب التذكاري بمقبرة الشهداء بساقية سيدي يوسف.
وقبل مراسم الترحم وقع نائب الرئيس التجاري لسوناطراك أحمد مزيغي، والرئيس المدير العام للشركة التونسية للكهرباء والغاز منصف حرابي على اتفاقية تعاون بين البلدين في مجال الطاقة.
وفي كلمته بالمناسبة أوضح السيد بدوي، بأنه "من الضروري العمل سويا على تكثيف التنسيق والتشاور من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار على مستوى الحدود المشتركة، وتسخير الإمكانيات والقدرات لصد كل محاولة للمساس بهما".
وقال في هذا الصدد "جئنا إلى هذا المكان التاريخي بتكليف من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، من أجل تخليد هذه الذكرى التاريخية التي تحمل في طياتها دروسا بليغة يقتدي بها أبناؤنا وتدفعنا للمضي قدما، من أجل بناء تنمية مشتركة بين البلدين الشقيقين تحت القيادة الرشيدة للرئيسين عبد العزيز بوتفليقة والباجي قائد السبسي".
كما استغل السيد بدوي، الفرصة لدعوة ولاة الولايات الحدودية إلى العمل معا من أجل بلوغ الهدف المشترك والمتمثل في تنمية وتأمين المناطق الحدودية الجزائرية والتونسية، حاثا الجميع على المحافظة على اللقاءات المشتركة التي تجمع الولاة سنويا للتشاور حول القضايا المصيرية التي تعود بالفائدة على أقاليمهم، والخروج بحلول واقتراحات واقعية قابلة للتنفيذ والعمل على تجسيدها.
وأضاف الوزير، بأن "تخليد ذكرى ساقية سيدي يوسف في هذا المكان التاريخي يعد إكبارا وترحما على أرواح الشهداء الزكية فداء لقيم الأخوة الصادقة والحرية والكرامة والوفاء".
واستطرد في هذا الإطار يقول "لقد سمحت لنا هذه المناسبة التاريخية أن نشعل سويا إحدى شموع الأمل في هذه المنطقة، حيث أقبلنا اليوم على تدشين شبكة الغاز الطبيعي وتفعيلها لفائدة سكان ساقية سيدي يوسف، ليكون هذا الحدث أحد رموز التنمية الحقيقية في المناطق الحدودية المشتركة وضمان مقومات الحياة الكريمة والرقي لسكانها".
من جهته أكد وزير الداخلية التونسي هشام الفراتي، بأن "التحدي الذي يتعين على الجزائر وتونس رفعه هو رفع كسب معركة تنمية المناطق الحدودية التونسية ـ الجزائرية". وأوضح السيد الفراتي، خلال الكلمة التي ألقاها في إطار الاحتفال بالذكرى الـ61 لأحداث ساقية سيدي يوسف الدامية، بأن "المعركة التي تفرض نفسها حاليا سواء بالنسبة لتونس والجزائر تتعلق برفع تحدي تنمية المناطق الحدودية الجزائرية ـ التونسية."
وبعد أن أشار إلى أن العلاقات التي تجمع البلدين "ليست مجرد علاقات دبلوماسية بسيطة و لكنها ترتقي إلى الصداقة الحقيقية"، أضاف الوزير التونسي، بأن إحياء ذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف تلك المدينة التي تم قصفها من طرف الجيش الفرنسي ذات الـ8 فبراير 1958، يشهد على "إرادة قادة البلدين على ترقية العلاقات التي تربط البلدين والحفاظ عليها".
ونوّه في هذا السياق بموقف الجزائر تجاه تونس "في كل الظروف، موضحا "بأن سنة 2018 تميزت بتبادل الزيارات بين المسؤولين الجزائريين و التونسيين "حول سبل تنمية العلاقات الثنائية على الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية".
الرئاسيات المقبلة خطوة أخرى للحفاظ على الأمن والاستقرار
وأكد وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، من بلدية لحدادة بسوق أهراس، بأن الاستحقاق الرئاسي المقبل المزمع في 18 أفريل القادم، يشكل خطوة أخرى من خطوات الحفاظ على الأمن والاستقرار اللذين تنعم بهما الجزائر تحت قيادة رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، مضيفا في تصريح صحفي في ختام مراسم إحياء الذكرى الـ61 لأحداث ساقية سيدي يوسف التونسية بأن "الجزائر المستقرة والآمنة التي عانت كثيرا خلال سنوات الإرهاب الهمجي ومظاهر التخريب تنادي اليوم جميع أبنائها وبناتها من أجل تثبيت هذا الأمن".
كما أبرز السيد بدوي بأن الانتخابات الرئاسية المقبلة تعزز الخطوات الكبيرة التي تم قطعها في مسار التنمية، داعيا الشعب الجزائري عموما وسكان المناطق الحدودية خصوصا، إلى "التعبير عن أصواتهم والمشاركة بقوة في هذه الانتخابات التي وصفها بـ«عرس الجزائر الحرة المستقلة التي حققت مكاسب عدة وهامة".