دور المجموعات
نصر حسين داي يشق طريقه في كأس الكاف
- 859
خرج نصر حسين داي من جديد مرفوع الرأس في منافسة كأس الكاف بمناسبة المواجهة الصعبة التي جمعته، الأربعاء الفارط، بنادي الزمالك؛ حيث فرض نتيجة التعادل (1- 1) عليه بملعبه لحساب الجولة الثانية الخاصة بالمجموعة "د"، التي تضم إلى جانب الفريق الجزائري كلا من الزمالك المصري، أتلتيكو بيترو الأنغولي وغور ماهيا الكيني.
يُعتبر ما حققته تشكيلة النصرية في هذه المواجهة، مفاجأة كبيرة مادام منافسها المصري يعده الاختصاصيون أحد المرشحين بقوة لنيل لقب كأس الكاف هذا الموسم بالنظر إلى تجربته الطويلة في هذه المنافسة، لكن الذي لم يتوقعه أحد، أن ممثلنا في كأس الكاف يتربّع الآن على المركز الأول ضمن مجموعته، وهذا يُعدّ في حد ذاته إنجازا كبيرا، سيرفع من معنويات زملاء يايا (صاحب هدف التعادل ضد الزمالك)، ويحفّزهم لخوض المباريات القادمة بكثير من الثقة.
ويبدو أن العمل البسيكولوجي الهام الذي قام به الطاقم الفني قبل التنقل إلى مصر، لعب دورا كبيرا في تحقيق النتيجة التي عاد بها الفريق من مصر، إذ حث المدرب مزيان إيغيل لاعبيه على المقاومة فوق أرضية الميدان وتفادي تحرشات اللاعبين المصريين، مؤكدا لهم أن تشكيلة الزمالك تبقى قوية جدا في قواعدها ولا ينبغي الاستهانة بها لمجرد أنها خسرت مباراتها في الجولة الأولى ضد الفريق الكيني غور ماهيا، محذرا لاعبيه من رد فعل المصريين، قائلا إنهم سيرمون بكلّ ثقلهم في المباراة لانتزاع الانتصار. هذا الكلام أرغم زملاء الحارس غايا مرباح على خوض المباراة ضد الزمالك بكثير من الحذر. واستمروا على هذا المنوال رغم أن المصريين تقدّموا في النتيجة في الدقيقة الرابعة عشرة من الشوط الأول.
الفريق الجزائري اصطدم في محاولاته لتعديل النتيجة بمتانة الخط الخلفي المصري. واضطر لاعبونا للاستعانة بتسديد الكرات من بعيد لكن بدون أن يتمكّنوا من تعديل النتيجة قبل نهاية المرحلة الأولى من المباراة.
عند استئناف اللعب زادت متاعب تشكيلة المدرب إيغيل، حيث تعرّض دفاعها لضغط مطوّل، ولحسن حظّها أن حارسها مرباح غايا كان في يومه، فتمكّن من التصدي لعدة هجمات خطيرة رفقة عناصر دفاعه، الذين لعبوا باستماتة كبيرة. وفي ربع الساعة الأخير من اللعب رمى الجزائريون بكل ثقلهم في المباراة، واستطاعوا أن يفاجئوا منافسيهم بتسجيل هدف التعادل في الوقت الضائع من اللقاء، عن طريق يايا الوافد الجديد على صفوف النصرية خلال مرحلة الميركاتو. ولعل التنافس والخصومة اللذين يميّزان منذ سنوات المباريات بين المصريين والجزائريين هما ما جعل فريق نصر حسين داي يقاوم خلال المرحلة التي كان يسيطر فيها المصريون، الذين حاولوا مرارا تسجيل هدف ثان من أجل قتل المباراة وحسم الموقف لصالحهم.
ولقد برهن فريق حسين داي بعد بلوغه دور المجموعات في كأس الكاف، أنّه وصل بالفعل إلى مستوى عال يضاهي أعتى التشكيلات الإفريقية التي لها خبرة طويلة في المنافسة الإفريقية طالما أنّه لم يخرج في الدور الأول منها؛ ذلك أن بروزه على هذا المستوى يعود، بالدرجة الأولى، إلى امتلاكه تعدادا شابا، معدل عمره خمسة وعشرون سنة؛ لذلك يُجمع الملاحظون والمحللون على أن بقاء نصر حسين داي في قمة مستواه منذ انطلاق الموسم الجديد، دليل على أن هذا الفريق بلغ درجة كبيرة من النضج، جعلته يلعب حاليا على ثلاث جبهات، هي البطولة التي يحتل فيها مكانة مرموقة تسمح له بإمكانية احتلال مركز يفتح له أبواب المشاركة مجددا في إحدى المنافسات العربية أو الإفريقية، ثم كأس الجمهورية التي لازال سائرا في تصفياتها، وأخيرا كأس الكاف التي يريد الذهاب فيها إلى أبعد حد. وينتظر الأنصار والجمهور الجزائري عامة بكثير من الشوق، المباراة القادمة في دور المجموعات، والتي سيستقبل فيها نصر حسين داي الفريق الكيني غور ماهيا؛ في موعد سيشدّ الجميع أنفاسهم وهم يرغبون في أن يروا تشكيلة النصرية تؤكد نتائجها السابقة.