حجم المبادلات التجارية بين الدول الإفريقية لا يتجاوز 10 بالمائة
متعاملون يطالبون بإلغاء الرسوم الجمركية وتشجيع الشراكة
- 417
دعا المشاركون في المنتدى الإفريقي لأرباب العمل الذي تنظمه الكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية إلى تقوية العلاقات الاقتصادية بين الدول الإفريقية وتحديد آليات الشراكة، لاتخاذ إجراءات من شأنها رفع حجم المبادلات التجارية الإفريقية التي لا تتجاوز نسبتها 10 بالمائة حاليا، والعمل على تطوير التعاون الاقتصادي بالاستفادة من الإمكانيات والثروات التي تزخر بها القارة ولا تستفيد منها.
أكد الخبراء والمتعاملون الاقتصاديون الأفارقة المشاركون في اللقاء، أمس، بالمركز الدولي للمؤتمرات، أن حجم المبادلات التجارية بين الدول الإفريقية لا يتعدى نسبة 10 بالمائة في الوقت الذي تتجاوز هذه النسبة في دول الاتحاد الأوروبي فيما بينها 80 بالمائة، و40 بالمائة في الدول الأمريكية فيما بينها.
في هذا السياق، أضاف السيد عدنان بوعصيدة، متعامل اقتصادي إفريقي، بأن الدول الإفريقية بإمكانها الرفع من حجم هذه المبادلات وترقية التعاون الاقتصادي من خلال اتخاذ جملة من الإجراءات، في مقدمتها إلغاء الرسوم الجمركية على المنتوجات الإفريقية وخلق مناطق تبادل تجاري حر لتشجيع حركة السلع والتصدير بين الدول الإفريقية.
وأوضح السيد بوعصيدة أن العراقيل لا تشجع حاليا على الرفع من الحركة التجارية بل تعيقها، في الوقت الذي تم فيه إلغاء الرسوم الجمركية على بعض السلع الأوروبية المستوردة التي تدخل إلى إفريقيا بحكم الضغوطات الأوروبية على هذه الدول التي تفرض رسوم مرتفعة على دول القارة وتعفي سلعا أجنبية من ذلك.
وأشار المتدخلون في اللقاء إلى أن الدول الإفريقية تملك إمكانيات هائلة وثروات طبيعية يمكن أن تحولها إلى قوة اقتصادية غير أنها لا زالت غير مستغلة بسبب العراقيل المذكورة، خاصة ما تعلق بالطاقات المتجددة وعلى رأسها الطاقة الشمسية التي يمكن أن تستقطب من خلالها استثمارات ضخمة.
وشدد الخبراء الاقتصاديون الذين تدخلوا في المنتدى، على ضرورة إيجاد حلول لتشجيع الاستثمارات المنتجة التي تخلق ثروة ومناصب شغل بالقارة السمراء، باعتبار أن معظم الاستثمارات الأجنبية المجسدة بإفريقيا هي استثمارات تجارية وغير منتجة، كما أنها لم توفر مناصب الشغل المرجوة خاصة ما تعلق بمناصب المسؤولية حيث تلجأ كل الشركات الأجنبية والمتعددة الجنسيات إلى استقدام إطارات من بلدها الأم ولا تمنح هذه المناصب المهمة للأفارقة.
وفي هذا الصدد، دعت السيدة سعيدة نغزة رئيسة الكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية كل الشركاء الاقتصاديين للاستثمار في إفريقيا عن طريق إبرام اتفاقيات وإنشاء شراكات بمبدأ رابح - رابح لخلق مناصب الشغل والثروة.
وذكرت السيدة نغزة خلال كلمة قرأتها في افتتاح المنتدى كل المتعاملين إلى المبادرة بإيجاد الحلول الناجعة للنهوض بالقارة قصد تحقيق النمو المتواصل والتنمية المستدامة خدمة للشعوب، مشيرة إلى أن المنتدى الذي يختتم اليوم سيركز أيضا على دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في دفع وتيرة خلق مناصب الشغل، وكيفية تشجيع الشباب حاملي الشهادات لخوض عالم المقاولاتية بوضع ميكانيزمات ترافقهم في هذا المسعى بداية من إنشاء بنك معلومات لتوجيههم وجعلهم يستفيدون من شبكات المنظمات الداعمة للمؤسسات وتكوينهم في مجال التسيير وكذا مرافقتهم لتحقيق مشاريعهم.
من جهته، أكد السيد لحبيب يوسفي الرئيس الشرفي للكنفدرالية العامة للمؤسسات الشرفية على ضرورة دراسة الإمكانيات لإعطاء نظرة جديدة للنمو الذي يجب أن يكون في القارة ويجب أن نناضل للمشاركة في تنمية إفريقيا خاصة في الظروف الحالية المتميزة بضعف الجبهة الاجتماعية لأغلب الدول الإفريقية والعمل على محاربة ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي ظهرت بسبب ضعف الاقتصاد وغياب التنمية بالقارة.
وتم خلال اليوم الأول من المنتدى تكريم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة نظير جهوده في مجال ترقية العلاقات السياسية والاقتصادية بين الدول الإفريقية، وعرفانا للإجراءات التي بادر بها في مجال تحسين مناخ الأعمال وتطوير الاستثمار. وتسلمت التكريم نيابة عنه وزيرة البيئة والطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي.