بروا شهداءكم
”بروا شهداءكم”، هذا ملخص الرسالة التي بعث بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس، بمناسبة إحياء اليوم الوطني للشهيد الذي احتضنت فعالياته ولاية تيارت المجاهدة.
ويبدأ بر الشهداء من واجب ذكرهم والترحم عليهم، والاقتداء بهم في حب الوطن إلى حد التضحية بالنفس والنفيس في سبيل حريته وكرامة شعبه وسيادة قراره.
وبر الشهيد في أسمى معانيه أن تحفظ الأجيال عهده وتكمل رسالته التي حددها بيان أول نوفمبر ١٩٥٤ في ”بناء جزائر مستقلة ديمقراطية واجتماعية في إطار المبادئ الإسلامية” والتي ما فتئ الرئيس بوتفليقة يذكّر بها في كل مناسبة يكون فيها للشهيد ذكر أو ذكرى”.
وبصفته مجاهدا ذاد عن حمى الوطن وساهم في تشييده بعد الاستقلال ماديا ومعنويا وسياسيا ودبلوماسيا، فها هو ”عبد القادر المالي” يدعو الشباب والشابات إلى الافتخار بأمجاد آبائهم وأجدادهم ويدعوهم إلى الاقتداء بهم لاستكمال بناء صروح الدولة التي تحمي استقلالها، وتحصن وحدتها الترابية والشعبية، وتعزز بنيتها الاقتصادية والاجتماعية، والحفاظ على المكاسب التي تحققت منذ الاستقلال وخاصة بعد العشرية السوداء التي ابتلت بها البلاد، قبل أن ينعم الله عليها بالأمن والأمان بفضل المبادرات التي اتخذتها القيادة السياسية وزكاها الشعب وعلى رأسها المصالحة الوطنية التي بادر بها الرئيس بوتفليقة، والتي جاءت ثمرة تضحيات جسام لأسلاك الأمن المختلفة.
وكما هانت على أجدادنا وآبائنا أرواحهم في مقاومة الاستعمار الفرنسي من الوهلة الأولى التي وطأت فيها أقدام عساكره أرضنا الطاهرة، ودفع الشعب خلال المقاومات التي سبقت ثورة أول نوفمبر المجيدة قوافل الشهداء التي اختتمت بمليون ونصف المليون شهيد، فإن أجيال الاستقلال لا يمكن لها أن تبخل بالجهد والعرق في سبيل استكمال ما بدأه الشهداء في ثورة التحرير وأرساه المجاهدون في معركة البناء.
والمرحلة كما أكد على ذلك رئيس الجمهورية في رسالة تعج بالمخاطر، مما يتطلب المزيد من الوعي والوحدة والتوافق الوطني والعمل مع تغليب مصلحة الوطن حفاظا على الاستقلال السياسي والاقتصادي والأمني.
وإذا كانت هذه هي أحلام الشهداء الذين هبوا إلى مواجهة آليات الاستعمار ومن خلفه الحلف الأطلسي بصدور عارية ووسائل قتالية بدائية وانتصروا عليه، فليس عزيزا على أجيال الاستقلال التي تسلحت بالعلم والمعرفة والسلم والأمان أن تشيد الوطن الذي يحلم به كل الجزائريين وفاء لعهد الشهداء.