لدعم مطالب مهنية والدعوة إلى «احترام الدستور»
إضراب ومسيرات سلمية للأساتذة وموظفي قطاع التربية
- 886
نظم مئات الأساتذة وموظفي قطاع التربية عبر ولايات الوطن أمس، إضرابا عن العمل ومسيرات سلمية استجابة لنداء النقابات المستقلة لقطاع التربية الوطنية، وذلك لدعم مطالب مهنية والدعوة إلى «احترام الدستور».
وكانت الاستجابة لهذه الحركة الاحتجاجية متفاوتة من ولاية إلى أخرى، ميزها تنظيم مسيرات موازية رافعة مطالب سياسية متعلقة خصوصا بـ»التغيير». فبولاية قسنطينة، تجمع المتظاهرون أمام مقر مديرية التربية ليجوبوا بعد ذلك العديد من الأحياء الرئيسية لوسط المدينة، هاتفين بشعارات تدعو إلى التغيير وتؤكد على سلمية الاحتجاج، ونفس الشيء بالنسبة للمتظاهرين بولاية سطيف، الذين تجمعوا بشارع جيش التحرير الوطني مقابل المدخل الرئيسي للولاية، كما دعا أساتذة وعمال بقطاع التربية لولايات سكيكدة، باتنة، ميلة، أم البواقي، عنابة، الطارف، المسيلة و قالمة إلى «احترام سيادة الشعب و إرادته».
كما قام عشرات القضاة والمحامين وأمناء الضبط بوقفتين احتجاجيتين أمام كل من مجلس قضاء قسنطينة والطارف، للمطالبة بالإصلاح و «التغيير الجذري».
وبغرب البلاد نظم الأساتذة والموظفون في قطاع التربية اعتصامات ومسيرات بدعوة من التكتل النقابي للقطاع، وجمعت هذه المسيرات المئات من المعلمين والعمال من سلك التربية انضم إليهم تلاميذ الطور الثانوي والطلبة الجامعيون.
كما خرج متظاهرون في كل من وهران، مستغام، تلمسان، سيدي بلعباس، معسكر، سعيدة، البيّض، النعامة وتيسمسيلت، تيارت، متجهين إلى المديريات الولاية للتربية، ثم إلى مقرات ولاياتهم حيث تجمعوا للمطالبة بـ»تغييرات سياسية عميقة»، وقد جرت هذه الحركات الاحتجاجية في هدوء ولم يتم تسجيل أي تجاوز.
واستجاب المئات من أساتذة التعليم بمختلف ولايات وسط البلاد لنداء النقابات المستقلة القاضي بتنظيم مسيرات سلمية ووقفات احتجاجية للمطالبة بالتغيير، و احترام الدستور انضم إليها كذلك تلاميذ المؤسسات التربوية.
بولايات البليدة، الشلف، الجلفة، تيبازة، بومرداس، تيزي وزو وعين الدفلى، تظاهر المئات من الأساتذة والتلاميذ من مختلف الأطوار التعليمية في مسيرات سلمية جابت الشوارع الكبرى للمدن رافعين لافتات تندد بالأوضاع التي تعيشها البلاد، داعين إلى الاستجابة لمطالب الشعب.
وعلاوة على ذلك نظم العشرات من كتّاب الضبط بولايتي المدية و بومرداس، وقفة احتجاجية أمام مقر كل من المحكمة الإدارية الواقعة بالقطب الحضري للمدية، مجلس قضاء بومرداس، داعين إلى «احترام الدستور» و»تكريس دولة القانون»، من جهة أخرى لا يزال الإضراب العام الذي دعا إليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي متواصلا في يومه الرابع بولايات كل من تيزي وزو، البويرة وبجاية، حيث لا يزال قطاع النقل مشلولا فيما يقوم أصحاب المحلات (بيع المواد الغذائية والخضر والفواكه و المخابز والصيدليات والمقاهي) بإعادة فتح محلاتهم بشكل تدريجي .
كما شهدت ولاية تيزي وزو تنظيم مسيرة سلمية جابت الشوارع الرئيسية للولاية شارك فيها الطلبة الجامعيون وكذا المواطنون مرددين هتافات تدعو إلى التغيير و «احترام الدستور»، وأخرى تؤكد رفضهم قرار تقديم العطلة الربيعية بالنسبة لطلبة الجامعات.
أما ببجاية فقد شارك الآلاف من المواطنين من مختلف الأطياف في مسيرة سلمية انضم إليها علاوة على أساتذة التعليم طلبة الجامعات وموظفو مختلف القطاعات والمؤسسات الاقتصادية العمومية على غرار عمال سونلغاز وميناء بجاية ومصالح المالية و الضرائب وخزينة الدولة ومديرية مسح الأراضي والوكالة العقارية و غيرها.
وبجنوب البلاد سجلت استجابة متفاوتة لنداء الإضراب الوطني الذي كانت قد دعت إليه النقابات المستقلة لقطاع التربية الوطنية، وفي هذا الإطار شهدت عواصم ولايات ورقلة، الأغواط، غرداية، تمنراست، الوادي، أدرار، بشار وتندوف، توقفا بنسب متفاوتة للدراسة خاصة بالطورين المتوسط والثانوي، مع تنظيم وقفات سلمية لأسلاك الإداريين والتربويين أمام مقرات مديريات التربية، قبل أن تتحول إلى مسيرات شاركت فيها أيضا مجموعات من تلاميذ ذات الطورين التعليميين، وطالب المتظاهرون بإصلاحات سياسية «جذرية» إلى جانب مطالبة المحتجين ببعض الولايات بتحسين ظروف التعليم بمناطق جنوب الوطن.
الجدير بالذكر أن النقابات المستقلة لقطاع التربية وجهت أول أمس الثلاثاء، نداء تدعو من خلاله الأساتذة وموظفي وعمال قطاع التربية الوطنية إلى القيام بمسيرات سلمية عبر الوطن لمساندة الحراك الشعبي السّلمي الذي تشهده البلاد منذ أسابيع.