"أرلوكان خادم السيدين" بمسرح "علولة"
شريف عياد يواجه التغيرات
- 1221
عاش الجمهور الوهراني ومحبو المسرح، سهرة أول أمس، وقائع العرض الأول لمسرحية "أرلوكان خادم السيدين" التي تعد أحد أهم إبداعات الراحل فقيد المسرح عبد القادر علولة، وهي المسرحية التي جاءت في إنتاج مشترك بين المسرح الوطني "محي الدين بشطرزي" والمسرح الجهوي لوهران في ذكرى اغتيال المرحوم علولة. كما عرفت مشاركة رمز آخر من رموز المسرح الجزائري محمد حيمور، الذي كان عضوا في فرقة علولة، فيما تمكّن المخرج المتميز زياني شريف عياد من تقديم مسرحية جديدة قديمة في قالبها الاجتماعي، بعد أن عرضت لأول مرة عام 1993.
تمكّن الفريق المسرحي الذي ضم مسرحيين من المسرح الوطني والمسرح الجهوي بوهران، وتقنيين من المسرحين، من تقديم رؤية جديدة لمسرحية "أرلوكان خادم السيدين" التي عادت بحلة جديدة لتعالج واقع المجتمع الذي تطرق له المرحوم عبد القادر علولة منذ 25 سنة، ضمن نفس المسرحية التي قدمت وقتها في ثلاث ساعات، ليختصرها المخرج شريف عياد في ساعة ونصف الساعة من الزمن، وهي المسرحية التي عرفت مشاركة مميزة للأيقونة محمد حيمور الذي يعد من بين رفقاء المرحوم عبد القادر علولة، وتفنن كل من محفوظ الهاني، عباس محمد إسلام، مصطفى ميراتيا، محمد الأمين رارة، يوسف قواسمي، فاطمة بلحميسي، سلسبيل بغدادي، خالد عبيد ومصطفى شايب وأرزقي لعربي في السينوغرافيا، في تقديم عرض لم يخرج عن طابعه التهكمي على بعض الآفات الاجتماعية التي كانت تنخر المجتمع، والتي لا زال بعضها إلى اليوم، لتكون مسرحية علولة بعد 25 سنة في مواجهة تغييرات لم تقدم الكثير للمجتمع الجزائري، ما عدا بعض الظواهر التي لا زالت موجودة.
المسرحية الجديدة القديمة حاولت المزج بين المآسي الاجتماعية والطابع الهزلي للتخفيف من وطأة ما يعيشه المجتمع، وقدمت سردا لواقع الحب والانتقام والهروب من المأساة بين أدوار قدمها المسرحيون، والخاصة بكل من شخصيات "سيليفيو" و«لمباردي" و«كلاريس"، و«بنيتلو" و«فيديريكو" التي يجمع بينها علاقات أخوة وانتقام وحب، تتداخل مع شخصية "أرلوكان" الذي أدى الدور فيه الفنان مصطفى ميراتيا، الذي يقوم بخدمة كل هؤلاء بين العلن والسرية.
يعد العمل الجديد "أرلوكان خادم السيدين" ثمرة تعاون مثمر بين المسرحين، اللذين أكدا على ضرورة عمل المسارح الجهوية على تقديم أعمال مشتركة في المستوى والتعريف بفنانين مبدعين. وقد كشف السيد مراد سنوسي، مدير المسرح الجهوي "عبد القادر علولة" في تصريح لـ"المساء"، على هامش العرض، عن أن المسرحية ثمرة جهود كبيرة قدمت في ذكرى اغتيال المرحوم علولة، وسيتم عرضها خلال الشهر الجاري بالمسرح الوطني "محي الدين بشطرزي"، كي تعود لوهران للعرض مجددا، على أن يتم تسطير برنامج عروض للمسرحية على المستوى الوطني.
جاءت مسرحية "أرلوكان" بعد أسبوعين فقط من العرض العام لمسرحية "الأجواد"، التي قدمت هي الأخرى بحلة جديدة وأبطال من مبدعين شباب، تتقدمهم ابنة المرحوم عبد القادر علولة، وهي المسرحية التي ستقوم بدورها بجولة وطنية للتعريف بمسرحية "الأجواد" للجيل الحالي، خاصة أنه عرضت بسنوات قبل مسرحية "أرلوكان خادم السيدين".