فيما قصرت البلديات في الإنفاق
‘’أوديفال” براقي تحول المساحات الخضراء إلى تحف طبيعية
- 2545
استطاعت وحدة براقي لمؤسسة تنمية المساحات الخضراء لولاية الجزائر ”أوديفال”، أن تحول العديد من الأماكن العمومية وحواف الطرق العمومية ومحاور الدوران، بالبلديات الثلاث التي تغطيها وهي؛ براقي، الكاليتوس وسيدي موسى، إلى تحفة طبيعية ساحرة، أزاحت من خلالها مناظر شاحبة وبؤرا سوداء، كانت مرتعا للنفايات، فيما ينتظر المواطنون أن تعمم مثل هذه المساحات الشاغرة، التي بقيت عرضة للنفايات، بإسهام البلديات ودواوين التسيير العقاري، التي تركت العديد من المساحات والحدائق عرضة للإهمال.
في زيارة ”المساء” للبلديات الثلاث (براقي، الكاليتوس وسيدي موسى) التي تسير مساحاتها الخضراء وحدة براقي لمؤسسة ”أديفال”، لاحظنا جانبا من الوجه الجديد الذي يبعث على الارتياح، وينبئ بوجود حس حضري بدأ يتشكل منذ سنوات، تجلى في كف المواطنين عن الاعتداء عن المساحات الخضراء، والمساهمة في حمايتها.
ذكر رئيس الوحدة عمر صادمي لـ«المساء”، أن المساحات الخضراء التي تسيرها وتعتني بها وحدة ”أوديفال” براقي في البلديات الثلاث، تقدر بـ 116560 مترا مربعا، أكبرها ببلدية براقي بمساحة تقدر بـ 87600 متر مربع، وبها 455 شجرة، ثم الكاليتوس بـ 21580 مترا مربعا، وبها 466 شجرة، بينما لا توجد ببلدية سيدي موسى إلا مساحة 7379 مترا مربعا، وبها 372 شجرة، تعتني بها المؤسسة.
إضافة إلى التدخل (في إطار تقديم الخدمة العمومية) لإزالة عدد هائل من الأشجار التي تشكل خطرا على المارة، وتشوه المحيط.
براقي: مناظر جميلة بحاجة إلى التعميم
ذكر رئيس وحدة براقي لـ«المساء”، أن فرق ”أوديفال” تنتشر يوميا بمختلف النقاط والمساحات الخضراء، لتقوم بتفقد النباتات التزيينية والأشجار والاعتناء بسقيها وتقليمها وقص الأعشاب، لتشكيل بساطات خضراء وتجديدها، وحمايتها من كل اعتداء، وقد لاحظنا في زيارتنا إلى بلدية براقي، أن المساحة الخضراء بمحو الدوران المقابل لفندق ”الفرسان”، أعطت صورة جميلة لمدخل المدينة، وكذلك الأمر بالنسبة لحديقة ”أول نوفمبر” المجاورة لمقري البلدية والدائرة، التي يؤمها العديد من المواطنين للراحة والاسترخاء.
كما لاحظنا أن الحديقة العمومية الكائنة بحي ”محمودي”، التي تقع على ضفة الطريق المؤدي نحو بلدية سيدي موسى، وتتربع على مساحة 33250 مترا مربعا، صارت نقطة استقطاب للمواطنين الباحثين عن الراحة، مثلما لاحظنا، بعدما كانت منذ سنوات مرتعا للنفايات والردوم، والمواعيد المشبوهة، حسب بعض المواطنين الذين يقطنون بالجوار، حيث يطالبون بتعميم مثل هذه المشاريع في مختلف الأحياء، لاسيما السكنات الجماعية التي لا تجد من يحافظ على مساحاتها الخضراء، وتقع مسؤوليتها على ديوان الترقية والتسيير العقاري، وأخرى تتحملها مصالح البلدية.
في هذا الإطار، ذكر السيد صادمي، أنه لو يتم تخصيص ميزانية من طرف البلديات للنهوض بالمساحات الخضراء، لكانت الأمور أحسن، لأن هناك محاور وطرق فرعية وجيوب لا تسيرها ”أوديفال”، إلا إذا تعاقدت مصالح البلديات معها، كون هذه المؤسسة ربحية وذات طابع صناعي وتجاري، لكن محدثنا لم ينف وجود لقاءات أسبوعية مع مصالح البيئة بالبلدية، وأخرى مع الدائرة، لمعالجة القضايا التي لها علاقة بالمحيط، يتم خلالها تنسيق الجهود في سبيل المحافظة على المحيط وترقيته.
الكاليتوس: مساحات هُيئت وأخرى تنتظر
كما تتكفل وحدة ”أوديفال” براقي ببعض النقاط والمحاور في بلدية الكاليتوس، على غرار المدخل الشمالي للمدينة، بالقرب من محور الدوران على مستوى الطريق الوطني رقم ”8”، في المعروفة بـ«لاسناس”، حيث تمت تغطيتها بالعشب والنباتات التزينية، وصارت مكانا جميلا يسر الناظرين. كذلك الأمر بالنسبة للمساحة الموجودة بحي الدالية، قرب مقر الدرك الوطني، التي تمت تهيئتها والاعتناء بها.
في المقابل، تبقى العديد من الجيوب العقارية والمساحات الشاغرة والحدائق على مستوى السكنات الجماعية عرضة للإهمال، وهو الإشكال المطروح في العديد من البلديات، ويتطلب قرارات تفرض المحافظة على المحيط وردع المخالفين وتغريم المعتدين على البيئة، وتحدد مسؤولية الجماعات المحلية والمؤسسات المكلفة بتسيير حظيرة السكنات الجماعية، ودور مصالح البيئة بالبلدية.
التحسيس والنوادي الخضراء خطوة للحفاظ على جمال الطبيعة
يرى السيد صادمي أن الاهتمام بالبيئة يتطلب إسهام الجميع، وتحسيس مختلف الشرائح، لاسيما فئة الأطفال، بهدف غرس ثقافة الحفاظ على المحيط، عن طريق تشجيعهم على استحداث نواد خضراء داخل المؤسسات التربوية بمختلف أطوارها، لتنشئة الطفل على حب الطبيعة، والمحافظة عليها، وتهيئته في سبيل حماية الطبيعة، إلى جانب المشاركة في عمليات التشجير وغيرها، وكذلك الأمر بالنسبة للأولياء. ذكر محدثنا، وهو ناشط في ميدان الحفاظ على البيئة، أنه أشرف على استحداث ناديين أخضرين ببراقي، مشيرا إلى أنه مستعد لتقديم أية خدمة تهدف إلى ترقية الحس الحضري، والنهوض بالمساحات الخضراء.