لحماية حقوق الإنسان بالصحراء الغربية

صحراويون يدعون من جنيف إلى إيجاد آلية أممية

صحراويون يدعون من جنيف إلى إيجاد آلية أممية
  • 703
ق.د ق.د

أدان صحراويون بجنيف ما يتعرض له أبناء بلدهم على يدي الاحتلال المغربي من انتهاكات مستمرة في ظل تقاعس الأمم المتحدة تجاه شعب الصحراء الغربية وطالبوا بضرورة إيجاد آلية أممية لحماية حقوق الإنسان بهذا الإقليم المحتل.

جاء ذلك خلال اجتماع لوفد صحراوي مع نائبة رئيس مجلس حقوق الإنسان كاترينا ميدلوفا بمقر مجلس حقوق الإنسان بمدينة جنيف السويسرية على هامش تظاهرة جنيف 2019 والذي تميز، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الصحراوية، بتقديم عروض لممثلي المجتمع المدني الصحراوي، عبروا فيها عن بالغ انشغالهم تجاه تدهور وضعية حقوق الإنسان بالصحراء الغربية وجنوب المغرب والمواقع الجامعية المغربية وتطرقوا إلى تقاعس الأمم المتحدة تجاه الشعب الصحراوي.

وطالب أعضاء الوفد الصحراوي بإيجاد آلية أممية لحماية حقوق الإنسان بالصحراء الغربية وأن تتولى بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير بالصحراء الغربية «مينورسو» هذا الدور باعتبارها البعثة الوحيدة التي لا تقوم بهذه المهمة.

كما عبر الوفد عن استنكاره الشديد لتوقيع دول الاتحاد الأوروبي الاتفاقيات الاقتصادية مع دولة الاحتلال المغربية التي تشمل الصحراء الغربية، مطالبين بتفكيك جدار العار الذي يقسم وطنهم المحتل، ليختتم اللقاء بتقديم مذكرة شاملة حول الوضع الحقوقي بالصحراء الغربية.

وحضر الاجتماع عن الجانب الصحراوي أميمة عبد السلام ممثلة جبهة البوليزاريو بسويسرا وإبراهيم الخراشي المكلف بالجالية الصحراوية بأوروبا وكصدو عياد رئيسة جمعية الجالية الصحراوية بأستبونا وحسنة أميليد رئيس جمعية الجالية الصحراوية بوسط فرنسا وعضو اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الإنسان وعزيزة ماء العينين نائبة رئيس جمعية الصحراء «ماتنباع» ببلجيكا ومنتو حندي الناطقة بجمعية بنات الساقية الحمراء ووادي الذهب.

للإشارة، فقد تم إصدار عدة دعوات أمام جلسات مناقشة البند الرابع من أشغال الدورة العادية الأربعين لمجلس حقوق الإنسان التي انطلقت في 25 فيفري الماضي وتستمر إلى غاية 22 مارس الجاري بجنيف من أجل أن يحترم المغرب القانون الدولي الإنساني في الصحراء الغربية المحتلة.

ففي مداخلته خلال أشغال الدورة، طالب رئيس المجلس الدولي لضمان المحاكمة العادلة وحقوق الإنسان عبد الحميد دشتي، مجلس حقوق الإنسان الأممي بالضغط على الدولة المغربية من أجل احترام القانون الدولي الإنساني في الصحراء الغربية المحتلة خاصة فيما يتعلق بترحيل السجناء السياسيين الصحراويين الأسرى في المعتقلات المغربية إلى بلدهم وإعادة محاكمتهم أمام محاكم مختصة تستوفي الشروط الأساسية وتحترم الصفة القانونية للأشخاص والأرض.

من جانبها، أثارت الناشطة الدولية في مجال البيئة وحقوق الإنسان كاثرين كونستنتينيدس في مداخلتها انتباه أعضاء مجلس حقوق الإنسان إلى الظروف القاسية التي يعيشها اللاجئون الصحراويون خارج وطنهم، بما فيهم ضحايا حوادث الألغام الأرضية التي وضعها الجيش المغربي على طول جدار العار الذي يقسم الصحراء الغربية إلى جزأين ويفصل بين العائلات والأسر الصحراوية.

وتزامن هذا اللقاء مع تظاهر المئات من أبناء الجالية الصحراوية بأوروبا الجمعة الأخير بالعاصمة السويسرية تنديدا باستمرار الاحتلال المغربي للصحراء الغربية وأمام عدم إحراز أي تقدم في مسار التسوية الذي ترعاها الأمم المتحدة.

وتأتي تظاهرة جنيف في إطار حملات التحسيس التي تشهدها كبرى المدن الأوروبية بضرورة التسريع بإيجاد حل يمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير. وتنظم مع الشتات الصحراوي تحت شعار «سلام وعدالة للشعب الصحراوي» بساحة الأمم المتحدة، موازاة مع سلسلة من النشاطات والأحداث حول «السلام والعدالة لشعب الصحراء الغربية بجنيف».

بالمقابل، تستمر الانتهاكات المغربية لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية حيث تعرض تلميذ صحراوي لاعتداء عنيف على يد قوات الاحتلال المغربي صباح أمس، أمام إعدادية بمدينة بوجدور المحتلة مما تسبب في إصابته بجروح. وذكرت وكالة الأنباء الصحراوية أن قوات الاحتلال المغربي اعتدت بشكل عنيف على التلميذ براهيم بابيت الذي أصيب على مستوى المرفق.

من جهة أخرى، خاض المناضل الصحراوي سيد إبراهيم لحسيني أمس، اعتصاما أمام ما يسمى «باشوية المدينة» وذلك احتجاجا منه على الاعتداء المتواصل الذي يتعرض له من طرف مستوطن مغربي يقطن بجواره.

وتفيد تقارير إعلامية صحراوية ولنشطاء صحراويين ودوليين في كل مرة صور لامتناهية ويومية عن اعتداءات الاحتلال المغربي على الصحراويين سواء بالأراضي المحتلة أو جنوب المغرب أو بالمواقع الجامعية المغربية بسبب مواقفهم السياسية ومطالبهم ودفاعهم عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال.

وكان الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي أكد خلال استقباله مؤخرا للوفد الحقوقي القادم من الأراضي الصحراوية المحتلة، أن سياسات المغرب التي ينتهجها في حق الصحراويين العزل بالمدن المحتلة لن تثني الصحراويين عن مواصلة المعركة النضالية حتى تحقيق الحرية والاستقلال.