المركز الجهوي لمكافحة السرطان بباتنة

التكفل بمرضى 20 ولاية

التكفل بمرضى 20 ولاية
  • القراءات: 984

يشهد المركز الجهوي لمكافحة السرطان بباتنة، الذي يتوافد عليه مرضى من عشرين ولاية من شرق وجنوب البلاد، ضغطا كبيرا، لاسيما مصلحة التداوي بالأشعة، حسبما أكده رئيسها، البروفيسور كمال حميزي، مشيرا إلى أنه يتم التكفل يوميا بـ 150 مريضا، وقد يصل العدد أحيانا إلى 180 مريضا، موضحا أن "هذه الوضعية تعود إلى طبيعة هذا العلاج الذي يتطلب تقسيم الجرعة المخصصة لكل مريض إلى ما بين 25 و35 حصة، معدل كل واحدة منها يتراوح بين 12 و15 دقيقة".

«رغم تسجيل ضغط في كل أنواع الداء، إلا أن سرطان الثدي يأتي في المقدمة،  ويشكل ثلث الحالات المتكفل بها في المصلحة"، لكن تعطى الأولوية بالدرجة الأولى،   يقول البروفيسور حميزي "للأشخاص المصابين بأورام داخل الجسم، مثل البروستات والرحم والمخ، لأن الأشعة في هذه الحالة تعتبر علاجا أوليا للورم قبل الجراحة".

فيما يخص مواعيد التداوي بالأشعة، وباستثناء حالة سرطان الثدي التي قد تمتد،  استنادا لنفس الأخصائي، إلى 45 أو 60 يوما، لأن الإجراء هنا وقائي يبقى أكبر  تحد يواجهه طاقم عمل المصلحة -كما صرح- هو "العمل على تقريب هذه المواعيد قدر الإمكان، مع الحرص على عدم رفض أي ملف، لاسيما أن الضغط يسجل على جميع مصالح التداوي بالأشعة عبر الوطن، في انتظار فتح المراكز الجديدة المبرمجة في العديد من الولايات".

«يعمل فريق مصلحة التداوي بالأشعة، التي تتوفر بها ثلاثة أجهزة علاج، على التماشي مع عدد المرضى حسب الإمكانات المتوفرة، رغم النقص المسجل في عدد الفيزيائيين والمقدر بخمسة فقط"، حيث يسهر هؤلاء -وفق البروفيسور حميزي- على "تحديد المخطط العلاجي لكل مريض، ومن ثمة الجرعة المخصصة له، إلى جانب صيانة التجهيزات وإصلاح الأعطاب المسجلة بها". أبرز نفس المصدر، أن "النقص في تقنيي الفيزياء، وهو إشكال وطني تتم مواجهته في غالب الأحيان بساعات العمل الإضافية، وكذا تعويض بعض الأدوية المحضرة بأخرى ذات نفس الفعالية، لكن تقسم على حصص أقل، إلا أن ما نخشاه؛ وقوع عطب في أحد  التجهيزات الثلاثة، لأن استكمال كل الحصص بالنسبة لمريض السرطان الذي شرع في التداوي بالأشعة ضروري، ولا يمكن الاستغناء ولو عن واحدة منها".

تجهيزات جديدة في الأفق

من جانبه، كشف مدير المركز الجهوي لمكافحة السرطان بباتنة، عيسى ماضوي، عن تدعيم مرتقب لمصلحة التداوي بالأشعة بتجهيزات جديدة ومتطورة "ستسمح بتحسين التكفل بالمرضى، من خلال توفير تطبيقات جديدة تمكن من معالجة الورم بدقة شديدة".

«سيتم خلال سنة 2019، اقتناء هذه التجهيزات التي أرسل بشأنها منذ مدة، ملف  لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات"، وفق نفس المصدر الذي أفاد بأنها تتعلق خاصة بعلاج بعض أجزاء الجسم الحساسة، مثل الحنجرة والبروستات.

أضاف السيد ماضوي أن "المصلحة سجلت خلال السنة المنصرمة، 1800 مريض من عدة ولايات الشرق والجنوب الشرقي تلقى علاجه بالأشعة"، لافتا إلى أن نسبة الضغط على المصلحة، خفت نوعا ما مقارنة بسنة 2014، حيث كان الوافدون عليها من 48 ولاية.

تم التكفل منذ افتتاح المؤسسة الجهوية إلى حد الآن، بحوالي سبعة آلاف مريض  موزعين على مختلف المصالح، منها التداوي بالعلاج الكيميائي بالنسبة للكبار  والأطفال، والتداوي بالأشعة وأمراض الدم والجراحة والأشعة الطبية، من بينهم  5003 مرضى مازالوا يترددون إلى حد الآن على المركز للتداوي أو المراقبة  الطبية"، يضيف نفس المصدر الذي أبرز أن أي مريض بالسرطان يتقدم بملف إلى المركز، يتم التكفل به، بغض النظر عن المنطقة التي يأتي منها.

يذكر أن المركز الجهوي لمكافحة السرطان بباتنة، الذي يتسع لـ240 سريرا، شرع منذ مدة في تجسيد عمليات نوعية، منها زرع الكبد، إلى جانب الزرع الذاتي للخلايا الجذعية المكونة للدم، حيث تعد باتنة ثالث مركز في هذا المجال وطنيا منذ مطلع سنة 2018، بعد العاصمة ووهران، بإشراف المختصة في أمراض الدم البروفيسور مهدية سعيدي، في انتظار الشروع خلال السداسي الأول من السنة الجارية، في زرع النخاع الشوكي، وهو ما سيفتح آفاقا جديدة للمصابين بداء السرطان.