مختصة في تاريخ الجزائر

وفاة المؤرخة آني راي غولدزيغر

وفاة المؤرخة آني راي غولدزيغر
  • 617
ق.و ق.و

توفيت المؤرخة الفرنسية آني راي غولدزيغر المختصة في تاريخ الجزائر والمغرب العربي، الثلاثاء الماضي عن عمر ناهز 94 سنة، حسبما علم أمس، الأحد لدى أقاربها، وجرت مراسم الدفن أوّل أمس، السبت بمقبرة رامرابت (ماسياك، منطقة أوفرنيي).

ولدت بتونس العاصمة سنة 1925، واستقرت آني راي غولدزيغر مع والدتها سنة 1943 بالجزائر العاصمة، حيث تحصلت على شهادة البكالوريا وسجلت بالجامعة. وروت في كتابها ”جذور حرب الجزائر 1940-1945”، تقول ”عشت حينها في الجزائر العاصمة في وسط مسيّس جدا لطلبة الجامعة وشاركت في مظاهرة الفاتح ماي 1945، وقد ارتعدت فرائصي من المظاهرة الوطنية (نظمها حزب الشعب الجزائري) وقمعها بوحشية، لكن الصدمة الحقيقية كانت في الثامن ماي 1945 عندما شاهدت وأدركت الرد العنيف لسلاح الطيران الفرنسي في القبائل الصغرى.. لقد عشت حينها تبخر أوهامي”.

وصرحت لجيل برول سنة 1983 ”بعد مجازر الجزائريين في الثامن ماي 1945، أقسمت بمغادرة الجزائر وألاّ أعود إليها إلا بعد الاستقلال، وقد وفيت بوعدي”.

وقد رجعت غولدزيغر إلى الجزائر العاصمة سنة 1962 من أجل أبحاث لإعداد أطروحتها ”المملكة العربية” ونشر كتب حول التاريخ الاستعماري للجزائر، وبإشراف المؤرخ شارلز أندري جوليان، ناقشت أطروحتها بجامعة السوربون في 14 مارس 1974 الموسومة بـ”المملكة العربية وتفكّك المجتمعات التقليدية بالجزائر”، الصادرة بالجزائر العاصمة، كما ألفت سنة 2002 كتاب ”من مرسى الكبير إلى مجازر الشمال القسنطيني”.

وعلى الصعيد السياسي، تعدّ آني راي غولدزيغر مناضلة شيوعية وتعرّضت لانتقادات لاذعة من خلال النشر المعارض لمؤلف ”ليتنسال” حول انتخاب السلطات الخاصة في الجزائر من طرف النواب الشيوعيين في مارس 1956. وانضمت إلى مجموعة ”السبيل الشيوعي” وشاركت في مساعدة جبهة التحرير الوطني. وفي سنة 2011 كانت من بين الموقعين على عريضة موسومة بـ”لا للتكريم الوطني للجنرال بيجار”، وشاركت سنة 2014 في ”نداء 171 من أجل كشف الحقيقة حول جريمة الدولة في اغتيال موريس أودان”.

وإثر وفاتها، قال المؤرخ آلان روسيو إن آني وزوجها روجي ”لطالما فتحا بابهما لكل الذين يقاسمانهما حب الجزائر”.