أيام تكوينية حول التعبير الأدبي الشفوي والحكايات الشعبية بغرداية

تراجع التراث أمام التكنولوجيا

تراجع التراث أمام التكنولوجيا
  • 846

أجمع مشاركون في أيام تكوينية حول التعبير الأدبي الشفوي والحكايات الشعبية (الحكواتيون) مؤخرا ببلدية العطف بولاية غرداية على أن التراث غير المادي يعرف هشاشة واضحة، بل تراجعا بسبب انتشار وسائل الاتصال والتكنولوجيات الحديثة في أوساط المجتمع.

رافع متدخلون خلال هذه الفعاليات التي تواصلت على مدار ثلاثة أيام والمنظمة في إطار إحياء شهر التراث بمبادرة من جمعية إمكراس (بالميزابية الشباب اليافع) للتراث والفولكلور بالتنسيق مع ديوان حماية وترقية وادي ميزاب من أجل جرد التراث غير المادي المكون من الفنون الشعبية والعادات والتقاليد الاجتماعية على غرار الحكايات التراثية والأساطير والخرافات وكذا الأغاني الشعرية قصد الحفاظ عليها وحمايتها.

تشكل الحكايات التراثية بميزاب المستوحاة من المخيال الشعبي جزء أساسيا من التراث غير المادي للمنطقة، كما أشار إلى ذلك المتدخلون، مؤكدين أن هذا الموروث الثقافي المستوحى من القيم الروحية يساهم في تحقيق التماسك الاجتماعي وتفعيل  الديناميكية الثقافية، وهذه الحكايات التراثية المتوارثة من جيل إلى آخر أصبحت اليوم في خطر ومهدّدة بالاندثار بسبب غياب أكثر فأكثر للجدات في نقل هذا التراث للأجيال الناشئة.

يرى في هذا الشأن محمد لوكال من المجلس الثقافي لسيدي بلعباس أن عددا قليلا من الشباب يهتم بالحكايات التراثية المنقولة من طرف جداتنا، وتشهد بذلك اندثار هذا الموروث الذي يعد جزءا من الذاكرة الجماعية. وأضاف أنه من خلال هذه التظاهرة الثقافية، نسعى إلى تسليط الضوء على خصائص ومميزات هذا الموروث غير المادي للمنطقة الذي يعتبر موروثا ثريا لا يقدر بثمن وإمكانية وضع تدابير لجمع هذه الحكايات ونشرها.

باعتبارهم حماة للذاكرة الجماعية، يتقاسم الرواة الحكايات التراثية مع الأطفال الفطنة وقيم التضامن والتسامح وكذا الأخلاق والتربية حول الحكايات والأساطير المتناقلة من جيل إلى جيل باللغة الأم، كما ذكر من جهته رئيس جمعية إمكراس أحمد بهون.

ونظمت في إطار هذه الأيام التكوينية للحكواتيين التي حملت شعار الحكايات الشعبية، حضن لذاكرة الشعوب، عديد الورشات

والنشاطات الترفيهية الأخرى وحكايات لفائدة الأطفال وموائد مستديرة ومحاضرات من تنشيط باحثين مختصين في الحكايات الشعبية من مختلف مناطق الوطن.

يتوخى من هذه التظاهرة إثراء المشهد الثقافي والفني لمنطقة غرداية، كما أنّها تطمح أيضا إلى تحسيس الجمهور العريض حول أهمية تثمين هذا الموروث من الأجداد.