تشكيلات متنوعة تمتع العين
- 1468
أضحت محلات بيع البهارات الواقعة وسط مدينة تبسة لاسيما شوارعها العتيقة وأزقتها الضيقة الوجهة الأولى والمقصد الرئيسي للعائلات التبسية وحتى من مختلف ولايات شرق البلاد وكذا المهجر قبل ومع أولى أيام رمضان لاقتناء أفضل وأجود أنواع التوابل. ويجد الزائر لتيفاست العتيقة حيث تنبعث روائح البهارات التقليدية من المحلات المختصة في بيعها نفسه ”مجبرا” على شراء كميات منها بعد أن تأسره مناظر عرضها على الزبائن في أكياس قماش من نوع ”خيشة” (نوع من الكتان يستخدم عادة في صناعة الخيام والحقائب) تحافظ على النكهة وعلى طاولات مزدانة بمختلف الأنواع والألوان.
يتم عرض تشكيلات من التوابل والبهارات والأعشاب المحلية والمستوردة على غرارالكركموالكزبرةوالحبةالسوداءوزريعةالبسباسوجوزةالطيبوحبةالحلاوةورأسالحانوتوفلفلالزينةأوالفلفلالأحمرالحاروالحلووغيرهابطريقةمغريةتستقطبالزبائن.
كما تتوفّر نفس المحلات على مختلف مستلزمات المطبخ التبسي التقليدي الأصيل والذي لا يختلف كثيرا عن باقي مطابخ ولايات شرق الوطن كالفريك والمرمز والشعير الخاصين بتحضير طبق ”الشربة أو الجاري”، إضافة إلى مختلف النباتات الطبية والعطرية والزيوت المستخلصة والمياه المقطرة. ويقول السيد أحمد جلالي وهو صاحب مجموعة محلات مختصة في بيع البهارات والتوابل بتبسة ”أسعى إلى الحفاظ على مهنة أجدادي المختصين في بيع البهارات والتوابل منذ أزيد من قرن من الزمن وتوريثها لأبنائي” وهو ما جعل من ”محلات أولاد جلالي” بعاصمة ولاية تبسة علامة مسجلة ومطبوعة في ذاكرة مواطنين من داخل وخارج تبسة، يقصدونه لشراء توابل الشهر الفضيل، يقول ”أقوم بجلب مختلف البهارات والتوابل والأعشاب من مختلف ولايات الوطن، كما أقتني بعضها من المستوردين وأجلب البعض الآخر من دول الشام والخليج”،حسبماصرحبهالسيدجلاليليقومفيمابعدبعرضهابطريقةتسرنظرالزبائنوتجذبهمألوانهاوروائحهاالزكية.
كما يعمل السيد أحمد منذ الساعات الأولى لليوم بمعية شقيقه بكدّ وجدّ والابتسامة لا تفارق محياه على إسداء النصائح لزبائنه حول كيفيات استخدام البهارات وحفظها حتى تحافظ على جودتها ونكهتها خاصة فيما تعلق ببعض التوابل غير المعروفة والشائعة. وأضاف المتحدث أنّ ”محلات بيع التوابل والبهارات المتواجدة بكلّ أحياء تبسة تشهد إقبالا طيلة أيام السنة إلاّ أنّ محلاته وبشهادة زوارها تعرف حيوية وازدحاما كبيرين تحضيرا لشهر رمضان الكريم بسبب توفرها على كل ما يتطلبه تحضير الأطباق الرمضانية التقليدية والعصرية على حد سواء”.
كما أشار المتحدث إلى أنه ”يتم انتقاء الأشخاص الذين يقومون بمهمة البيع بدقة والذين يكونون في العادة من أفراد العائلة ويخضعون لفترات من التدريب للتعرف على الأعشاب والبهارات وكيفية استخدامها بغية الإلمام بالمهنة ومساعدة الزبائن وتقديم النصائح لهم خاصة في حالات العلاج بالأعشاب الطبية”.
واعترفت السيدة مليكة صاحبة الـ 57 سنة بالقول ”لقد دأبت على اصطحاب ابنتي ذات 23 عاما لاختيار التوابل حتى أمكنها من التعرف عليهم وعلى استعمالاتهم”متطرقةإلىجودتهاوأسعارهاالتيتعدفيمتناولالجميع.
وأضافت المتحدثة أنّها ”تقصد وسط مدينة تبسة لاقتناء كل مستلزمات مطبخها طيلة السنة لاسيما أثناء التحضير لشهر رمضان المعظم أو حفلات الزفاف”، مشيرة إلى أنّها ”تستفيد أيضا من النصائح المقدمة من طرف عمال المحلات حول كيفية استخدام بعض المعروضات”.