جبهة التحرير الوطني

جميعي يستعين بالآليات القانونية لمحاصرة معارضيه

جميعي يستعين بالآليات القانونية لمحاصرة معارضيه
جميعي يستعين بالآليات القانونية لمحاصرة معارضيه
  • 1227
شريفة عابد شريفة عابد

اهتدى الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، محمد جميعي، إلى استعمال الآليات القانونية للحزب على غرار لجنة الانضباط من أجل التصدي لأي معارضة داخلية، لا سيما من قبل الفريق الموالي لرئيس المجلس الشعبي الوطني، معاذ بوشارب وغيرهم ممن لا يزالون يعترضون على فكرة وصوله إلى الأمانة العامة للحزب، وذلك تفاديا لعرقلة جهود التفاعل مع مستجدات الساحة السياسية وتسجيل دور الأفلان فيها وفي مقدمتها الحوار الذي دعت إليه المؤسسة العسكرية والمقرر أن يفضي إلى تنظيم انتخابات رئاسية، حسب ما أكدته مصادر حزبية لـ« المساء”.

وجاءت عملية تفعيل لجنة الانضباط، كخطوة استباقية من الأمين العام الجديد، من أجل فرض سيطرته على الحزب العتيد ومواجهة أي حركة تصحيحية قد تعترضه أو تعرقل جهوده الخاصة بتطبيق خريطة الطريق التي سطرها منذ توليه أمانة الحزب، عقب الدورة الأخيرة للجنة المركزية للحزب المنعقدة بقصر المؤتمرات.  ويريد جميعي، حسب ذات المصادر، أن تكون لجنة الانضباط ”سيف الحجاج” الذي يطال النواب الذين عارضوا فكرة تنحية بوشارب، أو بالأحرى لم ينخرطوا في الخطوات التي يقودها رئيس الكتلة البرلمانية للحزب خالد بورياح ومكتب الكتلة للإطاحة بالرئيس الحالي للمجلس الشعبي، حيث لا يزال بوشارب يحظى بدعم بعض النواب، ومنهم نواب من سطيف والبليدة على وجه الخصوص، يعارضون التوجيهات التي قدمها الأمين العام للحزب.

أما الفريق الثاني الذي يريد جميعي، استنادا إلى المصادر ذاتها، أن يفعل ضدهم لجنة الانضباط من أجل تقييد جهودهم أو ردعهم في أي خطوة قد تعرقل ما يقوم به، يشمل ”بعض أعضاء اللجنة المركزية ممن اعترضوا في الدورة الماضية على فكرة وصوله إلى الأمانة العامة للحزب، وهذا يمتد حتى لأعضاء المكتب السياسي السابقين للحزب والإطارات القديمة”.

كما تضم القائمة حسب مصادرنا ”المعارضين للقيادي أحمد بومهدي، ومن يمثلون بالدرجة الأولى أنصار الأمين العام الأسبق للأفلان عبد العزيز بلخادم، حيث أن الكثير منهم لازالوا في الحزب، حتى وإن كانوا لا يتمتعون بالعضوية في اللجنة المركزية، التي تضم في الأساس أنصار الأمين العام الأسبق عمار سعداني”.

ويندرج ضمن هذه المجموعة بعض أعضاء مجلس الأمة التابعين لكتلة الحزب وآخرون معينون في الثلث الرئاسي.

وتتزامن تحركات الأمين العام للأفلان محمد جميعي، مع محاولة تنظيم معارضيه أنفسهم في فرق ومجموعات جديدة، تشمل جميع من أبعدوا من قبل عمار سعداني ومن وجدوا أنفسهم خارج الهياكل الفعلية للحزب. علما أن هؤلاء يلتقون جميعا مع معاذ بوشارب في أفكاره التي أطلقها عندما كان منسقا لهيئة تسيير الحزب، ومنها تصوّره حول إعادة تنظيم الحزب، والذي كان قد باشر تجسيد بعض خطواته عبر الحوارات واللقاءات التي عقدها مع الكثير من الإطارات السابقة التي أبعدت بشكل أو بآخر في إطار الصراعات حول المواقع والقوائم الانتخابية، التي بدأت منذ تولي بلخادم قيادة الحزب واستمرت إلى غاية وصول ولد عباس لرئاسته.