التوقيت الصيفي للعمل بولايات الجنوب
"مكسب هام" للعمال
- 746
يُعتبر اعتماد التوقيت الصيفي للعمل و’’المكيف استثنائيا" لولايات الجنوب في الفترة الممتدة من 21 جوان إلى غاية 31 أوت من الساعة 6 صباحا إلى 13 ظهرا بسبب الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة بهذه المنطقة من الوطن، "مكسبا هاما" بالنسبة للعمال، كما صرح بذلك لوأج عدد من العمال بورقلة.
رغم بعض التحفظات التي أعلنوا عنها والمتعلقة أساسا بتذبذب حركة النقل في فترة الظهيرة، تم الإجماع على أهمية اعتماد توقيت عمل خاص خلال فصل الصيف في المؤسسات والإدارات العمومية بولايات أدرار وبشار وتندوف وتمنراست وإيليزي وغرداية والوادي والأغواط وبسكرة وورقلة؛ بسبب حرارة الطقس العالية، التي تؤثر سلبا على ظروف العمل وعلى صحة الإنسان كذلك.
ويرى في هذا الصدد قاسم محمد عبدو (إطار بالمديرية الولائية للصندوق الوطني للتأمين عن البطالة"، أنّ تطبيق هذا الإجراء يكتسي أهمية بالغة؛ فمن شأنه أن يخدم ليس العمال فحسب بل المواطنين الذين يترددون على مختلف المرافق الإدارية من أجل قضاء مصالحهم"، مشيرا أيضا إلى أنّ هذا التوقيت "يوفّر لهم فرصة استغلال برودة الجو النسبية في الساعات الأولى من الصباح’’؛ ما يساهم - حسبه - في ‘’ضمان خدمة عمومية أفضل’’.
من جانبها، أكدت نوال بلوذان (إطار بمشتلة المؤسسات) أنّ "هذا النوع من القرارات يصب في المصلحة العامة لشريحة كبرى من المجتمع"، مشيرة في نفس السياق، إلى أنّ "الكلّ يعلم أنّ الحرارة تشل حركة المدن بالجنوب في الصيف مع بداية فترة الظهيرة؛ حيث تبلغ درجات الحرارة ذروتها". وأضافت أنّ ‘’النقل الجماعي وسيارات الأجرة يعرفان تذبذبا كبيرا بداية من الساعة 13 ظهرا بدون إغفال الأخطار التي تهدد سلامة الأشخاص في الشارع، خاصة النساء’’.
وفي السياق نفسه، أكّد حميد صالحي (محاسب في إدارة عمومية) على " التكفل بفئة من العمال في ما يتعلق بتوفير النقل نحو مقر سكناهم بعد انتهاء فترة الدوام’’.
تجدر الإشارة إلى أنّ درجات الحرارة المرتفعة التي سجلتها هذه المناطق من البلاد منذ نهاية شهر ماي المنصرم إلى غاية الآن والتي تجاوزت الدرجات الاعتيادية أحيانا بالنسبة لشهر جوان، ساهمت في إطلاق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، للمطالبة بتطبيق التوقيت الصيفي في الجنوب.
يُذكر أنّ وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي بمشاركة المديرية العامة للوظيفة العمومية والإصلاح الإداري، اعتمدت العام الماضي توقيت عمل صيفي (6 صباحا إلى 13 ظهرا) لفائدة ولايات أدرار والأغواط وبسكرة وبشار وتمنراست وإيليزي وتندوف والوادي وغرداية وورقلة خلال شهر أوت فقط. واعتبر حينها أن هذا الإجراء لا يرقى إلى تطلعات العمال بهذه الناحية من الوطن، التي تتميز بفترة طويلة من الحرارة الموسمية المرتفعة، وتتطلب تكيف الساكنة.
وفي نفس السنة، سجلت ولاية ورقلة بداية شهر جويلية، درجة قياسية من الحرارة، بلغت 3ر51 درجة؛ أي درجة الحرارة الأكثر ارتفاعا في القارة الإفريقية في الفترة نفسها، حسب الديوان الوطني للأرصاد الجوية.
وتُعد هذه الدرجة الأكثر ارتفاعا والتي تم تسجيلها في إفريقيا خلال النصف الأول من شهر جويلية من طرف المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، علما أن المناطق الأخرى من البلاد لم تكن بمنأى عن موجة الحر التي اجتاحت الوطن منذ بداية الشهر نفسه.
وفي هذا الصدد، قدّم الديوان الوطني للأرصاد الجوية قائمة درجات الحرارة التي سُجلت سنة 2018 على مستوى مختلف محطات الرصد الجوي، على غرار عين صالح والوادي (7ر49 درجة)، ثم حاسي مسعود (6ر49 درجة)، متبوعة بتقرت وأدرار وتيميمون (6ر47 درجة) وبسكرة (7ر47) وتندوف (6ر47 درجة) وغرداية (4ر47 درجة) وإيليزي (8ر47 درجة) وعين قزام (9ر44 درجة) وبشار (6ر44 درجة) وجانت (4ر42 درجة) وتمنراست (6ر39 درجة).
حل لمعاناة العمال
ويرى أشخاص آخرون أنّ اعتماد التوقيت الصيفي المتمثل في إضافة ساعة للتوقيت الرسمي المعمول به على غرار بعض الدول في أوروبا، يوفر مزايا جديدة للحياة اليومية، حيث يسمح للفرد بالحصول على هامش من الزمن يقدر بـ 60 دقيقة من النشاط خلال فصل الصيف.
أما بخصوص العمال الأكثر عرضة لأشعة الشمس خاصة في فصل الصيف، فيضمن الصندوق الوطني للعطل مدفوعة الأجر والبطالة الناجمة عن سوء الأحوال الجوية لقطاعات البناء والأشغال العمومية والري (كاكوبات)، التعويض عن التوقف عن العمل بسبب الحرارة المرتفعة بولايات الجنوب والهضاب العليا، بموجب معاهدة موقّعة بين "كاكوبات" والديوان الوطني للأرصاد الجوية، الذي من شأنه تحديد درجة الحرارة التي يمكن اعتبارها موجة حر تستدعي التوقف عن العمل.
وسمح هذا الإجراء الذي يتم من خلاله التكفل بتعويضات التوقف عن العمل الناجم عن الارتفاع الكبير في درجة الحرارة، بالاستجابة لتطلعات العمال في قطاعات البناء والأشغال العمومية والري في هذه المناطق، التي يمكن أن تصل فيها درجات الحرارة من 45 إلى 48 درجة أو أكثر.