بوقادوم يبرز رصدها لاستثمارات وتمويلات هامة ويؤكد:
الجزائر تزودت باستراتيجية طموحة للطاقات المتجددة
- 410
أكد وزير الشؤون الخارجية صابري بوقادوم، أن الجزائر تزودت باستراتيجية طموحة من أجل تطوير الطاقات المتجددة، مبرزا في هذا الصدد أهمية التمويلات والاستثمارات التي تم رصدها في مجال الهياكل القاعدية العصرية والآمنة.
وأشار الوزير أمس، بمرسيليا الفرنسية خلال الجلسة الأولى لأشغال قمة الضفتين المخصصة لموضوع «بناء منطقة متوسطية مستدامة معا» أن هذا الرصيد المعتبر سيكون ضروريا لتجسيد المشاريع شبه الإقليمية التي يتحملها جميع الفاعلين على مستوى الضفتين.
وإذ اعتبر «من الواضح أن نجاح هذه المشاريع مرهون بتعبئة تمويلات كافية واستثمارات هامة من أجل ضمان تجسيدها، إضافة إلى متابعة صارمة ومنتظمة بفضل وضع آلية تقييم ومتابعة»، أكد السيد بوقادوم أن الجزائر لن تدخر أي جهد من أجل تقديم مساهمتها في هذه المقاربة المبتكرة والشاملة خدمة للجميع.
وتطرق الوزير مطولا إلى مسألة الغاز الطبيعي الذي أثر في المشهد الطاقوي للضفتين بشكل واسع، حيث أشار إلى أن هذا المجال يمنح في إطار المسعى الجزائري الشامل نموذجا للشراكة الناجحة على عدة أصعدة.
وكدليل على ذلك، تحدث السيد بوقادوم عن تموين الاتحاد الأوروبي بالغاز الجزائري من خلال أنبوبي الغاز الأورو - مغاربيين، حيث يكرس هذا التموين ـ حسبه ـ الربط المهيكل بين المنطقتين المجاورتين، «والذي سيتعزز مستقبلا بإنجاز مشروع الربط لاغوس - الجزائر الذي ستكون له العديد من الانعكاسات الإيجابية».
ولدى تطرقه لمنتدى الجزائر حول الطاقات، المنظم يوم 8 أفريل المنصرم، ذكر وزير الشؤون الخارجية بأن حوالي 300 مشارك يمثلون بلدان المنطقة الفاعلة في هذا المسار وجهوا رسائل قوية من أجل إعطاء دفع جديد للتعاون والشراكة رابح - رابح.
ولفت في هذا السياق إلى أن عدة أفكار ومبادرات رأت النور من ضمن الـ45 اقتراحا لمشاريع منبثقة عن منتدى الجزائر، «خاصة فيما يتعلق بالطاقات المتجددة، إضافة إلى الفعالية الطاقوية أو أرضيات تبادل الممارسات الجيدة، التي تعطي بعدا ملموسا لخارطة الطريق، من أجل نجاح الانتقال نحو نموذج اقتصادي مستدام ذي انبعاث قليل للكاربون».
واسترسل قائلا إنه «من واجبنا ومسؤوليتنا الاستماع وإدراج الاقتراحات التي تمت صياغتها في سياساتنا القطاعية».
والتقى وزير الشؤون الخارجية خلال هذه القمة بالعديد من نظرائه على غرار وزير الخارجية الإيطالي إينزو موافيرو ميلانيزي ووزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريون، حيث كانت له محادثات معهما حول جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة العلاقات الثنائية بجميع أبعادها.
وأشار السيد بوقادوم إلى أن هذه المحادثات تمحورت حول السبل الكفيلة بتطوير العلاقات الثنائية من أجل المضي قدما كشركاء في المنطقة الغربية للمتوسط، موضحا بأنه تطرق مع نظرائيه الإيطالي والفرنسي إلى جميع القضايا المرتبطة بالمنطقة، خاصة ما يتعلق بقضية ليبيا وضرورة تنسيق الجهود لإنهاء النزاع بهذا البلد، وكذا إلى ملف مالي والصحراء الغربية ومسائل متعلقة بالاستقرار والهجرة غير الشرعية.
من جهته، أكد الوزير الإيطالي في تصريح له عقب اللقاء أن العلاقات بين الجزائر وإيطاليا مهمة، معلنا عن استعداده لإجراء زيارة إلى الجزائر قريبا لمناقشة العلاقات الثنائية وعلاقات أخرى في إطار منطقتنا المتوسطية.
للإشارة، فقد قاد السيد صابري بوقادوم الوفد الجزائري المشارك في أشغال قمة ضفتي منتدى المتوسط الذي نظمت أمس، بمرسيليا، بمشاركة 10 بلدان للحوار المتوسطي 5+5.