بعد اغتيال الشابة الصحراوية صباح عثمان دهسا بمدينة العيون

غليان في الأراضي المحتلة ينذر بانتفاضة واسعة

غليان في الأراضي المحتلة ينذر بانتفاضة واسعة
  • 936
م.م م.م

طالبت وزارة شؤون الأرض المحتلة والجاليات الصحراوية، الأمم المتحدة بإجراء تحقيق استعجالي لتحديد ظروف مقتل الطالبة الصحراوية، صباح عثمان أحميدة دهسا بسيارة تابعة لقوات الشرطة المغربية بمدينة العيون المحتلة، ذنبها أنها خرجت للاحتفال بفوز الفريق الجزائري بكأس أمم إفريقيا بالعاصمة المصرية.

وخلفت جريمة الاغتيال موجة غضب وتنديد حاد في أوساط السكان الصحراويين في المدن المحتل وفي الشتات الذين حذروا مرة أخرى من حملة الانتهاكات المغربية المتواصلة في حقهم ومنعهم من التعبير عن مشاعرهم والمطالبة بحقوقهم المشروعة في الاستقلال.

وأصيبت قوات الشرطة المغربية بحالة هستيرية لما شاهدت مئات الشباب الصحراوي وهم يخرجون في مظاهرات سلمية في شوارع  مدينة العيون المحتلة للتعبير عن فرحتهم لأفراح شعب ساندهم في كفاحهم من أجل الإنعتاق والحرية إلى حد استعمال الرصاص الحي لمنعهم من مواصلة ابتهاجهم.

وأكدت عدة مصادر صحراوية أنهم لم يسبق لهم أن شاهدوا تلك التعزيزات تحاصر المدينة وشوارعها الرئيسية قبل أن يلجأ عناصرها إلى استعمال القوة المفرطة لتفريق متظاهرين بالحجارة والعصي وخراطيم المياه والدهس بواسطة سيارات الشرطة قبل اللجوء إلى استعمال الرصاص المطاطي والحي. 

ودخل المتظاهرون الصحراويون في مواجهات عنيفة مع قوات الشرطة بمجرد سماع خبر مقتل الشابة الصحراوية التي بقيت طريحة الأرض وهي تأن من شدة الألم قبل أن تفارق الحياة متأثرة بجراحها البليغة بينما لاذ منفذو هذه الجريمة بالفرار قصد طمس جريمتهم النكراء.

وحسب تقارير صحراوية، فإن عاصمة الصحراء الغربية المحتلة مازالت تعيش على وقع حصار بوليسي خانق بسبب مواقف مغربية من احتمال وقوع انتفاضة جديدة لسكانها الرافضين لسياسة الأمر الواقع الاحتلالي وقتل أبنائهم في كل مرة بدون سبب وبدون عقاب لمنفذي مثل هذه الجرائم.

وجددت جبهة البوليزاريو مراسلة مجلس الأمن الدولي من أجل تنبيه أعضائه حول ما يجري من تصعيد الاحتلال المغربي لموجة القمع في حق السكان الصحراويين بالأراضي المحتلة، والتي تواصل حصد المزيد من الأرواح فيما يكون مصير آخرين الاعتقال والزج بهم في السجون.

وسبق لجبهة البوليزاريو أن حذرت من موجة القمع المسلط في حق السكان الصحراويين بالأراضي المحتلة وبعثت برسالة للسفير، غوستافو كوادرا الممثل الدائم للبيرو لدى المنظمة والرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي، حيث اعتبرت أن انتهاكات المغرب بحقوق الإنسان المرتكبة ضد المدنيين الصحراويين تؤدي إلى تفاقم الوضع  على الأرض وزيادة التوتر في الصحراء الغربية المحتلة.

وعبرت جبهة البوليزاريو لمجلس الأمن الدولي عن استيائها الشديد إزاء بقاء المدن الصحراوية المحتلة، وخاصة مدينة العيون تحت حصار أمني خانق.

وأكدت لجنة الدفاع عن حق تقرير مصير شعب الصحراوي في رد فعل لها أن مقتل الشابة الصحراوية صباح عثمان أحميدة يدخل ضمن "سياسة تصفية العنصر الصحراوي"، حيث طالبت بفتح تحقيق جنائي مستقل لتحديد ملابسات هذه الجريمة البشعة وإحالة منفذيها على العدالة.

ودعت الجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من جهتها كل المنظمات الحقوقية الدولية للعمل على حماية المدنيين الصحراويين وطالبت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بـ "تدخل عاجل" لحماية المدنيين الصحراويين وفق ما ينص عليه القانون  الإنساني الدولي ومواثيق حقوق الإنسان.

وأكدت الجمعية في ظل التصعيد القمعي المغربي أنه "أصبح من الملح توسيع صلاحيات بعثة "مينورسو" لتشمل مراقبة حقوق الإنسان والتقرير عنها بالصحراء الغربية، وطالبت المفوضية السامية لحقوق الإنسان بفتح تحقيق فيما ترتكبه دولة الاحتلال المغربية من انتهاكات وجرائم، ومحاسبة المتورطين والمحرضين من ضباط أمن ومسؤولين في أجهزة الاحتلال المغربية لوضع حد لسياسة الإفلات من العقاب.