تواصل الجامعة الصيفية لإطارات البوليزاريو ببومرداس
دعوة إلى لجنة يقظة لمواجهة الحرب النّفسية المغربية
- 1488
اعتبر خبراء في القانون الدولي خلال الجامعة الصيفية لإطارات البوليزاريو المتواصلة بمدينة بومرداس، أن إنشاء لجنة يقظة لبث الحقائق كفيل بالتصدي للمحاولات المخزنية الرامية لإضعاف معنويات الشعب الصحراوي، في سياق الحرب النّفسية التي يقودها ذات النظام على نطاق عالمي، وقالوا بأن حالة "الأمر الواقع" التي تعرفها القضية الصحراوية منذ عقود ليست في صالح الصحراويين.
تطرق المحاضرون خلال اليوم الخامس لفعاليات الجامعة الصيفية لإطارات البوليزاريو المتواصلة ببومرداس، الخميس المنصرم، للحديث عن أساليب وطرق مواجهة الدعاية والحرب النّفسية التي يشنها المحتل المغربي ضد القضية الصحراوية العادلة.
قال الأستاذ فيلالي حمزة بن مختار، المختص في القانون الدولي أن أحد الأساليب التي ينتهجها النظام المخزني هو الحرب النّفسية لإضعاف معنويات الصحراويين، مستعملا في ذلك أساليب دنيئة من سبيل إقامة مخيمات صيفية للأطفال الصحراويين بالداخلة والعيون، وإقامة أنشطة رياضية وأخرى رياضية لغرس أفكار معينة تمجد التواجد المغربي بتلك المناطق، إلى جانب إجبار هؤلاء الأطفال على ترديد النّشيد الوطني المغربي، أو التركيز على كون المغرب يهتم بتحقيق التنمية بالمناطق الصحراوية "وكلها أساليب ترمي إلى غسل دماغ هؤلاء الأطفال الصحراويين التي قد تحقق الانتصار بفعل الكسب السيكولوجي بخفض معنويات الشعب الصحراوي" يقول المحاضر.
وأوضح بأن الحرب النّفسية أكثر دمارا من الحرب العسكرية أو الشاملة، كما اعتبر الأستاذ بأن الحرب النّفسية هي حرب ضد العقول تستعملها المخابرات المغربية لمحاربة الأفكار والتصورات باستعمال تقنيات معينة، ومنه الاعتماد على شبكة الأنترنت والدعاية الإعلامية، متحدثا في هذا الصدد عن بعض القنوات التي تروج لكونها قنوات متوسطية مهتمة بشؤون منطقة البحر المتوسط بصفة حيادية، وهي قناة "ميديا آن سات" التي تعتبر ذراعا إعلاميا للمحتل المغربي بالترويج للطرح المخزني على نطاق عالمي حول الحكم الذاتي للإقليم الصحراوي كحل وحيد للقضية، أو ما يصطلح على تسميته بالجهوية الموسعة، ولا يتوانى المحتل في الترويج واسع النطاق لهذا الطرح لاسيما عبر الشبكة العنكبوتية باستحداث مواقع إلكترونية قال عنها المحاضر بأنها أحيانا تكون بأسماء جزائرية وأخرى صحراوية لبث الإشاعة والدعاية لأطروحاته.
وأضاف بأنه قد كان ضحية لمثل هذه التصرفات بعد أن تم تحريف كلامه في إطار محاضرة ألقاها نصرة للقضية الصحراوية في محفل دولي بهدف التعتيم الإعلامي، معيبا هنا على النخبة المخزنية المزيّفة التي تشوه خطابات إعلامية لمحاضرين وقانونيين دوليين لتشويه صورة الجزائر، والترويج لكونها أحد أطراف النزاع بالرغم من أن موقف الجزائر معروف عالميا لكونها تناصر الطرح العالمي في تمكين الصحراويين من حقهم تقرير المصير، يعتبر أيضا من الأساليب الدعائية المغرضة التي تستعمل في الحرب النّفسية ضد القضية الصحراوية، مستعملين في هذا الصدد شعار "الصحراء صحراؤنا.. والجزائر عدونا".
المحاضر اعتبر في مقام آخر بأن سياسة الأمر الواقع ليست في صالح الصحراويين إطلاقا، داعيا هؤلاء إلى إنشاء لجنة يقظة إستراتيجية لمواجهة الحرب النّفسية المغربية، معتبرا بأنها الطريقة المثلى لتحصين الصحراويين ضد الدعاية المغربية المغرضة، وقال بأن من مهام هذه اللجنة تكثيف العمل لنشر وبث الحقائق عن القضية الصحراوية العادلة، وزرع مبادئ الإيمان لدى الأجيال الناشئة، والأهم من ذلك "عدم الشك في عدالتها ونصرتها على الدوام بنشر الوعي والحقائق وسط المجتمع الصحراوي".