استقطبت 490 ألف مصطاف هذا الموسم بسكيكدة

فنادق تسيج الشواطئ وشباب يفرضون منطقهم

فنادق تسيج الشواطئ وشباب يفرضون منطقهم
  • 2273
❊ بوجمعة ذيب ❊ بوجمعة ذيب

ماتزال شواطئ سكيكدة 25 المسموحة فيها السباحة تستقطب منذ انطلاق الموسم الصيفي الحالي، أعدادا كبيرة من المصطافين المتوافدين عليها من مختلف ولايات الوطن بما فيها الجنوبية؛ رغبة منهم في الاستمتاع بما تمنحه لهم شواطئها الجميلة التي تمتزج فيها زرقة مياهها وصفاؤها ورمالها الذهبية بالغطاء النباتي المتنوع، الذي يجعل منها ولاية جذب للسياح بامتياز، وحسب الحماية المدنية، فقد سجلت ولاية سكيكدة خلال الفترة الممتدة من الفاتح جوان الأخير إلى غاية 14 أوت الجاري، 4956670 مصطافا، لتبقى شواطئ وادي القصب ووادي ريغة والعربي بن مهيدي وسيران 2 وتلزة وتمنارت1 و2 والمرسى والشاطئ العسكري وأم القصب، من أكثر شواطئ الولاية استقطابا للمصطافين، خاصة العائلات منهم.

1500 تدخّل لحراس الشواطئ

سجلت مصالح الحماية المدنية خلال نفس الفترة، 1529 تدخلا، أكثرها على مستوى كل من شواطئ القل، وهي تلزة بـ 217 تدخلا، وعين الدولة بـ 193 تدخلا، وأم القصب بـ 105 تدخلات، وشاطئ واد القط بفلفلة بـ 104 تدخلات، وشاطئي تمنارت 1 و2 بـ 142 تدخلا إجمالا، تم من خلالها إنقاذ 696 شخصا من غرق حقيقي، منهم 332 طفلا من الجنسين، بينما تم إسعاف 355 شخصا في عين المكان، منهم 135 طفلا من الجنسين، في حين تم تحويل 473 شخصا نحو مختلف المؤسسات الاستشفائية. وحسب الحصيلة المؤقتة المتعلقة بموسم الاصطياف وخلال نفس الفترة، تم تسجيل إلى حد الآن، غرق 6 أشخاص بكل من مناطق لقبيبة بتمنارت، وبوادي طنجي التابع لابن الزويت، وبكاسر الأمواج بمحاذاة المركز 1 بالعربي بن مهيدي، وبوادي القصب ببلدية فلفلة، وبشاطئ الرميلة 3 بمنطقة المرسى، مع الإشارة إلى أن أغلب المناطق إما هي مناطق غير محروسة وممنوعة فيها السباحة، أو هي شواطئ محروسة لكن ممنوعة بسبب هيجان البحر.

3 قتلى و4 جرحى في انقلاب زورق نزهة

كشف مصدر طبي لـ المساء أول أمس، أن نقطة المناوبة لابن عزوز التابعة للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية، استقبلت ليلة الأحد المنصرم في حدود الساعة الرابعة مساء، 8 حالات غرق جماعي إثر انقلاب زورق كان يقلّ عددا من المصطافين، أغلبهم من القصّر، كانوا في رحلة نزهة على البحر، وقع على مستوى شاطئ كاف فاطمة التابع إقليميا لبلدية ابن عزوز، منها 3 وفيات، ويتعلّق الأمر بكل من سعدون أسيل ويشاوي رحمة وبوغارب أميمة، فيما تمّ إنقاذ 4 أشخاص من جنس أنثى، ونظرا لحالتهم الحرجة تم تحويلهم إلى المؤسسة العمومية الاستشفائية عزابة، ويتعلق الأمر بكل من حداد يسرى وبشيري وفاء ورفاعي وئام وقيساري فرح، في حين تمّ وضع دكدوك غفران تحت المراقبة الطبية بنقطة المناوبة، ويبقى البحث متواصلا عن مفقودين اثنين.

للإشارة، تم نقل الجرحى من قبل وحدات الحماية المدنية التي سخّرت كل إمكاناتها لإجلاء الجرحى والبحث عن المفقودين، بينما فتحت المصالح الأمنية المختصة، تحقيقا في أسباب هذا الحادث المؤلم.

رحلات قطار البحر تنعش الموسم

وما زاد في إنعاش صيفيات سكيكدة أكثر من جهة أخرى، رحلات قطار البحر نحو عاصمة روسيكادا انطلاقا من قسنطينة ومن مدن الجنوب، حيث برمجت الشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية كل أيام السبت والإثنين والأربعاء صباحا ومساء، رحلات للعائلات ذات الدخل البسيط؛ من خلال تحديد سعر 100 د.ج للرحلة. كما قامت ببرمجة ثلاث رحلات أخرى باتجاه روسيكادا انطلاقا من مدينة بسكرة أيام السبت والأحد والخميس، إلى جانب برمجتها خطين آخرين، الأول انطلاقا من بلدية عين توتة بباتنة، والثاني من الولاية المنتدبة تقرت نحو سكيكدة، بمعدل رحلتين أسبوعيا للأولى، وواحدة بالنسبة للثانية. كما قامت، من جهتها، مديرية النقل للولاية بمنح 560 رخصة للنقل بواسطة الحافلات، تضمن النقل ذهابا وإيابا إلى كل شواطئ الولاية المسموحة فيها السباحة، منها، حسبما أوضح مدير القطاع لـ المساء، فتح 76 خطا جديدا أضيفت إلى الخطوط الأخرى التي تضمن النقل نحو شواطئ الولاية المنتشرة عبر بلدياتها الساحلية.

الفنادق تستحوذ على الشواطئ

في سياق الحديث عن موسم الاصطياف ومن خلال جولة قادت المساء إلى بعض شواطئ سكيكدة، فإنّ أهم الملاحظات التي وقفنا عندها على مستوى بلدية فلفلة، إقدام الفنادق الأربعة المحاذية للبحر المستغلة لحيز من الشاطئ في إطار عقود الاستغلال التي ماتزال رخصة السنة الماضية سارية المفعول هذه السنة، على تسييج حدود الشواطئ الممنوحة لهم في إطار تلك العقود، وملئها بالكراسي والطاولات والمظلات؛ ما حدّ من تحرك المواطنين، فيما يبقى ولوجها نظير الخدمات المقدمة التي لا ترقى في مجملها إلى ما يجب أن تكون عليه أمام الأسعار المرتفعة جدا.

نفس الشيء وقفنا عليه على مستوى شاطئ العربي بن مهيدي، حيث استفاد فندقان سياحيان من عقد استغلال من السنة الماضية مايزال ساري المفعول. وقد اشتكى العديد من المواطنين من الصعوبة التي يجدونها للولوج إلى تلك الشواطئ المحتلة التي تعد من بين أجمل شواطئ سكيكدة، متسائلين عن حقيقة ما يروَّج عن مجانية الولوج إليها، وحرية التنقل بين أرجائها بعد أن أضحت تشبه إلى حد كبير، المحميات.

شباب يفرضون قانونهم

أما على مستوى شاطئ المحجرة، فقد أقدم بعض شباب المنطقة على تحويله بدون امتلاكهم رخصا، إلى شاطئ عائلي يُمنع ولوجه من قبل الشباب والشابات بعد أن وضعوا لافتة كُتب عليها الشاطئ عائلي. كما قاموا بتنصيب مظلات وطاولات وكراسي على امتداده للكراء، وحجة أولئك الشباب في تحويله إلى شاطئ عائلي فقط، هو الحفاظ على حرمة المكان، والحفاظ على الأخلاق من طيش وسلوك بعض الشباب من الجنسين، فيما رأى البعض أن تنامي هذه الظاهرة التي أصبحت تشهدها بعض الشواطئ من خلال فرض بعض الشباب قوانينهم ومنطقهم بدون تدخل الجهات المعنية والمخولة قانونا، مؤشر يجب التصدي له بقوة القانون؛ لأنه سيضرب السياحة في الصميم. وما قام به مؤخرا مجموعة من شباب منطقة تمنارت التابعة لبلدية الشرايع غرب سكيكدة بطرد مجموعة من الشباب من الجنسين الذين أموا المنطقة بواسطة حافلات عن طريق إحدى الوكالات السياحية بحجة انتهاكهم حرمة المنطقة بتصرفاتهم ولباسهم الذي اعتبروه فاضحا، إلا عينة من تلك التصرفات التي أضحت تتحكم في الشواطئ خلال هذا الموسم، بعد أن حل أولئك الشباب محل الجهات الأمنية المختصة. وأكد أحد المواطنين لـ المساء أن العديد من شباب منطقة تمنارت، أصبحوا يفرضون قوانينهم سواء في ما يخص أسعار توقيف المركبات، أو منع الأزواج من الولوج إلى الشاطئ، أو ممارسة بعض الأنشطة التجارية غير المرخص بها.

أي دور مسند لمتصرف الشاطئ؟

في كل هذا يبقى السؤال المطروح صراحة، عن الدور الحقيقي المسند لمتصرف الشاطئ، الذي من مهامه القيام بمعية الفرق الأمنية المختصة من شرطة ودرك إلى جانب بعض المصالح التقنية الأخرى، بمراقبة مدى احترام التعليمات في ما يخص مجانية الولوج إلى الشواطئ، ومحاربة كل الظواهر السلبية، سيما فوضوية النشاط التجاري الذي يجده بعض الأشخاص فرصة للربح على حساب جيب المواطن البسيط، ناهيك عن النشاطات التجارية الطفيلية الأخرى، التي قد تكون سببا في حدوث تسممات غذائية لا تحمد عقباها.

وقد سجلنا في هذا الصدد من خلال ملاحظاتنا، الكثير من التجاوزات على مستوى العديد من الشواطئ التي زرناها على امتداد العربي بن مهيدي، حيث تباع قارورات المياه المعدنية وبعض العصائر تحت أشعة الشمس.

مصالح الأمن تفعّل مخططها

في سياق متصل، ضبطت مصالح أمن ولاية سكيكدة في إطار المخطط الأزرق للموسم الصيفي الحالي، تشكيلا أمنيا قوامه 1000 شرطي من مختلف الرتب، لضمان كافة الظروف الأمنية الملائمة لراحة المصطافين، ومن ثم تقديم كل التسهيلات الملائمة والفعّالة لهم، والتي من شأنها أن تجعل الموسم الصيفي الحالي موسما متميزا ضامنا للراحة والسكينة. كما تم إنشاء خمسة مراكز شرطة للمراقبة وحماية الشواطئ مجهزة بكافة الضروريات والوسائل المادية تعمل 24 ساعة/24، منها 3 مراكز بكورنيش سطورة، ومركز واحد على مستوى شاطئ عين الدولة بالقل غرب سكيكدة، ومركز آخر على مستوى شاطئ وادي ريغة ببلدية فلفلة، وظيفتها حماية وتأمين المصطافين الذين يتوافدون على شواطئ سكيكدة ليلا ونهارا وعلى مدار أيام الأسبوع، إلى جانب تشكيل دوريات راجلة بالزيين المدني والرسمي، ينشطون على طول تلك الشواطئ المتواجدة بإقليم اختصاص الشرطة، وعددها 6 شواطئ تقع عبر كورنيش طريق سطورة، ومتمثلة في شواطئ كل من القصر الأخضر و«العسكري و«الجنة و«ميرامار و«وادي ريغة ببلدية فلفلة، و«البنات أو عين الدولة ببلدية القل، مهمتها ردع الجريمة بكل أشكالها، ومحاربة ظاهرة تعاطي الكحول في الطريق العام، إلى جانب التعداد الذي ضبطته قيادة الدرك الوطني للولاية في إطار مخطط الدلفين الذي يتم بالتنسيق مع أمن الولاية، مما جعل سكيكدة مدينة آمنة مطمئنة، وجد فيها المصطافون كل الراحة، إذ لم يتم إلى حد الآن تسجيل أحداث خطيرة تمس بأرواح وسكينة وأمن المصطافين.

سلوكات غير متحضرة

من جانب آخر، لا بد من الوقوف عند التصرفات غير الحضارية للعديد من المصطافين، الذين يتعمدون رمي مختلف النفايات من قوارير المياه بمختلف الأحجام والأنواع وبقايا ما يحملونه من أطعمة وفواكه وغيرها؛ سواء على مستوى الشاطئ أو بمحيطه، ليزداد الوضع تدهورا على مستوى الأرصفة المحاذية للشواطئ رغم وجود حاويات مخصصة لرمي النفايات، إلا أن البعض لا يجد حرجا في رمي ما يمكن رميه على الطريق وعلى الأرصفة وحتى على الشاطئ.