كان رئيس فرع وهران لاتحاد الكتاب الجزائريين
وفاة الشاعر ميلود عبد القادر
- 2398
نعى الشعراء الجزائريون، رحيل الشاعر ورئيس فرع وهران لاتحاد الكتاب الجزائريين، ميلود عبد القادر، الذي توفي إثر وعكة صحية مفاجئة ألمت به أول أمس، وأدخل على إثرها إلى قسم العناية المركزة بمستشفى ”أول نوفمبر” في وهران، ليتوفى عن عمر ناهز 58 سنة، ودُفن أمس بمقبرة بلدية حد الشكالة بعمي موسى (ولاية غليزان).
بهذه المناسبة الأليمة، اتصلت ”المساء” بصديق الشاعر الراحل، عزوز عقيل، عضو الأمانة الوطنية لاتحاد الكتاب الجزائريين، والمكلف بالنشاط الثقافي، الذي عبر عن حزنه العميق في وفاة صديقه المفاجئة، وكتب ”أيها الموت لماذا لم تتريث قليلا، ميلود عبد القادر لماذا أردت أن تستعجل الزمن وأنت الذي تبتسم في وجه كل مصيبة؟ لماذا خانتك الابتسامة هذا المساء وأنت الذي كنت لا تأبه بكل الصعوبات؟ لماذا اختار الموت ابتسامتك الرائعة؟ لماذا لم يتريث قليلا ونشرب مزيدا من كؤوس الشاي؟ لماذا أتي مستعجلا؟ لماذا باغتنا ونحن مازلنا نخطط لمشاريع قادمة لقصائد استعصى مجيئها منذ سنوات وأنت تلاطفني بقصيدة (الكذكذة)؟”، وكتب أيضا ”ألم يجد الموت كأسا أخرى غير هذه الكأس المريرة ليسقينا منها مرارة وألما؟ كنت منذ أيام أحن إلى لقاءات قادمة، وكان معرض الكتاب سيجمعنا بكل محبة وإخاء، كنت وكنت، ولكن ماذا عساها تفعل هذه الكنت؟”.
كتب أيضا ”لم أنس يوم هاتفتني لتشد من أزري وأنا تحت غبنة المرض اللعين، كنت تشد من أوراقي وتزرع في قلبي مزيدا من الأوكسجين، كنت أنت بحاجة إليه، كم تقاسمنا خبز المساء ونحن نبتسم غير آبهين بالذي يجري خلفنا، الحكايات التي جمعتني وإياك أكثر من شهر، كان يمكنها أن تملأ صفحات من التاريخ، تمر الآن أمامي كشريط مفعم بالذكريات الجميلة، كم تمنيت من مخبري أن يتصل بي ثانية ليقول، إنني أمزح أو حتى أكذب، كنت سأسامحه رغم رعونة الكذبة، لكنه لم يفعل ليظل هاجس الموت الذي ألفته ولم أعد آبه به، قلت قبل أن تغادرنا، إنني سأقبل الموت مبتسما، ولما جاءك تمنيت من الموت أن لا يأخذ الأحبة، كنت أقرب منه إليك، فهل يا تراه أخطأ عنوانه، ليزورك مباغتا معلنا عن بداية لجراح أخرى؟ لماذا لم تتريث أيها الموت قليلا لتتركنا نكمل ما تبقى من حياة الروح؟ لك الله أيها الموت ولك أخي مولود من المحبة ما يكفى، لك الرضوان والجنات الصالحات، نم مطمئنا لأنك مازال قلبك الذي خانك ينبض في قلوبنا محبات وملتقانا جنة الرضوان”.
ميلود عبد قادر، شاعر ورئيس اتحاد الكتاب الجزائريين، فرع وهران، صدرت له عدة دواوين، من بينها ديوان (عمر الغريب). وقدم في السنوات الأخيرة، عدة أدوار تلفزيونية ومسرحية، كما كان نشطا في الساحة الأدبية، من خلال تنظيمه للأشعار من فصيح وشعبي وكلمات الأغاني، وإشرافه على العديد من الملتقيات والفعاليات الأدبية، علاوة على مرافقته للمواهب الشابة في عالم الإبداع وتشجيعه لها. في المقابل، اختص الفقيد في مجال الأدب الشعبي وظفر بالعديد من الجوائز طيلة مسيرته الأدبية.
كان الشاعر ميلود عبد القادر، قد أدلى في تصريحه لصحيفة ”البديل”، بكتابته للشعر بأنواعه، مضيفا أنه ليس للشعر لغة معينة أو محددة، بل أنه ملزم بالارتباط بالصدق. أما عن تكليفه برئاسة فرع وهران للاتحاد الكتاب الجزائريين، فاعتبره الراحل واجبا وطنيا، مشيرا إلى أنه كمبدع جزائري، يحزنه أن يرى خلو مدينة وهران من هذا العملاق (اتحاد الكتاب الجزائريين) من الناحية الإدارية، أما الكتّاب فموجودون باختلاف اتجاهاتهم في غياب الفكرة، راجيا أن يتحد مبدعو وهران تحت لواء اتحاد واحد.