تخليد ذكرى الفقيد ”الشيخ عطاء الله”

تأسيس جدارية بالجلفة

تأسيس جدارية بالجلفة
الفقيد ”الشيخ عطاء الله
  • 1117

صورة الفنان الراحل أحمد بن بوزيد، المعروف في الوسط الفني بـ«الشيخ عطاء الله، لم تغب عن مخيلة محبيه وزملائه في الفن ولدى جمهوره الفني العريض، حيث اختارت السلطات المحلية لولاية الجلفة، في مبادرة جمعوية، استحضار ذكرى هذه القامة الفنية بمساعدة أصحاب الريشة، لرسم جدارية تخلد ملامح الرجل.

بلفتة مميزة ومشهد فني راق، تم استذكار الرجل مع اقتراب ذكرى وفاته للعام الثالث (2 نوفمبر 2016) برسم جدارية في حي سي الحواس بمدينة الجلفة، أبدعت فيها أنامل الفنان المحلي أحمد بوكشريدة ، وآخرون معه أرادوا من خلال مداعبة الريشة تشكيل ملامح فقيد الفن الجميل والمهذب، برسم وجه الشيخ عطاء الله الذي غاب بجسده ولم يمت بفنه، ولا يزال حاضرا ويشهد لمكانته الرفيعة أقرانه من الفنانين.

من خلال هذه اللوحة الفنية التي رسمت باحترافية، على خلفية جدار ارتفاعه 12 مترا، وبعرض 7 أمتار في مبنى عمارة سكنية من أمام شارع رئيسي بحي سي الحواس، خلد وجه الفنان البشوش الذي استطاع من خلال فنه الراقي وحبه للتراث الثقافي، أن يزرع البسمة ويصنع لنفسه اسما في عام الفن والثقافة.

شارك في تجسيد الجدارية، رسامون من الجيل الصاعد، أحبوا الرجل بفنه الراقي، جيل أحب ما كان ينكت به الفنان لزرع البسمة، وما قام به من تنشيط ثقافي في العديد من المناسبات والتظاهرات، أضفى عليها آنذاك وببراعة فنية، عبق الكوميديا الساخرة التي كان يمرر من خلالها رسائل فنية.

في تصريح لـ«واج، كشف الفنان بوكشريدة، عن أن عمله الفني الذي أنجز بفضل تشجيع تمويل ومساندة وتعاون الوالي توفيق ضيف، يدخل في إطار نشاط ناديه الذي يرأسه ويحمل اسم النادي الثقافي جزائر الشباب، كما أنه تم بالتعاون مع مؤسسة أشتاق للأعمال الثقافية.

أشار بوكشريدة إلى أن هذا العمل الذي تكاثفت فيه الجهود مع فنانين آخرين، قاسموا النجاح، وهم فاروق بن تشيش وعبد الرحمان وسليمان قيتمان يعتبر من أكبر الجداريات التي ترسم ملامح فنان جزائري غني عن التعريف.

يطمح سكان ولاية الجلفة الذين ثمنوا كثيرا هذه الالتفاتة الطيبة، التي رسمت شخصية ثقافية كبيرة وبامتياز، إلى تنظيم نشاطات ثقافية واستذكار الفقيد في أعمال فنية أخرى في ذكرى وفاته، تحفظ له مكانته الفنية، وهو الذي كان من أشد المتشبثين بثقافة وتراث المنطقة.  كان الشيخ عطاء الله ولا يزال بأعماله الخالدة، وجها فنيا صنع مشهدا ثقافيا قويا، استلهم نجاحه من واقعنا المعاش ومن تراث حافظ على حقيبته واستطاع أن يجمعه بما أوتي من قوة، إلى أن باغته الموت وخطف روحه وجسده بلا رجعة في نوفمبر 2016، إثر حادث مروري ودع فيه الحياة عن عمر ناهز الـ46 عاما.