تستعد عاصمة جرجرة لاحتضان فعاليان صالون التراث الثقافي غير المادي في طبعته الرابعة تحت عنوان «تاجمعت رمز القيم والعلاقات الاجتماعية في أوساط الشعوب»، ابتداء من بعد غد، وتتواصل إلى غاية 8 من نفس الشهر. وتأتي تكريما لكل من خديجة جامة ومحمد شامي لمساهمتهما في نقل التراث من جيل إلى آخر.

التظاهرة الثقافية التي تنظمها مديرية الثقافة لتيزي وزو، تفتتح بدار الثقافة مولود معمري يوم 6 أكتوبر الجاري، بتدشين معارض للكتب بمشاركة المركز الوطني للبحوث ما قبل التاريخ، الأنتروبولوجية والتاريخية، مركز البحث الأنتروبولوجي الاجتماعي والثقافي لوهران، المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لتيزي وزو، دور النشر كالدرج، نوميدي وغيرهما.

كما يتمحور موضوع المعرض حول التراث الثقافي اللامادي بمشاركة متاحف وطنية، مع عرض إطارات تختزل تنظيم الحياة الاجتماعية التقليدية وكذا مخطط عن الهندسة التقليدية وغيرها من الأشغال.

ويثرى المعرض بأغراض تقليدية التي تعبر عن نمط عيش القرويين في القديم، والتي قام بعض المواطنين بجمعها، سيتم عرضها ليطلع عليها زوار المعرض طيلة عمر التظاهرة، والتي تتوزع على أواني الطبخ، لباس تقليدي، برنوس، الفخار وغيرها من الأغراض التي يعتمد عليها السكان في حياتهم اليومية والتي ستبقى تذكر أجيالا بعد أجيال عن زمن جميل رغم مصاعب الحياة وقلة الإمكانيات.

ويتخلل برنامج الصالون جملة من المحاضرات يقدمها جامعيون من تيزي وزو وبجاية حول «تاجمعت، تاريخ تنظيم»، ومحاضرة أخرى «قيمة الكلمة بتاجمعت»، إضافة إلى إلقاء محاضرة أخرى حول «الأثر الاجتماعي الثقافي لتاجمعت على المجتمع القبائلي» ومحاضرة أخرى تحمل عنوان «تاجمعت في التنظيم العام للقرية في منطقة القبائل»، إلى جانب تنظيم ورشات للأطفال، ليسدل الستار على هذه الطبعة بحفل توزيع شهادات على المشاركين متبوعا بتنظيم زيارة لقرية حورة رفقة الجمعيات الثقافية وحضور كيفية تنظيم وعقد تاجمعت.

للإشارة، يأتي الصالون تكريما لقامتين ساهمتا في نقل التراث للأجيال القادمة ومنهما شامي محمد ابن قرية توريرت ميمون ببلدية أيث يني، الذي يعشق جمع الأغاني التقليدية الشاوية، الترقية، القبائلية وغيرها إذ أنه يحب الغناء البربري منذ صغره، واقتنى جهاز راديو ليتابع برامج القناة الثانية، وتوصل إلى جمع 1000 شريط كاسيط و500 قرص قديم، والثاني جامة خديجة ابنة جمعة صهاريج من مواليد 1964 بالمغرب تحصلت على شهادة ليسانس في علم الاجتماع الريفي والحضري عام 1987 بجامعة الجزائر وعلى شهادة ماجستر في علم الاجتماعي الثقافي 1993. تابعت دراستها بفرنسا، وعملت بالقناة الثانية لمدة 30 سنة قبل أن تتقاعد.