ساعات بعد رفضه استقبال نائب الرئيس الأمريكي
أردوغان يتراجع عن موقفه ويقبل بعقد قمة مع مايك بينس
- 985
لم يصمد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على موقفه الرافض لاستقبال نائب الرئيس الأمريكي، مايك بينس ووزير الخارجية مايك بومبيو سوى ساعات مما جعله في موقف حرج من تبعات هذا الموقف المتذبذب.
فما الذي جعل الرئيس التركي يتراجع بمثل هذه السرعة عن قراره الذي بدا من خلاله وأنه في موقع قوة حتى في وجه الولايات المتحدة التي طالبته بوقف ”فوري” لإطلاق النار في مدن شمال سوريا التي اجتاحها في سياق عملية ”نبع السلام” التي تدخل اليوم أسبوعها الثاني ضد أكراد سوريا؟
وهو سؤال يطرح بالنظر إلى اللهجة الحادة التي استعملها الرئيس، أردوغان وهو يؤكد رفضه استقبال الوفد الرئاسي الأمريكي وقال بلغة الواثق من نفسه ”سوف لن أستقبل سوى الرئيس ترامب في حال قام بزيارة إلى تركيا”.ويطرح السؤال أيضا خاصة وأن البيت الأبيض سبق وأنه أكد أن بينس سيحظى اليوم باستقبال رسمي من طرف الرئيس التركي قبل أن يفاجأ هذا الأخير الجميع بتصريحات حادة بأنه لن يتحادث مع نائب الرئيس الأمريكي ولا وزير الخارجية مايك بومبيو الذي سيكون ضمن الوفد الأمريكي بما يعني تطورات متسارعة عرفتها العلاقات الأمريكية ـ التركية في الساعات الأخيرة، جعلت الرئيس أردوغان يدلي بتلك التصريحات الساخنة.
والمؤكد أن هذا الموقف المفاجئ الذي ضرب كبرياء الدبلوماسية الأمريكية في الصميم دفع بالرئيس الأمريكي إلى تغيير لهجته وأرغم في النهاية الرئيس التركي على تغيير موقفه من النقيض إلى النقيض.
وهو ما عكسه اتهام مايك بومبيو بصريح العبارة وعشية لقاء اليوم، للرئيس أردوغان بمسؤولية مباشرة في حالة عدم الاستقرار الحاصلة في المنطقة ضمن مؤشرات قد تجعل السلطات التركية ترضخ للضغوط الدولية وتعلن عن قرار لوقف عمليتها العسكرية في سوريا. وشكل قرار الرئيس التركي برفضه استقبال نائب الرئيس الأمريكي ضربة قوية لصورة الإدارة الأمريكية وهو ما جعلها تصر على إتمام زيارة بينس إلى تركيا حتى وإن لم يحظ باستقبال من الرئيس التركي ضمن تطورات حكمت على هذه الزيارة صباحا بالفشل المسبق قبل أن تتغير كل المعطيات مساء إلى نقيض ذلك بعد تراجع الرئيس التركي عن موقفه. ولا يستبعد أن تكون العقوبات التي سلطتها الإدارة الأمريكية على الاقتصاد التركي أول أمس، ومست أيضا الأرصدة المالية لوزراء الدفاع والداخلية والمالية الأتراك ذريعة استغلها الرئيس التركي لإعلان موقفه الرافض لاستقبال نائب الرئيس الأمريكي لمعرفة درجة الإصرار لدى الرئيس الأمريكي في تنفيذ وعيده أول أمس، بـ«تحطيم الاقتصاد التركي”، مستغلا في ذلك أيضا ورقة الوضع العسكري التي فرضها باحتلاله لأراضي شاسعة داخل العمق السوري.
ويبدو أن الرئيس أردوغان أخطأ تقدير الموقف في ظل محاولة الرئيس ترامب إصلاح أخطائه تجاه الأكراد وخاصة بعد أن استغل أعضاء الحزب الديمقراطي هذه التطورات وسوء التقدير الاستراتيجي لقرار الرئيس ترامب في حملتهم ضد هذا الأخير تحسبا لانتخابات الرئاسة الأمريكية العام القادم. فهل سينصاع الرئيس التركي لمختلف النداءات الدولية لوقف هجمات قوات بلاده على مدن شمال سوريا وحتى التفاوض مع الأكراد المستهدفين من وراء هذه الهجمات، واضعا قضية وضع أسحلتهم وانسحابهم من على طول الحدود التركية كشرط مسبق لإنهاء عملية ”نبع السلام”.
وتحركت الدبلوماسية الروسية مستغلة سوء الفهم الذي ضرب العلاقات التركية ـ الأمريكية لإلقاء ثقلها الدبلوماسي بعد أن وجه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، دعوة للرئيس التركي لزيارة موسكو ضمن عملية استقطاب جديدة وأيضا لتفادي خلط أوراق روسيا التي تسعى لأن تكون شريكا مقبولا من جانب دمشق، كما من جانب أنقرة. وهي زيارة لم يبد الرئيس التركي اعتراضه عليها وقال إنها ستتم بكل تأكيد” من دون أن يحدد تاريخها وكان ذلك قبل قراره الرافض لاستقبال نائب الرئيس الأمريكي.