سفير الجزائر بالأمم المتحدة:

النزاع في الصحراء الغربية مسألة تصفية استعمار

النزاع في الصحراء الغربية  مسألة تصفية استعمار
سفيان ميموني، سفير الجزائر بالأمم المتحدة
  • 1193
و. ا و. ا

أكد سفير الجزائر بالأمم المتحدة، سفيان ميموني بنيويورك أن النزاع في الصحراء الغربية يعد "مسألة تصفية استعمار غير مكتملة"، مؤكدا على حق شعب هذا الإقليم المحتل الثابت في تقرير المصير.

وأوضح ممثل الجزائر أمام اللجنة الرابعة الأممية المكلفة بتصفية الاستعمار أنه "لا مجال للشك في طبيعة هذا النزاع الذي يظل مسألة تصفية استعمار غير مكتملة". كما ذكر بأن "الأمم المتحدة على غرار الاتحاد الإفريقي تعتبر بأن الحل الوحيد العادل والدائم لهذا النزاع هو ذلك الذي يسمح للشعب الصحراوي بممارسة حقه بحرية في تقرير المصير طبقا للائحة 1514".

وأضاف أن المطلعين على هذا الملف يتذكرون بأن الجمعية العامة الأممية كانت قد اعترفت منذ 1966 بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وأكدت منذ ذلك الوقت على حقه الثابت في تقرير مصيره والاستقلال طبقا للائحة 1514".

كما أشار السفير إلى أن دراسة هذه المسألة تندرج بوضوح في إطار اختصاصات اللجنة الأممية الرابعة المكلفة بتصفية الاستعمار، كما أكد عليه الأمين العام الأممي في تقريره الأخير حول الصحراء الغربية.

وأضاف السيد ميموني أن جهود الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن من أجل استكمال مسار تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية "تحظى بدعم الجزائر"، مشيدا بالمبعوث الشخصي السابق هورست كوهلر الذي نجح في إعطاء ديناميكية جديدة للمسار السياسي.

ولدى تطرقه للمأزق الحاصل في هذا المسار منذ عدة سنوات، أكد سفير الجزائر أنه "أصبح يشكل مخاطر كبيرة على السلام والاستقرار في المنطقة".

وأوضح أن الجزائر كملاحظ موضوعي وحريص على السلام والاستقرار في المنطقة "جد منشغلة" لغياب التقدم في المسار السياسي بما يتطلب "مزيدا من الجهود وحتى وثبة من أجل إحداث قطيعة مع الجمود الحالي للمسار وبعث شروط تسوية مستديمة تؤدي إلى تقرير مصير شعب الصحراء الغربية".

وقال "إن بلادي تعرب في هذا الصدد عن أملها في أن تؤدي جهود الأمين العام الأممي ومبعوثه الشخصي القادم إلى ديناميكية فعلية لمسار تسوية هذا النزاع وأن يلتزم الجانبان بنية صادقة وبدون شروط مسبقة في مفاوضات بغية التوصل إلى حل سياسي مقبول من الجانبين طبقا للشرعية الدولية".

كما أكد ميموني أن الجزائر تنوه بدعوة الأمين العام الأممي الذي "حث أعضاء مجلس الأمن وأصدقاء الصحراء الغربية والفاعلين الآخرين المعنيين بتشجيع المغرب وجبهة البوليزاريو على مواصلة المساهمة في المسار بنية صادقة وبدون شروط مسبقة".

وأشار الدبلوماسي الجزائري في هذا السياق إلى أن "الحوار المباشر الذي هو مصدر ثقة وأمل... يبقى في الحقيقة الوسيلة الأكثر فعالية لإقامة سلام دائم". وأضاف أن الجزائر بصفتها ملاحظا رسميا في مسار السلام، ستواصل كما فعلت دوما في الماضي تقديم مساهمتها من أجل تسوية عادلة ودائمة لنزاع الصحراء الغربية، مؤكدا أنها "لن تدخر أي جهد حتى ترافق بتمنياتها وتشجيعاتها للأشقاء المغربيين والصحراويين من أجل أن يغلبا معا منطق السلم والوفاق على التوتر وعدم الاستقرار".

كما تطرق السفير في مداخلته إلى العشرية الدولية الثالثة للقضاء على الاستعمار التي كانت ستسهم بطبيعة الحال في بعث حركة انعتاق الشعوب، متسائلا عن نتائجها وإسهامها في القيمة المضافة الكلية لتصفية الاستعمار.

كما تساءل أنه إذا كان بإمكان الأمم المتحدة التنويه بالنتائج المحققة غداة السنوات الستين، فإنه يبقي أن العشريات الثلاث الأخيرة المكرسة للقضاء على الاستعمار لم تسمح بتحقيق الوعود والالتزامات التي قطعت.

وأضاف ميموني أنه "حقيقة أن بعض الشعوب قد تمكنت خلال الحقبة الأخيرة من الاستفادة من دعم لجنتنا للحصول على سيادتها التامة، إلا أن البعض منها بالمقابل لا زالت تنتظر من المجتمع الدولي أن يتحمّل مسؤولياته تجاهها وأن يقدم لها الدعم الحاسم لكي يمكنها من ممارسة حقها المقدس في تقرير المصير". ليختم بالقول "إن خير مثال على ذلك قضية شعب الصحراء الغربية الذي لازال ينتظر الفرصة لممارسة حقه في تقرير المصير".