للزراعة بالوسط الواحاتي

ضرورة ابتكار نموذج لتثمين النجاعة الإنتاجية والاقتصادية

ضرورة ابتكار نموذج لتثمين النجاعة الإنتاجية والاقتصادية
  • 567

دعا مشاركون في ورشة علمية تطبيقية اختُتمت أشغالها مؤخرا بالمقاطعة الإدارية تيميمون (220 كلم شمال أدرار)، إلى ابتكار نموذج متكامل يضمن تثمين النجاعة الإنتاجية والاقتصادية للزراعة بالوسط الواحاتي.

وخلال هذا اللقاء الذي نُظم بالمحيط الفلاحي "بادريان" بنفس الجماعة المحلية وعرف مشاركة خبراء في مجالات الزراعة والبيئة والتنمية المستدامة، تم استعراض مجمل المعارف والتقنيات التي يمكن اتباعها في إنجاح النشاط الزراعي بالوسط الواحاتي عن طريق الفلاحة المدمجة؛ بما يضمن تنويع الإنتاج النباتي والحيواني لتحقيق الجودة والمردودية واقتصاد الماء والطاقة والعقار الفلاحي والتكيف مع تحدي التغيرات المناخية.

وفي هذا الجانب، تم التطرق للتجربة الزراعية النموذجية التي جسدها المهندس والخبير الزراعي والبيئي الدكتور بوشنتوف محمد على مساحة 1000 متر مربع بالمحيط الفلاحي "بادريان"، بإقليم نفس الجماعة المحلية.

وتهدف هذه التجربة إلى توفير نموذج زراعي مستديم يكون بمثابة فضاء تكويني وبيداغوجي وإرشادي أمام الفلاحين، للعمل على تعميمه فيما بعد على المستوى الوطني والإفريقي، حسبما أوضح منسق هذا اللقاء العلمي محمد بوشنتوف.

ويعتمد هذا النموذج على تمكين الفلاحين من إقامة وتنويع العديد من الأنشطة الفلاحية في مساحة قد لا تتعدى الهكتار الواحد؛ من خلال اعتماد تقنيات تقلل من كميات المياه المستعملة في السقي عن طريق الحفاظ على رطوبة الفضاءات المزروعة التي تتوسط النخيل والأشجار المثمرة، إلى جانب الاعتماد على استغلال الطاقات المتجددة في استخراج المياه والسقي.

ويتيح هذا النموذج المزج بين زراعة النباتات المعمرة من نخيل وأشجار مثمرة وكذا زراعة مختلف أنواع الخضروات التي تم إنتاجها في دورتين خلال موسم فلاحي واحد داخل هذه الواحة، إلى جانب تربية المائيات والحيوانات لإنتاج اللحوم الحمراء والبيضاء والحليب والبيض، وهو ما يضمن توفير مصادر الغذاء النباتية والحيوانية معا.

وستمكن هذه الطريقة النموذجية في تسيير الفضاءات الزراعية، من تحويلها إلى مؤسسة مقاولاتية تعتمد على التسيير الذاتي؛ بالانتقال من مرحلة الاستصلاح والاستثمار إلى الإنتاج والتسويق، وبالتالي تحقيق النجاعة الاقتصادية المرجوة منها، للمساهمة في التنمية المحلية المستديمة بأبعادها الإيكولوجية والبيئة والسياحية، حسبما أشير إليه.

ويُتوخى من إقامة هذا النموذج الزراعي المستديم تثمين البذور المحلية وتحسينها؛ باعتبارها تراثا نباتيا، شكل إلى حد كبير، رهانا حقيقيا في ضمان الأمن الغذائي بهذه المنطقة خلال الحقب الزمنية القديمة.

للإشارة، نُظم هذا اللقاء العلمي بالتعاون مع كل من وكالة البحث في البيوتكنولوجيا والعلوم الزراعية والغذائية بجامعة قسنطينة، ومحافظة تنمية الفلاحة الصحراوية (ورقلة)، والمعهد التقني للفلاحة الصحراوية (بسكرة)، ومخبر تطوير البحث في النباتات (وهران) إلى جانب خبراء أجانب. 

ويهدف اللقاء إلى حث الهيئات الوصية على مرافقة هذا النموذج الزراعي الواحاتي؛ من خلال التسوية الإدارية للأراضي الفلاحية للمستثمرين الراغبين في اعتماد هذا النموذج، بما يسمح بتعميمه على أوسع نطاق ممكن بالمنطقة، حسب المنظمين.