تنطلق في الأيام القليلة المقبلة عملية ربط عدد من أحواش الدائرة الإدارية للرويبة، بالكهرباء والغاز، لإنهاء معاناة سكان هذه المناطق، الذين يطالبون منذ سنوات، بتوفير الإطار المعيشي المناسب، خاصة ما تعلق بمختلف الشبكات، وعلى رأسها الغاز، الذي يزيد عليه الطلب في فصل الشتاء الذي هو على الأبواب.

يأتي تجسيد هذا المشروع في إطار الوعود التي قدمها الوالي المنتدب للمقاطعة خلال زيارته لهذه المناطق، الذي وعد بربط الأحواش والتجمعات السكانية الجديدة بالغاز والكهرباء، وبالاستجابة لانشغالات السكان التي ظلت عالقة عدة سنوات، خاصة بعض الأحواش التي لازالت تفتقد لأبسط الضروريات.

وتم في هذا الصدد، حسبما أعلنت عنه مصالح الدائرة الإدارية للرويبة، إعداد وإبرام صفقات على عاتق ميزانية الولاية. وسيتم تسليم الرخص القانونية لمؤسسة سونلغاز لمباشرة الأشغال بعدة أحياء وأحواش، ويتعلق الأمر بحي محمد برانسي وبن دالي باي ببلدية الرويبة. كما تشمل العملية أحياء سعيد غربي وجعفري (بن مرزوقة) وحوش لورانس ببلدية الرغاية. أما ببلدية هراوة فتشمل أشغال الربط بالكهرباء والغاز، حي برايدية وحي عين الكحلة.

ورغم تطمينات المصالح بأن العملية مستمرة لتشمل جميع الأحواش والتجمعات السكنية بالمقاطعة، إلا أن سكان باقي الأحواش بالبلديات الثلاث للمقاطعة، عبّروا عن تذمرهم لعدم إدراجهم ضمن الأحياء التي ستنطلق بها العملية بالنظر إلى معاناة هؤلاء التي طالت عدة سنوات. ومن بين هؤلاء سكان حوش علي خوجة بالرغاية، الذين أكدوا مراسلة الوالي المنتدب عدة مرات، كما كانت لهم مقابلة معه، تم خلالها التطرق لوضعية هذا الحوش، غير أنه لم يتم إلى حد الآن اتخاذ أي إجراء لفائدة السكان، الذين جددوا طلبهم للنظر في ملف منطقتهم وعدم تهميشها، وتجسيد الوعود التي سبق لمختلف المسؤولين المحليين أن أطلقوها.

ومن جهتهم، انتقد سكان حوش بورعدة عيسى بالرغاية، تجاهل السلطات المحلية وضعيتهم، مشيرين إلى أن منطقتهم لم تحظ حتى بزيارة المسؤولين على المقاطعة الإدارية التي ينتمون إليها لمعرفة احتياجاتهم، مشيرين إلى أنهم ينفقون من أموالهم الخاصة لتهيئة الحي، خاصة ترميم قنوات الصرف الصحي، التي تحولت إلى هاجس حقيقي بالنسبة لهم؛ كون المياه القذرة تدخل إلى مساكنهم، معتبرين أن بعض الأحواش لها الأولوية في إدراج بعض المشاريع.

وعلى صعيد آخر، ثمّن سكان الأحواش ربط المنازل بالكهرباء والغاز، وطالبوا بإنجاز مشاريع أخرى تتعلق ببناء ملاعب صغيرة في كل حوش؛ كونها المتنفس للكثير من الأطفال والشباب، ووقاية لهم من الآفات الاجتماعية.

ومن جهته، أكد الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية للرويبة، أن جميع أحواش المقاطعة ستستفيد من أشغال التهيئة والربط بمختلف الشبكات، وهي مياه الشرب والصرف الصحي والغاز والكهرباء، وذلك على مستوى بلديات الرويبة وهراوة والرغاية، التي يعيش سكانها ظروفا قاسية لغياب أغلب الضروريات والإطار المعيشي المناسب لها رغم أن أغلب قاطنيها من السكان الأصليّين.