بعد تحفظ البوليزاريو على اللائحة الأممية 2494
السفير الصحراوي: سنعيد النظر في تعاطينا مع الأمم المتحدة
- 1050
ينتظر أن يكون المؤتمر الـ15 لجبهة البوليزاريو يومي 16 و23 ديسمبر القادم بمخيمات اللاجئين مناسبة حاسمة لتحديد الموقف الصحراوي من اللائحة 2494 التي أصدرها مجلس الأمن الدولي نهاية الأسبوع الماضي، واعتبرها مسؤولون صحراويون محاولة للالتفاف حول مبدأ حق تقرير مصير الشعب الصحراوي.
وكشف السفير الصحراوي بالجزائر، عبد القادر طالب عمر عن موعد عقد مؤتمر البوليزاريو خلال وقفة تضامنية نظمتها أمس، منظمة أبناء الشهداء بمناسبة ذكرى اندلاع ثورة أول نوفمبر وعيد الشبيبة الإفريقية بالجزائر العاصمة، حضر فعالياتها وفد صحراوي من أبناء الشهداء وعدد من ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر منهم سفراء كل من جنوبا إفريقيا وكينيا والموزنبيق وناميبيا وزيمبابوي.
وقال السفير الصحراوي إن جبهة البوليزاريو "ستتخذ خلال مؤتمرها القادم موقفا حازما وبالجدية المطلوبة لتصحيح الأمور وإرجاعها إلى نصابها الحقيقي ورفض عملية الانحراف" الناجمة عن مضمون اللائحة الأممية الأخيرة.
وشدد الدبلوماسي الصحراوي على أهمية هذا المؤتمر كونه يأتي في ظرف خاص تمر به القضية الصحراوية، وسيكون لأجل ذلك مناسبة لتقييم استراتجية الكفاح المنتجهة إلى حد الآن ووضع الخيارات والبدائل الكفيلة بتجاوز هذه الصعاب والدفع بالقضية الصحراوية عموما إلى الأمام"، بما يضمن لشعب الصحراء الغربية حقه في تقرير مصيره.
ولم يخف السفير الصحراوي أسفه لمضمون اللائحة التي قال إنها خيبت آمال الصحراويين في المخيمات كما في المدن المحتلة، داعيا أعضاء مجلس الأمن والمجموعة الدولية لتحمل مسؤولياتهم وأخذ رسالة جبهة البوليزاريو بعين الاعتبار في مراجعة طريقة تعاملها مع الأمم المتحدة بالجدية اللازمة.
وقال طالب عمر إن الطرف الصحراوي منح فرصا وقدم تنازلات إلا أن مجلس الأمن الدولي وبعد 28 سنة من بدء مسار إنهاء الاحتلال المغربي، بقي يدور في حلقة مفرغة، بينما صعد المغرب بدعم من فرنسا انتهاكاته لخطة سلام وضعت من أجل وقف إطلاق النار مقابل تنظيم استفتاء تقرير المصير في نفس الوقت الذي التزمت فيه المجموعة الدولية صمتا مطبقا ولم تحرك ساكنا لحمله على الانصياع إلى الشرعية الدولية.
وجدد الوزير الأول الصحراوي السابق التأكيد على أن جبهة البوليزاريو لن تقبل بمحاولات فرض الأمر الواقع، وهو ما دفعها إلى إصدار بيان مباشرة بعد المصادقة على اللائحة الأخيرة، أكدت فيه أنها لن تتوانى لحظة عن إعادة النظر في طريقة تعاملها مع الأمم المتحدة.
وذهب إلى حد القول إن البحث عن حل سلمي مطابق للشرعية الدولية والتفاوض لم يعد موجودا في ظل هذا التعنت والتماطل في تسوية آخر قضية تصفية استعمار في إفريقيا.
وقال إن "الأمم المتحدة مطالبة في مثل هذه الظروف بأن تعتبر ما يقوم به المغرب خرقا وتراجعا ونسفا لمجهودات السلام، وبالتالي فهي مطالبة بتصحيح هذا الوضع من خلال الإسراع بتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره".
وهو ما جعله يطالب الاتحاد الإفريقي ببذل مزيد من الجهود من منطلق أنه شريك للأمم المتحدة في إيجاد حل سلمي لقضية النزاع في الصحراء الغربية، في الوقت الذي وصف فيه الموقف الروسي الذي تحفظ على مضمون اللائحة الأممية بالمشرف كونه سجل بأنها تشكل انحرافا عن المبادئ المتبناة في حل النزاع وخاصة ما يتعلق بحق الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها إلى جانب الموقف الصيني والجنوب إفريقي.
وكان الرئيس الصحراوي، إبراهيم غالي استعرض رفقة أعضاء مكتب الأمانة الوطنية لجبهة البوليزاريو، مضمون قرار مجلس الأمن 2494 القاضي بتمديد عهدة بعثة الأمم المتحدة المكلفة بتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو" إلى غاية نهاية شهر أكتوبر من العام القادم.
كما تم خلال هذا الاجتماع استعراض الاستعدادات الجارية لتنظيم المؤتمر الخامس عشر لجبهة البوليزاريو وتطورات الأوضاع الميدانية بالأرض المحتلة وكذا أوضاع المعتقلين السياسيين في مختلف سجون الاحتلال المغربي.
ويعقد المؤتمر الخامس عشر لجبهة البوليزاريو باسم الدبلوماسي الصحراوي الراحل بخاري أحمد تحت شعار "كفاح، صمود وتضحية لاستكمال سيادة الدولة الصحراوية".
دعوة إلى الإسراع في تنظيم استفتاء تقرير المصير
وقد دعا متضامنون جزائريون وممثلون عن المجتمع المدني وصحراويون، أمس الأحد بالجزائر، إلى الإسراع في تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية من خلال تفعيل آلية بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) لتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال تطبيقا للمواثيق الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة.
وأكد ممثل وفد أبناء الشهداء الصحراويين، أيضا على جاهزية الشعب الصحراوي اليوم وقبل أي وقت مضى للدفاع عن حقوقه المشروعة بكل السبل والوسائل المتاحة إلى غاية تحقيق أهدافه الوطنية من تحرير كامل لترابه الوطني والعيش بكرامة كباقي شعوب المعمورة.
وبدوره، طالب رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية لمساندة الشعب الصحراوي، السعيد العياشي، بضرورة تطبيق القانون الدولي الذي يوصي في ميثاقه على تنظيم استفتاء تقرير المصير لكل الشعوب المستعمرة، وهو المطلب الذي ما فتئت الجزائر ترافع من أجله لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية في أقرب الآجال لـ«تمكين شعبها من أن يقول كلمته ويبني دولة حديثة قائمة على الحرية والمساواة".
من جهته، أكد سفير دولة الزيمبابوي في الجزائر، السيد فوزا نتونغا، دعم بلاده لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية لتمكين الشعب الصحراوي من حقه في الاستقلال والحرية، وهو ما ينادي به الشعب والقادة الصحراويون.
وقال سفير زيمبابوي، إن قرار مجلس الأمن الأخير رقم 2494 القاضي بتمديد عهدة بعثة الأمم المتحدة المكلفة بتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) لعام آخر، "كان مخيبا لآمال الشعب الصحراوي، والذي يتعارض مع المهمة الأساسية التي انيطت للبعثة الأممية وهي تنظيم استفتاء تقرير المصير".