رغم التنازلات التي قدمها
الجيش البوليفي يرغم الرئيس موراليس على الاستقالة
- 663
تسارعت الأحداث في بوليفيا بشكل لافت ليلة الأحد الى الاثنين، أرغم خلالها الرئيس ايفو موراليس، على تقديم استقالته في سياق اشتداد الخناق الشعبي من حوله لدفعه الى الرحيل، ساعات فقط بعد قراره بإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية ليوم 20 أكتوبر الماضي، محل الجدل وقبوله تنظيم انتخابات جديدة.
واقتنع الرئيس موراليس، بضرورة إعلان تنحيه من منصبه بعد سحب قيادة الجيش ثقتها منه والتي عكستها دعوة وزير الدفاع الجنرال ويليامس كاليمان، الذي حثه على الانسحاب ” خدمة لمصلحة بوليفيا”. وقال قائد القوات المسلحة إنه بعد تحليل الصراع الداخلي نطلب من رئيس الدولة، التخلي عن ولايته الرئاسية بما يسمح باستعادة السّلم واستمرار الاستقرار من أجل صالح بوليفيا.
وفهم الرئيس البوليفي، رسالة قيادة الجيش واقتنع أنه لا يوجد أي مخرج للأزمة التي تعصف ببلاده منذ ثلاثة أسابيع، سوى إعلان استقالته بعد أن وجد نفسه وحيدا في مواجهة الجميع، وخاصة بعد قرار عدد من وزراء حكومته ونواب البرلمان تقديم استقالاتهم بعد تعرضهم للضرب من طرف المحتجين.
ولم يتمكن الرئيس ايفو موراليس، الصمود في وجه الاحتجاجات الشعبية الرافضة لنتائج انتخابات العشرين من الشهر الماضي، والتي أكدت فوزه بعهدة رئاسية جديدة سارعت المعارضة اليمينية الطعن في نتائجها متهمة المحكمة العليا بتزوير نتائج عمليات الفرز وتضخيمها لصالح الرئيس البوليفي المستقيل، مما أدى الى اندلاع مظاهرات شعبية في مختلف مدن البلاد مطالبة بإلغائها قبل أن تتطور إلى مطالب منادية باستقالة الرئيس المتنحي.
وقال الرئيس موراليس، الذي تولى مقاليد بوليفيا سنة 2006، في قرار استقالته إنني أعلن انسحابي من منصبي كرئيس للبلاد خرج على إثرها آلاف السكان في العاصمة لاباز، في مسيرات للتعبير عن فرحتهم بقرار الرحيل، واعتبروه نتيجة مباشرة للمظاهرات التي دأبوا على تنظيمها لأكثر من ثلاثة أسابيع لدفعه الى مغادرة منصبه، خلفت مقتل ثلاثة متظاهرين وأكثر من 300 جريح.
وقال موراليس، راعي حيوان اللاما الذي أصبح أول رئيس للبلاد وهو يعلن عن استقالته، إن ما تعرض له إنما جاء لكونه ابن البلد الأصلي وليس منحدرا من أصول أجنبية، ولكونه نقابيا يدافع عن الحقوق الاجتماعية للعمال المهضومة حقوقهم.
وفي أولى ردود الفعل عبّر رؤوسا دول فنزويلا، نيكولاس مداورو وكوبا، ميغال دياز كانيل والأرجنتين، البيرتو فرنانديز، عن إدانتهم للتطورات التي عرفتها بوليفيا ودفعت برئيسها إلى تقديم استقالته. كما استنكرت الرئاسة الروسية الضغوط التي مورست على الرئيس موراليس، متهمة أحزاب المعارضة في هذا البلد بإثارة المظاهرات وأعمال العنف ضمن خطة للانقلاب ضد سلطة رئيس شرعي.
وهو الموقف الذي تبنّته وزارة الخارجية الاسبانية في بيان أصدرته أمس، وندّدت من خلاله بتدخل قيادة الجيش والشرطة وإلحاحها على الرئيس موراليس، والضغط عليه من أجل تقديم استقالته ضمن سيناريو أكدت أنه ولى مع أنظمة عسكرية حكمت أمريكا اللاتينية خلال العقود الماضية.
ودعت مدريد كل الفاعلين في المشهد السياسي البوليفي إلى تجنب اللجوء إلى القوة، وضمان الأمن لكل البوليفيين بما فيهم الرئيس المستقيل موراليس.. وجاء موقف السلطات الاسبانية في سياق رواج أخبار حول صدور مذكرة لاعتقال الرئيس موراليس، وإحالته على العدالة بنية سجنه.