مسيرات الحراك الشعبي في جمعته الـ 39

تجديد رفض الانتخابات والمطالبة بتغيير النظام

تجديد رفض الانتخابات والمطالبة بتغيير النظام
  • 482
م. أجاوت / المراسلون م. أجاوت / المراسلون

خرج العاصميون ومواطنو باقي ولايات الوطن أمس الجمعة، في مسيرات سلمية جدّد خلالها المتظاهرون في إطار الجمعة الـ39 من عمر الحراك الشعبي منذ انطلاق أولى مسيراته يوم 22 فيفري المنصرم، الموعد مع المسيرات الشعبية، حيث خرجوا بمختلف مدن وشوارع الجزائر الوسطى وضواحيها، مرددين شعارات رافضة للانتخابات الرئاسية القادمة، ومطالبين بإرساء دولة يكون الشعب فيها مصدر السلطة.

ولم تمنع الأمطار التي تهاطلت بغزارة على الجزائر الوسطى وما جاورها، ولا برودة الطقس المتظاهرين من مختلف الأعمار والجنسين من الخروج والالتحاق بالحراك، حيث شرعوا في التجمع بساحة "أودان" وبالقرب من حديقة الساعة الزهرية منذ صبيحة أمس، ليسيروا بشكل مباشرة بعد صلاة الجمعة، في مختلف الشوارع الرئيسية بالعاصمة، على غرار العربي بن مهيدي وباستور وديديوش مراد، حسيبة بن بوعلي، تحت تعزيزات أمنية مشددة وقوات مكافحة الشغب التي حافظت على سلمية مسيرات الحراك حيث لم تسجل أي تجاوزات.

وقامت مصالح الأمن كالعادة، بتطويق مبنى البريد المركزي وساحة وساحة "أودان"، إلى جانب غلق نفق الجامعة المركزية والنفق الأرضي الرابط بين شارع عميروش وحسيبة بن بوعلي، وهذا تفاديا لخروج المسيرات عن نطاقها السلمي، وتفويت الفرصة على الدخلاء والمتربصين الذين يحاولون استغلال هذا الحراك، في مساعي وأغراض شخصية ضيقة لضرب أمن واستقرار البلد.

ورفع المشاركون في هذه المسيرات، لافتات تدعو الى ضرورة التغيير السياسي الشامل، وإسقاط جميع رموز النظام السابق، قبل الشروع في تنظيم انتخابات رئاسية لاختيار رئيس جديد للبلاد، داعين إلى ضرورة تطهير سياسي شامل للحياة السياسية، وفتح صفحة جديدة عبر استحقاقات رئاسية شفافة ونزيهة، تسمح للبلد من الخروج من هذه الأزمة التي دامت 9 أشهر.كما انتقد الكثير من المواطنين المشاركين في هذه المسيرات مصادقة البرلمان على قانون المحروقات، مؤكدين أنه سابق لأوانه، مبررين رفضهم له بكون مضمونه لا يخدم المصلحة الوطنية، وذكروا أن الأولوية حاليا تتطلب حلولا سياسيا للخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد قبل أي شيء آخر.

ومن جهة أخرى ذكّر المتظاهرون بأنهم ليسوا ضد فكرة تنظيم انتخابات رئاسية التي تبقى ـ حسبهم ـ المخرج السياسي الوحيد لإنهاء الأزمة وإعادة بناء دولة ديمقراطية أساسها العدالة الاجتماعية، موضحين أنهم يرفضون المترشحين لهذه الانتخابات والهيئة المشرفة لها، لكونهم يمثلون النظام السياسي السابق، مطالبين بشخصيات تنبثق من رحم الشعب ـ على حد تعبيرهم ـ.

جدد سكان ولاية تيزي وزو في مسيرة أمس، مطلب رحيل بقايا رموز النظام القديم، لبناء مستقبل مشرق للبلاد يضمن الحقوق والحريات لكل الشعب، حيث انطلقت المسيرة من جامعة مولود معمري وسار المتظاهرون نحو الشوارع الرئيسية حاملين شعارات مطالبة بتأجيل الانتخابات، موضحين أنهم ليسوا ضدها لكن الظروف الراهنة ليست مواتية لضمان الانتقال الذي يحقق أمال وأحلام المواطنين.

كما نظم سكان بجاية، أمس الجمعة، مسيرة سلمية حاشدة جابت مختلف أحياء المدينة مطالبة بالتغيير الجذري للنظام والاستجابة للإرادة الشعبية انطلقت من دار الثقافة مرور بعدة أحياء، حيث تم رفع العديد من الشعارات المطالبة برحيل كل رموز النظام السابق، الإفراج عن المعتقلين بسبب رفعهم للراية الأمازيغية، ورفض الانتخابات الرئاسية بسبب عدم توفر الظروف اللازمة.

وفي قسنطينة ردد المتظاهرون في جمعة 39 من الحراك الشعبي شعارات ضد رموز النظام السابق وطالبوا بإطلاق صراح المعتقلين، مجددين مطلبهم بتطبيق المادتين 7 و8، من الدستور التي تخول السلطة للشعب، ورفضوا انتخابات رئاسية في ظل الظروف التي تعيشها البلاد، وأكدوا على عدم تضيع أمانة الشهداء ورفعوا صورا لشهداء الثورة على غرار زيغوت يوسف وديدوش مراد.

كما خرج العشرات من سكان تيارت مساء أمس في المسيرة 39 رغم برودة الطقس والأمطار رافعين لافتات مكتوب عليها "الوطن والثوابت خط أحمر" ، ودعما للجيش الوطني، فيما كتبت لافتات أخرى تطالب بضرورة رحيل ما تبقى من رموز النظام السابق لإجراء الانتخابات الرئاسية.وقد جابت المسيرة العديد من شوارع المدينة قبل التجمع بساحة الشهداء حيث تميزت بحضور أقوى مقارنة بالأسابيع الماضية مرددين "الجزائر واحدة موحدة".