حي "علي صادق 3" ببرج الكيفان
نموذج الإهمال والتعدي على المحيط العام
- 1577
كان حيا مرشحا لأن يكون أجمل الأحياء السكنية، وقد بادر بعض السكان، كل حسب حسه البيئي والجمالي، بغرس أشجار على حسابهم الخاص ببعض ممراته أعطت نتائجها، غير أن الأيام أثبتت أن هذا الحس الحضري يفتقده أغلبية السكان، فأصبح القبح ميزة الحي بدل الجمال، كما أنجر عن هذه التصرفات غير المسؤولة جملة من المشاكل، تكاد تحول العيش في هذا الحي تدريجيا، إلى جحيم ذلك، أن "المال" إذا دخل حيا "أفسده".
الحي التابع رسميا إلى بلدية برج الكيفان والمحاذي للطريق الوطني رقم 5 بين باب الزوار والحميز، يبدو عند العام والخاص، أنه تابع لبلدية الدار البيضاء التي يحده عنها الطريق الوطني رقم 5.. هذا "الموقع المشكلة" حرم الحي من جميع الخدمات، إلا من جمع النفايات المنزلية، فمصالح البلدية غائبة تاركة الحي لمصيره، فامتدت البنايات إلى الأرصفة، وأكلتها شيئا فشيئا على مدار السنين القليلة الماضية، وتشوه العمران الذي لم يحترم فيه أصحابه المخطط الذي يفرض طابقا أرضيا وطابقين علويين (R+2)، فتعالت البنايات حاجبة، الشمس عن الجيران وشوهت جمال الحي.
مشاكل الحي تعود إلى غياب المصالح الساهرة على حماية الملك العام والمحيط العمراني، فاهتز الطريق ودكت الشاحنات المقطورة ونصف المقطورة لثقلها، الذي وضع على عجل فوق طبقة رقيقة من الردم، ويكاد هذا الدك يخرب قنوات الصرف الصحي، به قناتي ماء الشرب وغاز المدينة.
فالحديث عن المرافق الخدماتية حديث ذو شجون، لأنها غائبة رغم أن الحي الموجود في أطراف حدود البلدية، لا تربطه أية وسيلة نقل إلى مقرها، فما أمام صاحب مصلحة إلا تغيير وسائل النقل مرتين للوصول إليها، أو يقع فريسة سيارات "كلانديستان".
المفارقة أن حي علي صادق "3"، الذي يحد البلدية من غربها، ألحقت معاملاته مع "سونلغاز" مثلا، بوكالة حي درقانة التي تحد شرقها، وحتى مركز الانتخاب التابع له سكان الحي، يضطرك إلى التنقل إلى باب الزوار، ثم برج الكيفان، وبعدها إلى حي فايزي شرقا، لأداء هذا الحق الواجب، وليتصور الإنسان ناخبا يتحمل كل هذا العناء للإدلاء بصوته، ثم نلومه على تقصيره في أداء الواجب، خاصة أن انتخابات مصيرية على الأبواب.
أين اتصالات الجزائر و"سونلغاز"؟!!
إذا كانت البلدية لا يعنيها شأن الحي، فإن هيئات أخرى كان عليها أن تسهر على حماية ممتلكاتها، فهذا كابل الألياف البصرية وكابل الكهرباء أصبحا يخترقان بناية هدمت على عجل، وأعيد بناؤها على عجل (الصورة)، تجاوز صاحبها الحدود المسموح بها له. هذه الكوابل مهددة بالتلف بعد أن بنى عليها بالآجر والإسمنت، وتسببت في انقطاع الهاتف والأنترنت والكهرباء عن الحي، وما ينجر عن ذلك من إتلاف للأجهزة الكهرومنزلية، فهل من آذان صاغية؟.
هذه التصرفات التي لم تكن لتوجد لولا غياب الهيئات المعنية، حتى لا نقول تواطؤها، غطت على الحديث عن غياب المدرسة والمركز الصحي والملحقة البلدية والبريدية والمرافق الشبانية، كالملاعب الجوارية ومساحات لعب للأطفال الصغار، أم أن هذا ليس من حق المصنف شبه حضري في قلب العاصمة والمحاط بالأحياء الحضرية!!!