تواصل عملية الاقتراع للجالية بالخارج
توافد منتظم وهادئ للمواطنين لممارسة حقهم الانتخابي
- 978
يتواصل الاقتراع لرئاسيات 12 ديسمبر في هدوء بالنسبة لأفراد الجالية الجزائرية في الخارج، حيث سجل توافد منتظم ومتواصل للمواطنين المقيمين في الدوائر القنصلية الخمس لجنوب فرنسا للمشاركة في هذا الاقتراع، مثلما سجل ذلك منسق السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات عبد القادر كازي ثاني بمارسيليا.
وأشار السيد كازي في تصريح لوكالة الانباء الجزائرية إلى إقبال أعضاء الجالية الجزائرية المقيمة بكل من بوردو ومارسيليا ونيس وتولوز ومونبيلييه على مكاتب الاقتراع، رغم أنه ليس بالكم المعهود جراء "محاولات الرافضين للانتخابات واضراب وسائل النقل الذي شل فرنسا خلال الأيام الأخيرة".
وأوضح في هذا الصدد أنه "تم اتخاذ جميع الإجراءات "لتمكين 145000 رعية من أداء واجبهم عبر 52 مكتب اقتراع في 29 منطقة في جنوب فرنسا" بما فيها "المكاتب الموزعة".
ويهدف توزيع المكاتب على مدار ثلاثة أيام أساسا إلى "التقرب من الناخبين"، لتجنيبهم عناء وكلفة التنقل غير أنه تم جمع هذه المكاتب منذ امس في مكان واحد كإجراء أمني ولضمان شفافية الفرز.
فبحديقة شانو بمرسيليا تم جمع 12 مكتبا منتشرا عبر بلديات منطقتي بوش دي رون وفوكلوز. كما سجل جناح قصر المعارض لمرسيليا في اليوم الرابع من عملية الانتخاب، تدفقا للرعايا الجزائريين الذي قدموا لممارسة حقهم في الانتخاب في هدوء وهو تدفق وصفه أعضاء وفد السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات المتواجد بعين المكان بـ«الهام" منذ بداية الاقتراع.
وتجاهل جزائريون "محاولات التخويف" لمجموعة محدودة العدد كانت متواجدة عند مدخل الجناح لـ«منع" الناخبين من الدخول. كما واجه الرعايا المقيمون بمرسيليا الذي قدموا لوحدهم أو رفقة عائلاتهم إضراب النقل بفرنسا. وصرح البعض منهم بأنهم قدموا مشيا على الأقدام لأداء واجبهم الانتخابي.
ويقول معظمهم بأن الأمر يتعلق بممارسة حقهم. "لن يمنعني أحد من ممارسة هذا الحق"، حسبما صرح به شاب. في حين قال شاب آخر في هذا الصدد "يعود لي قرار الانتخاب أو عدم الانتخاب". وخلال الصبيحة، قدم مسنون لأداء واجبهم الانتخابي بجناح مرسيليا، حيث تعالت زغاريد النسوة.
وتضم الهيئة الناخبة بمرسيليا أكثر من 65000 مسجل على القوائم الانتخابية. من جهة أخرى تأسف السيد كازي ثاني لتصرف المعارضين للانتخابات الذين حاولوا منع الناخبين من ولوج مكاتب التصويت، مشيرا إلى أن ذلك "لم يثبط من عزيمة الناخبين للتصويت لصالح مترشحهم" ،داعيا من جديد إلى احترام أراء الغير والقيم الديمقراطية.
كما تواصلت عملية تصويت افراد الجالية الجزائرية المقيمة بباريس في "ظروف حسنة"، حسبما أكده ممثل السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات.في هذا الصدد اغتنم افراد من الجالية الوطنية المقيمة بباريس فرصة الإضراب العام بفرنسا ليتنقلوا خلال اليوم الرابع من بداية الاقتراع على مستوى الدوائر القنصلية التي تشكل المنطقة 1 (كريتاي وبوبينيي وبونتواز ونانتير وباريس) من أجل أداء واجبهم الانتخابي لاختيار رئيس للجمهورية من بين المرشحين الخمسة (تبون وبن فليس وبن قرينة وميهوبي وبلعيد).
وصرح منسق السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات بالمنطقة 1 بوعلام بورنان لوكالة الانباء الجزائرية أن نسبة المشاركة، أكد السيد بورنان أن النسبة المسجلة منذ يوم السبت كانت "لا باس بها" مشيرا إلى حدوث اضطرابات خارج المقرات القنصلية. كما أوضح أن "ظروف العمل والاقتراع ممتازة الا اننا سجلنا اضطرابات تسبب فيها متظاهرون معارضون للانتخابات الذين تجمعوا مقابل الممثليات القنصلية و هددوا اي شخص يريد اداء واجبه الانتخابي" معتبرا هذا النوع من السلوك "لا يعكس شعار سلمية سلمية".
في هذا الصدد، أعربت إحدى السيدات على مستوى القنصلية العامة بباريس بعد اداء واجبها الانتخابي عن "حبها العميق" للجزائر التي "تعيش حاليا ازمة سياسية و ذلك ما دفعني للتنقل من اجل اداء واجبي رغم أن بعض المتظاهرين قد حاولوا ثنيي عن ذلك".
وكذلك الامر بالنسبة لسيدة اخرى التي أعربت عن احترامها لأولئك الذي يعارضون الانتخاب، ومنتقدة "الذين يهددون الاشخاص الراغبين في الانتخاب". مضيفة تقول "إنني انتخب دائما و اليوم يجب علي ذلك اكثر من اي وقت مضى، فبلدنا في خطر ولا يحق لنا تفويت هذه الفرصة التاريخية التي أتيحت لنا من اجل انتخاب رئيس بكل ديمقراطية و من اجل جمهورية جديدة".
أما مراد، شاب في الثلاثينيات فقد أكد "يقال أن الشيوخ فقط هم الذين ينتخبون وذلك غير صحيح فانا شاب وقد جئت لقطع الطريق أمام أولئك الذين يريدون تهديم بلادنا فهي فرصة لا يمكن هدرها".
في حين اوضح ماليك (40 سنة) "انني من الذين خرجوا في المراحل الاولى ضد النظام القديم، أما اليوم فان ذلك كله قد مضى وقد حان الوقت لقلب الصفحة وأن يكون لنا رئيس للجمهورية جدير بهذا الاسم، انني انتخب من أجل جزائر جديدة".
من جانبها، لم تتوقف مليكة عن انتقاد سلوكات اولئك الذين يتظاهرون أمام القنصلية العامة والذين يقطعون الطريق أمام كل الذين يريدون اداء واجبهم الانتخابي ،مؤكدة "انني انتخب رغما عنهم فذلك واجب من أجل بلدي كما أن على الشرطة أن تقوم بعملها ولا تسمح لهم بالاقتراب من الناخبين".
وكانت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، قد دعت الأطراف التي تحاول التشويش على مجرى الانتخابات الرئاسية الخاصة بالجالية الجزائرية المقيمة بالخارج إلى احترام الرأي الآخر وعدم اللجوء إلى أسلوب العنف.
وبتونس، يواصل أفراد الجالية الجزائرية المقيمة بوسط العاصمة، أداء واجبهم الانتخابي في "ظروف جد عادية ومريحة"، حسبما أفاد به أمس القنصل العام للجزائر بتونس، محمد تيهامي.
وأوضح السيد تيهامي، أنه "منذ انطلاق العملية الانتخابية المخصصة لأفراد الجالية الوطنية بالخارج، السبت الفارط ولليوم الرابع على التوالي، سجلنا إقبال ومشاركة الناخبين الجزائريين المسجلين بالقنصلية العامة لتونس على مكاتب الاقتراع في ظروف جد عادية ومريحة".
وأوضح المسؤول أن الناخبين المسجلين بالقنصلية العامة فقط يبلغ عددهم 13972 ناخب هم من أفراد الجالية الوطنية المقيمة بـ11 معتمدية تونسية (ولاية)، حيث يؤدون "واجبهم الانتخابي عبر 3 مراكز تضم 8 مكاتب". وقد تم حسب لمسؤول "توفير كافة وسائل العمل اللازمة سواء لأعضاء الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات أو لمؤطري مكاتب ومراكز الاقتراع".
وحسب القنصل العام فقد "تم تسجيل نسبة إقبال لابأس بها لحد الآن من كافة شرائح الجالية المقيمة بهذه المناطق، لاسيما من قبل الشباب والطلبة الجزائريين الذين يدرسون بمختلف جامعات تونس".
للإشارة، تم تخصيص ثلاثة مراكز انتخابية للجالية الجزائرية المقيمة بتونس بالمراكز القنصلية الثلاثة وهي تونس العاصمة ،الكاف وقفصة ،وستواصل الجالية الجزائرية أداء واجبها الانتخابي الذي انطلق يوم السبت الفارط إلى غاية يوم مساء يوم الخميس المقبل.