مواطنو بومرداس في الموعد:

أنتخب من أجل الجزائر.. أنتخب من أجل الوطن

أنتخب من أجل الجزائر.. أنتخب من أجل الوطن
  • 529
حنان. س حنان. س

أدى مواطنو بومرداس، أمس، واجبهم الانتخابي في ظروف عادية عبر 266 مركز انتخاب و1306 مكاتب اقتراع، موزعة على البلديات 32 للولاية. وحسبما لاحظت ”المساء” فإن الجو العام السائد كان الرغبة الملحة في الخروج من الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد منذ أزيد من تسعة أشهر، ولسان حالهم يردد: ”بلادي وإن جارت عليَّ عزيزةٌ .. وأهلي وإن ضنّوا عليَّ كرام”.

زارت ”المساء” عددا من مراكز ومكاتب الانتخاب أمس ببعض البلديات، ولاحظت إقبالا ملحوظا من المواطنين لأداء واجبهم الانتخابي. والهدف الأسمى من وراء هذه العملية ليس أداء واجب فحسب، وإنما أخذ حق من حقوق المواطنة. كما لاحظنا إقبالا ملحوظا على بعض المراكز، على غرار مركز التصويت حي ”حمدي عبد القادر”، وبالضبط مدرسة ”الشهيد سعيد بن مسعود”، حيث لاحظنا طوابير لمواطنين اصطفوا للإدلاء بأصواتهم، في ظروف سادها الهدوء والتنظيم الجيد.

وقال مواطنون إن الوطن ناداهم لإخراجه من عنق الزجاجة، وهم بذلك قد لبوا النداء لا غير. كما قال آخر في هذا السياق مباشرة بعد الإدلاء بصوته، إنه ينتخب من أجل الوطن وليس من أجل الأشخاص؛ ”ضميري هو الذي أحضرني إلى هنا.. هذا أقل شيء من أجل الجزائر”، فيما أضاف، من جهته، مواطن آخر أنه يؤدي واجبه الانتخابي بكل فخر واعتزاز بانتمائه لوطن ضحى من أجله الشهداء.

ولفت يقول إنه بعيدا عن كل التأويلات التي صاحبت هذا الموعد والإرهاصات الكثيرة التي قد تؤثر على هذا أو ذاك، يحترم كل الآراء، والصندوق هو الفيصل. وبمكتب آخر حدثنا شاب يقول: ”سأنتخب من أجل الوطن، وسأبصم بأصابعي الخمسة”، قال ذلك وهو يلوّح ببطاقة الانتخاب، ليضيف، من جهته، مواطن آخر يوضح أن لكلٍ رأيه، وهو، من جهته، حر في الدفاع عن رأيه وتوجهاته؛ ”أنا من جهتي حر لأدافع عن حبي لوطني بأدائي واجبي نحوه..

أنتخب ليعلوَ صوت الجزائر في الخارج كما في الداخل”. وتحدثت مواطنة فقالت إن البلاد في هذه الظروف التي يعرفها القاصي والداني، تحتاج إلى حل، والحل، حسبها، يكمن في الصندوق وفي الفعل الانتخابي، الذي تعتبره ردا قويا، وصفعة لكل المتربصين بالجزائر. وقالت أخرى إنها تنتخب من أجل بناء دولة المؤسسات.. ومن أجل أن يكون للجزائر رئيس شرعي يوفي بتعهداته ووعوده أمام الله والشعب.

كما أصر أحد الشباب (21 سنة) على الحديث إلينا، مؤكدا أنه ينتخب لأول مرة، فقط من أجل الوطن؛ ”نحن ننشد ”قسما” منذ نعومة الأظافر، ونُشهد الله والناس على حبنا لهذا الوطن؛ فكيف لنا أن نتوانى ونتأخر عن الاستجابة لنداء الجزائر؟!”، يقول الشاب مضيفا: ”أنا عن نفسي وُلدت وترعرعت في ظل النظام البائد ولم أعرف غيره، ولكنني هنا لتغييره. والتغيير المنشود يبدأ من هنا (وهو يشير إلى صندوق الانتخاب). وإن شاء الله، الرئيس القادم ينظر إلى حالنا وأحوالنا، ويكون في المستوى المنتظر منه”.

وفي هذا الصدد، عبّر مواطنو بومرداس عن العديد من الرغبات التي ينتظرون تحقيقها من طرف الرئيس الجديد؛ لعل أهمها الحفاظ على الوحدة الوطنية التي هي صمام الأمان، وإصلاح البلاد وإخراجها من الفراغ الذي تعيشه منذ قرابة سنة، إلى جانب إصلاح أحوال العباد بتحسين الواقع المعيشي، والاهتمام بالفئات الهشة، والاستماع إلى الشباب ورغباتهم؛ لأنهم عماد هذا الوطن ومستقبلها المضيء.

كما لفتوا إلى أهمية إعادة هيبة الجزائر في المحافل الدولية، وأن يكون (أي الرئيس) في مستوى هذه المسؤولية.  للإشارة، تصل الهيئة الناخبة بولاية بومرداس إجمالا، إلى 526159 منتخبا، منهم 230462 رجلا و295697 امرأة. ونذكر أن المندوبية الولائية للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، وضعت رقما أخضر للتبليغ عن أي نقائص أو تجاوزات قد تسجَّل هنا وهناك، فيما كانت نسبة المشاركة عند منتصف النهار ببومرداس ملحوظة، لا سيما ببلديات بوزقزة قدارة والأربعطاش ولقاطة تواليا؛ في رسالة تعبّر عن أن الموعد كان من أجل.. الجزائر.