اعتبروا الخطوة لا مفر منها

القسنطينيون يصرون على اختيار رئيسهم

القسنطينيون يصرون على اختيار رئيسهم
  • القراءات: 481
ز. زبير/ ح. شبيلة ز. زبير/ ح. شبيلة

قصد جموع المنتخبين، منذ الساعات الأولى من الصباح مراكز ومكاتب الانتخابات الموزّعة عبر ربوع الولاية، في خطوة للتعبير عن رأيهم والمساهمة في اختيار الرئيس المستقبلي للجزائر، معتبرين أنّ هذه الخطوة مهمة ولا مفر منها، بغض النظر عن الأسماء التي يتم اختيارها.

كانت الأجواء بمدينة قسنطينة، صباح أمس، جدّ عادية، حيث بدأت وسائل المواصلات بالعمل بشكل عادي، الخواص منها أو وسائل النقل العمومية، على مختلف الخطوط سواء الرابطة بين البلدية الأم ومختلف البلديات على غرار الخروب، ديدوش مراد وزيغوت يوسف، أو تلك الرابطة بين مختلف أحياء المدينة، على غرار أحياء دقسي عبد السلام، جبل الوحش، القماص وبوالصوف.

كما عرف وسط المدينة حركة عادية، حيث فتحت المحلات أبوابها أمام الزبائن، كما فتحت الأسواق أيضا لاستقبال المواطنين، على غرار سوقي بومزو وبطو عبد الله، كما فتحت مختلف المخابز ومحلات بيع الملابس إضافة إلى الصيدليات والمطاعم، أبوابها، ما بدّد كلّ مخاوف وهواجس توقف الحياة وانتشار الفوضى.

أجواء ديمقراطية وتنظيم محكم

وقصد سكان حي الصنوبر المركز الانتخابي، على مستوى مدرسة "المسعودي"، حيث شارك الشيوخ والنساء والشباب في صنع المشهد الانتخابي، رغم قلة الإقبال في الساعات الأولى، وكان التنظيم في مستوى الحدث من حيث التغطية الأمنية أو من حيث العملية التي تشرف عليها السلطة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات، كما كانت نفس الأجواء بمدرسة "قعموش مسعود" بحي "الإخوة عباس" و«الأخوان بوجريو" بوسط المدينة، التي عرفت إقبالا كبيرا من طرف النساء والشيوخ، حسب تأكيد أحد ممثلين المترشحين، أو مدرسة "رقية بوغابة"، أمام مقر ديوان الوالي، والتي وقفت "المساء" فيها على غياب ممثلين عن المترشحين الخمس.

من جهتهم، خرج الرافضون للانتخابات الرئاسية بولاية قسنطينة، في مسيرة سليمة، عبّروا من خلالها عن موقفهم، حيث طاف المحتجون عبر أهم شرايين وسط المدينة، على غرار شارع "مسعود بوجريو"، "محمد بلوزداد"، "عبان رمضان"، "ممرات بن بولعيد"، ورفعوا الرايات الوطنية، مردّدين شعارات الحراك، كما مروا عبر أحد مراكز التصويت، لكن دون حدوث أيّ انزلاقات أو تجاوزات، تستحق الذكر.

آمال كبيرة في جزائر أفضل

في سياق متصل، شهدت أغلب مكاتب الاقتراع بالولاية المنتدبة علي منجلي، اقبالا متباينا من وحدة جوارية لأخرى، حيث جرت العملية في ظروف حسنة على العموم، في ظل حضور أمني مكثّف عبر كامل المناطق لتجنّب أيّ انزلاق محتمل.

وأعرب الناخبون في انطباعات جمعتها "المساء"، ببعض مكاتب الاقتراع عن تطلعاتهم وآمالهم الكبيرة في جزائر أفضل من خلال مشاركتهم في هذه الانتخابات، حيث لمسنا مشاركة كبيرة للشيوخ والنساء في الفترة الصباحية، حيث أبو إلا المشاركة كل حسب مبرراته، فمنهم من أكد اقتناعه ببرنامج أحد المترشحين ومنهم من أراد ممارسة حقه الانتخابي لضمان عدم التلاعب بصوته، حيث سجلنا بمركز "صالح بو طبر" ببلدية عين السمارة دخول شيخ يزيد عمره عن 90 سنة رفقة أحد أحفاده، وأكّد أنّ حضوره لممارسة حقه الانتخابي، رغم مرضه وسنه، هو واجب اتجاه للوطن وشهداء الثورة، وهو ما قالته إحدى المجاهدات ويتعلق الأمر بالحاجة عائشة التي قالت إنّ أملها في تغيير حال البلاد وبناء جزائر جديدة سبب قدومها للتصويت، فيما أشارت السيدة حنيفة من بلدية الخروب بمركز الاقتراع  "فرحات عباس" التي كانت مرفوقة بأحفادها الثلاثة، إلى أنّ برودة الجو لم تمنعها من التصويت، فهي كما قالت ابنة شهيد ضحى بنفسه من أجل الجزائر وهو ما يجب أن يلقن لأبناء الجيل القادم، مضيفة أنّ التصويت واجب وحق.

الشباب يخلقون المفاجأة

أما المفاجأة فكانت في فترة الزوال، عندما اصطف العشرات من الشباب أمام مكاتب الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، حيث أجمع أغلبهم أنّ مشاركتهم في هذا الاقتراع رغم رفضهم المسبق له جاءت لأجل غلق الطريق أمام المساعي الأجنبية للتدخّل في الشؤون الداخلية للدولة، وهو ما أكّدته الشابة سارة من المدينة الجديدة علي منجلي التي قالت "أتيت لأبرهن على أنّ الشباب الجزائري من يصنع القرار لردع أيّ تدخّل أجنبي وهو الحال بالنسبة للشاب خالد صاحب الـ37سنة الذي قال إنّه لأوّل مرة في حياته ينتخب معتبرا إياه حدثا تاريخيا في ظلّ الظروف التي تعيشها البلاد.

وعرفت المدينة الجديدة علي منجلي، التي تعدّ أكبر تجمع سكاني بعد الترحيلات الأخيرة، إقبالا معتبرا للناخبين على مراكز التصويت، فيما عرفت المندوبيات وعلى رأسها مندوبية علي منجلي 1 ضغطا كبيرا، بسبب تأخّر تسليم بطاقات الناخب، حيث سلمت المندوبية أمس فقط أزيد من 400 بطاقة ناخب إلى غاية الظهيرة، بعد أن احتج مواطنون بمقر الفرع البلدي مطالبين بالحصول على بطاقاتهم التي تأخر إجراء ختمها وإمضاؤها الأسابيع الفارطة، لترجع مصادر المندوبية سبب التأخير في منح البطاقات إلى تأخّر عملية المصادقة والامضاء عليها من قبل المندوبية البلدية للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في بلدية الخروب، رغم أن المندوبيتين بعلي منجلي وزعت أزيد من 5300 بطاقة.

وحسب المكلف بالإعلام على مستوى مندوبية السلطة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات، بقسنطينة، السيد عبد العالي لرقط، فإنّ العملية الانتخابية جرت في ظروف جدّ عادية، ولم تسجّل المندوبية أيّ تجاوز بمختلف المراكز أو أيّ إخطار من طرف ممثلي المترشحين، مؤكّدا أنّ السلطة على تواصل عبر خطها الأخضر الذي وضع لصالح المصوتين، لنقل انشغالاتهم، خاصة بالنسبة للذين لم يجدوا أسماءهم.

وبلغ عدد مراكز التصويت بعاصمة الشرق، 214 مركزا، تضم 1457 مكتب تصويت، عبر بلديات قسنطينة 12، التي بلغ فيها الوعاء الانتخابي 608071 منتخبا، وقد بلغت أول نسبة قدمتها اللجنة الولائية لمراقبة الانتخابات، على الساعة 11 صباحا، نسبة 6.05 %، أكبرها كانت ببلدية زيغوت يوسف بنسبة 9.29 وأدناها ببلدية قسنطينة التي وصلت فيها النسبة 4.53 %.