أطفال التوحد

إعداد سجل ومخطط وطنيين للإحصاء والتكفل

إعداد سجل ومخطط وطنيين للإحصاء والتكفل
  • 627
❊س. زميحي ❊س. زميحي

دعا الأطباء المختصون في مجالات طبية مختلفة بمستشفيات الوطن، السبت الماضي، خلال أشغال اليوم الدراسي حول التوحد، الذي احتضنه مستشفى الأمراض العقلية بوادي عيسي في تيزي وزو، إلى إعداد سجل ومخطط وطنيين لضمان إحصاء والتكفل بأطفال التوحد، إلى جانب حالات مرضية أخرى، موضحين أن الدولة سخرت إمكانيات كبيرة، لكن هناك مشكل في التشخيص المبكر الذي يتطلب دعم كل المهنيين لضمان التكفل بهذا المرض الذي يهدد الصحة العمومية في الجزائر.

ذكر سمير ندري، رئيس مصلحة الطب النفسي للأطفال بمستشفى الأمراض العقلية لتيزي وزو، إحصاء 5400 طفل يتابعون العلاج النفسي بالمركز، 40 بالمائة منهم مصابون بالتوحد، إضافة إلى المصابين باضطراب عقلي وغيره من الأمراض النفسية، يخضعون للمتابعة النفسية ابتداء من 18 شهرا إلى غاية 18 سنة، ليتم تحويلهم إلى مصلحة الطب النفسي للكبار، مضيفا أن المشكلة التي يواجهها المركز اليوم، هي أن التكفل متعدد التخصصات، ويبدأ العمل بتقبل تشخيص الأولياء حالة طفلهم، مضيفا أن المركز يقوم بـ20 بالمائة من مهمة التكفل، بينما 80 بالمائة يقوم بها الأولياء في مجال التكفل والتشخيص المبكر للطفل.

أضاف المتحدث أن المركز الجهوي يستقبل أطفال ولايات أخرى، والعلاج ليس متعلقا بالدواء، لكن بتكفل نفسي تربوي، وطالما توفرت قناعة لدى الأولياء وتقبل لحالة الطفل، كان العلاج أنجح وأسهل، داعيا الأولياء إلى وضع الثقة في الأطباء لمرافقتهم وتأطيرهم والمساهمة في عملية التكفل، لمساعدة الطفل على الإدماج وعيش حياة عادية، على اعتبار أن تأخر التكفل يقود إلى اضطراب عقلي.

قال البروفسور مجيد تابتي، رئيس مصلحة الطب النفسي للأطفال بالمؤسسة الاستشفائية الصحية لشراقة بالعاصمة، في مداخلته "برنامج نفسي تربوي تحليل لتجربة جزائرية 16 سنة"، إن التوحد مشكلة الصحة العمومية، وإننا في منطقة "الخطر"، حيث يفجر التوحدي الأسرة والمجتمع، متأسفا عن أن التكفل "متوقف على المصادفة".

أعقب عن وجود نقص في المراكز، ومخطط التوحد الذي ظهر عام 2016 أمر جيد، لكن يجب خلق مراكز الموارد التشخيصية، وتكوين أطقم المؤسسات الصحية حول التوحد، ليكون هناك تعليم مستهدف للطاقم الطبي، مع إعلام جميع المهنيين من قطاع الصحة، التربية الوطنية، الشبيبة والرياضة وغيرهم من القطاعات.

دعا البروفسور إلى وضع سجل وطني لانعدام إحصائيات مضبوطة حول المصابين بالتوحد، مشيرا إلى أن الهدف اليوم، هو وضع مخطط وطني يمس كل الولايات وكل الأطفال والعائلات التي تعاني، خاصة أن الأرقام المسجلة لا تعبر عن الواقع، وتشير إلى نحو 500 ألف مصاب بالتوحد في الجزائر.

أضافت البروفيسور مليكة عدوان، رئيسة مركز الطب النفسي للأطفال عين عباسة بولاية سطيف، في محاضرة حول "الاستراتيجيات والإمكانيات للتكفل بأطفال اضطراب طيف التوحد، على مستوى مصلحة الطب النفسي للأطفال بالمؤسسة الاستشفائية للصحة"، أنها شكلت فريقا من النفسانيين والأرطوفونيين، تم تكوينهم في مجال التوحد، يسهرون على التكفل بالأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، موضحة أن مركز الطب النفسي للأطفال بعين عباسة جهوي، وهو ما شكل ضغطا على المركز، لأن التكفل يكون بشكل فردي، وتم إيجاد حل يتمثل في تكوين الأم والأب ضمن استراتيجية الهدف منها ضمان التكفل المناسب بالطفل.