إدمان الأنترنت في العطلة
تفعيل آليات الرقابة الوالدية لحماية الأبناء
- 885
تحولت العطلة المدرسية للأطفال إلى انشغال بالنسبة للأولياء، بسبب قلة المرافق التي تستقبل هذه الفئة، والمحصورة في بعض حدائق التسلية التي تعد على الأصابع والمساحات الخضراء، الأمر الذي يدفع بعدد منهم إلى تفضيل البقاء في المنزل والإبحار في العالم الافتراضي، وهو ما أصبح يقلق الأولياء في السنوات الأخيرة، خاصة الذين يتعذر عليهم قضاء العطلة مع أبنائهم، فيعيشون في صراع بسبب الخوف عليهم من مخاطر الإدمان والشعور بالتقصير.
تحولت مواقع التواصل الاجتماعي، وما تجود به من أخبار ومعلومات وفيديوهات وغيرها من الألعاب الإلكترونية، التي تفنن أصحاب المواقع في طرحها، إلى عامل مفضل لعدد كبير من الأطفال، الذين توجهوا مباشرة بعد انتهاء الموسم الدراسي الأول، إلى شغل وقت فراغهم في ظل عدم قدرة عدد من الأولياء تمضية العطلة معهم، بتصفح الألواح الذكية أو المكوث أمام شاشات الألعاب لوقت طويل، همهم الوحيد عدم إزعاجهم وتركهم في عالمهم الخاص.
حسب يونس قرار، خبير في التكنولوجيا في معرض حديثه مع ”المساء”، فإن جيل اليوم جيل رقمي، ولا مجال مطلقا لحرمانه من ولوج هذا العالم الافتراضي، مشيرا إلى أنه في المقابل، لابد على الأولياء عوض البحث في السبل التي تبعدهم عن هذا العالم الرقمي، التفكير في كيفية حماية أبنائهم من الوقوع في فخ الإدمان”.
من جهة أخرى، أوضح محدثنا أن معدل المتابعة عبر العالم هي خمس سنوات، وأثبتت الدراسة التي تمت في الجزائر منذ سنتين، أن معدل التصفح عند الجزائري؛ ساعتين، وهي أقل من المعدل العالمي، مما يعني أن هناك إمكانية لحماية الأطفال من مخاطر الإدمان، لأن معدل التصفح أقل من المعدل العالمي، خاصة أن التكنولوجيا اليوم، أصبحت تصيب عددا من الأطفال بأمراض تمس البصر وتؤثر أيضا على الحالة الصحية، كالاعوجاج بسبب طأطأة الرأس لمدة طويلة، وكذا البدانة بسبب قلة الحركة، كما أنها تضعف التركيز، مشيرا في السياق، إلى أن ما يقع على عاتق الأولياء حتى يحموا أبناءهم من مخاطر الإدمان، خاصة أن بعض المواقع تروج لبعض الأفكار التي تمس بالأخلاق، كما أن بعض المحتالين يستغلون براءة الأطفال للسيطرة على أفكارهم ومعتقداتهم، لاسيما أن بعض المواقع يمضي فيها المتصفح وقتا طويلا،م ما يجعله يفقد الإحساس بالعالم الواقعي.
المطلوب من الأولياء، خاصة الذين يتعذر عليهم مرافقة أبنائهم خلال العطلة، تفعيل أساليب الرقابة الأبوية لمرافقة أبنائهم ومعرفة على الأقل، ما يتصفحه أبناؤهم في غيابهم، هذا من جهة، ومن ناحية أخرى، على الأولياء أيضا أن يجتهدوا لكسر هذا الروتين، من خلال محاولة تخصيص بعض الوقت، وإخراجهم إلى أحد المرافق ولو مرة واحدة في الأسبوع، وللحد أيضا من حالة الإدمان، يجب تكليف الأطفال بالقيام ببعض الأشغال المنزلية أو بتلبية بعض الحاجات أو الأعمال، أو من خلال حثهم على اللعب ببعض الألعاب التقليدية التي يجتمعون خلالها مع أصدقائهم.