أياد دافئة في شتاء بارد
جمعيات خيرية تكثف جهودها التضامنية
- 1437
تتكثف الأعمال الخيرية للجمعيات خلال فصل الشتاء، تلك المرحلة من السنة التي تحتاج فيها أكثر الفئات الهشة والمعوزة من الوطن، إعانات ومساعدة في إطار ضمان شتاء دافئ ومريح. وتتمثل العمليات في توزيع أغذية وأغطية وملابس، وعادة تتم على شاكلة قوافل وطنية تجوب العديد من الولايات، لاسيما تلك التي تسجل عددا مرتفعا من العائلات المعوزة ومحدودة الدخل، والتي تعرف انخفاضا كبيرا في درجات الحرارة، لاسيما بالمناطق الجبلية والنائية المتضررة من قساوة البرد.
في هذا الصدد، كان لـ "المساء" حديث مع عدد من الجمعيات التي بادرت خلال هذه الأيام بإطلاق حملتها الوطنية، التي أصبحت جزءا من أعمالها التضامنية السنوية التي تجددها مع كل موسم شتاء في إطار تخفيف انعكاسات البرد القارس، وتقديم المساعدة الاجتماعية والخيرية للأسر التي تعاني من الهشاشة، وتتأثر جراء درجات الحرارة المنخفضة؛ بتوزيع كل ما يساعد على تحمل تلك الأجواء.
بداية، كان لـ "المساء" حديث مع يونس واعلي من جمعية "شباب الخير"، الذي أوضح أن الجمعيات كثفت هذه السنة عملياتها التضامنية في هذا الاطار؛ تحسبا للشتاء القارس الذي سيمتد إلى غاية شهر مارس، لاسيما خلال الفترة الليلية، مشيرا إلى أن عمل تلك الجمعيات يبدأ قبل فترة من حلول الموسم، وذلك بإطلاق عمليات نداء للقلوب الرحيمة؛ للمساهمة في العملية؛ بدعوتها إلى المشاركة من خلال إعانات مالية، هدفها اقتناء كل ما يستلزم من أغذية وبطانيات وألبسة تضمن شتاء دافئا للفئات الهشة، لاسيما الأطفال والمسنون الذين يُعتبرون أكثر حساسية من غيرهم، ومعرضون للإصابة بمشاكل جسدية وصحية. وأضاف المتحدث أن من المقرر أن تجوب قوافل "شباب الخير"، 12 ولاية، أكثرها المناطق النائية الجبلية، التي تشهد درجات حرارة منخفضة جدا، تصعب الحياة فيها خلال فصل الشتاء.
وعلى صعيد ثان، حدثتنا حياة نجاحي رئيسة مكتب المدية لجمعية "آمال الخيرية للطفولة"، وقالت: "لإنجاح العملية التضامنية ستعمل الجمعيات خلال هذه الطبعة على تضافر الجهود والعمل جنبا إلى جنب لتحقيق المبتغى منها، وهو استهداف أكبر عدد ممكن من المحتاجين، المعرضين لقساوة الفصل". وأشارت المتحدثة إلى أن العملية تبدأ قبل أسابيع من انطلاق الموسم؛ بالاستعانة بوسائل التواصل الاجتماعي لدعوة ذوي القلوب الرحيمة إلى المشاركة في ذلك.
ومن جهته، أوضح منير المكلف بالإعلام بجمعية "ناس الخير"، أنه سيتم خلال هذه الحملة التضامنية التي تحمل شعار "شتاء دافئ" التي تندرج في إطار تطبيق البرنامج الإنساني، توزيع مواد غذائية وملابس شتوية وأغطية وفحوصات طبية وبسيكولوجية، بالإضافة إلى حفاظات للأطفال وكراس متحركة للأشخاص المحتاجين بعدة مناطق في عدد من الولايات، في مرحلة أولى، تشمل عدة دشرات وقرى نائية.
أما عيسى لخضر رئيس جمعية "جزائر الخير"، فمن المرتقب أن تمس هذه المبادرة التي تترجم معاني التكافل الاجتماعي والتضامن مع الفئات الهشة بتأطير من الولاية وبالتنسيق مع مصالح مديرية النشاط الاجتماعي، العديد من أنحاء العاصمة، على غرار بور سعيد وساحة الشهداء وباب الوادي والحراش.. والعديد من البلديات المجاورة، وذلك بتقديم يد المساعدة للأشخاص المشردين، الذين يتخذون من الشوارع مأوى لهم، وهذا بتقديم ملابس وأطعمة ساخنة وبطانيات وأحذية لهم.
وانطلقت العملية، حسب المتحدث، قبل أسبوعين، وستتواصل إلى غاية شهر مارس، وفق برنامج منقسم إلى اثنين، الأول بتقديم مساعدات مادية كالألبسة والأغذية وكذا مساعدات طبية بفحوصات يقوم بها أطباء ومختصون. أما المرحلة الثانية فستكون بإطلاق حملة التبرع بالدم ليومين كاملين ببلديتي المحمدية والدار البيضاء، مشيرا إلى أهمية هذه المبادرة الوطنية لتحقيق عدالة اجتماعية وسط المجتمع تحت شعار "شتاء دافئ".
كما أضاف المتحدث أن العملية التضامنية ستجتاز محيط العاصمة، لتمس العديد من ولايات الجنوب، كالجلفة والبيّض وغيرهما، تتمثل كذلك في توزيع العديد من المدافئ لفائدة المدارس الابتدائية ومراكز التعليم في القرى والمداشر، والتي من شأنها الحد من مشاكل التدفئة المدرسية خاصة بالمناطق النائية، والتي يعزف البعض عن قصدها في موسم البرد للظروف القاسية التي يواجهها الأطفال هناك، والتي تُعد ظروفا لا تُحتمل.