محادثات بين رئيس الجمهورية وفايز السراج

بحث سبل تجاوز ليبيا الظروف العصيبة

بحث سبل تجاوز ليبيا الظروف العصيبة
  • 657
مليكة. خ مليكة. خ

توسعت المحادثات التي أجراها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون أمس، مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج لتشمل وفدي البلدين. وجرت المحادثات بمقر رئاسة الجمهورية بحضور وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم، وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية كمال بلجود، مدير الديوان برئاسة الجمهورية، نور الدين عيادي وكذا ممثل عن وزارة الدفاع الوطني عن الجانب الجزائري.

وحضر المحادثات عن الجانب الليبي، وزير الشؤون الخارجية بحكومة الوفاق الوطني، محمد الطاهر سيالة، وزير الداخلية فتحي باشاغا ومستشار الأمن القومي، تاج الدين محمد الرواقي. وكان السيد السراج قد وصل في وقت سابق من نهار أمس إلى الجزائر.

وتندرج الزيارة ضمن المشاورات الدائمة والمتواصلة لتبادل وجهات النظر حول تفاقم الأوضاع في ليبيا وبحث السبل الكفيلة لتجاوز هذه الظروف العصيبة. 

قبل ذلك، كان وزير الشؤون الخارجية بحكومة الوفاق الوطني الليبي محمد الطاهر سيالة قد وصل الجزائر رفقة الدبلوماسي الليبي وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا، حيث كان في استقباله بمطار هواري بومدين الدولي وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم بحضور وزير الداخلية كمال بلجود.

وتندرج المشاورات التي يجريها رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج في إطار تبادل وجهات النظر حول تفاقم الأوضاع في ليبيا وبحث السبل الكفيلة لتجاوز هذه الظروف العصيبة، لاسيما أمام توافد القوات العسكرية التركية إلى ليبيا للتصدي لقوات الجنرال حفتر التي تسعى للاستيلاء على طرابلس بالاستعانة بميليشيات دول أخرى.

وترفض الجزائر منذ بداية الأزمة رفضا قاطعا الحل العسكري في البلد الشقيق، داعية إلى تغليب لغة الحوار بين كافة الأطراف الليبية، مؤكدة استعدادها لمد يد العون في سياق البحث عن حل سياسي يرضي كافة الأطراف. وفي هذا الصدد، كان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قد أشار خلال الخطاب الذي ألقاه بمناسبة أداء اليمين الدستورية أن الجزائر تبقى ”أول وأكبر المعنيين باستقرار ليبيا أحب من أحب وكره من كره” وأنها ”لن نقبل أبدا بإبعادها عن الحلول المقترحة للملف الليبي”، في إشارة إلى محاولات بعض الأطراف إبعادها عن الملف في عز الحراك الذي شهدته طيلة 10 أشهر  ولا أدل على ذلك عدم دعوتها لحضور مؤتمر برلين الأخير حول ليبيا.

لكن الرئيس الجديد أبى إلا أن يوجه رسالة صريحة لهذه الأطراف بالقول إن الجزائر ”ستبذل المزيد من الجهود من أجل الحفاظ على وحدة ليبيا الشعبية والترابية”، من منطلق أن تفاقم الأوضاع هناك سيكون له انعكاس سلبي على الجزائر التي يربطها مع ليبيا شريط حدودي يتجاوز الألف كيلومتر، حيث يقدر بعض المتتبعين لجوء أكثر من 3 ملايين لاجئ ليبي إلى الجزائر في حال اندلاع الصراع العسكري هناك.

وعليه لا تأل الجزائر جهدا في دعوة جميع الليبيين إلى لمّ صفوفهم وتجاوز خلافاتهم ونبذ التدخلات الخارجية التي تباعد بينهم وتحول دون تحقيق غايتهم في بناء ليبيا الموحدة المستقرة والمزدهرة.

وسبق للجزائر أن استقبلت منذ أكثر من عام 200 شخصية ليبيبة لإجراء المشاورات والبحث عن نقاط التوافق التي من شأنها أن تفضي إلى حل سياسي شامل، إذ كانت الأمور تسير بخطى ثابتة ومشجعة لولا تدخل أجندات أجنبية شوشت على الجهود السلمية بما فيها مساعي الأمم المتحدة.

وقد غادر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، مساء أمس، في ختام زيارة له استغرقت يوما واحدا.

وكان في توديع السيد السراج بمطار هواري بومدين الدولي، وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم.

الجزائر تدين بشدة القصف على الكلية العسكرية بطرابلس

يأتي ذلك في الوقت الذي أدانت فيه الجزائر بـ«قوة” القصف الذي استهدف الكلية العسكرية بالعاصمة الليبية طرابلس الذي خلف العديد من الضحايا، داعية إلى تغليب المصلحة العليا والعودة السريعة إلى ”مسار الحوار الوطني الشامل في هذا البلد الشقيق والجار”، حسبما أفاد به أمس، بيان لوزارة الشؤون الخارجية.

وأوضح المصدر أن الجزائر ”تعتبر أن مثل هذه الأعمال مهما كانت الأطراف الضالعة فيها من شأنها أن تنمي الأحقاد وتزيد الأزمة عمقا وتعقيدا”، في حين جددت ”رفضها القاطع لأي تدخل أجنبي في ليبيا”، مناشدة كافة المكونات ومختلف الأطراف الليبية لتغليب المصلحة العليا والعودة السريعة إلى مسار الحوار الوطني الشامل للتوصل إلى حلول كفيلة بإخراج هذا البلد الشقيق والجار من الأزمة التي يعاني منها وبناء دولة مؤسسات ينعم فيها الشعب الليبي السيد بالسلم والأمن والاستقرار في كنف البلد الواحد”.