بعد انتهاك المغرب للمنطقة العازلة في الصحراء الغربية
غوتيريس يبدي قلقه من تهديد الاستقرار في المنطقة
- 762
أبدى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، قلقا متزايدا تجاه حالة التوتر الحاصلة في الصحراء الغربية بسبب مرور المشاركين في رالي "إفريقيا إيكو ـ ريس" الذي رعته سلطات الاحتلال المغربية عبر ممر "الكركرات" غير الشرعي في جنوب الصحراء الغربية المحتلّة.
وطالب الأمين العام الأممي، طرفي النزاع في الصحراء الغربية إلى التحلّي بأقصى درجات ضبط النّفس، وتجنب كل ما من شأنه تصعيد الموقف والامتناع عن أي إجراء قد يشكل تغييرا في الوضع القائم في المنطقة".
وأكد أنطونيو غوتيريس، التزام المنظمة الأممية بدعم طرفي النزاع جبهة البوليزاريو والمغرب في مسعى التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين في قضية الصحراء الغربية وفقا لقرارات مجلس الأمن.
وجاء موقف الأمين العام الأممي بالتزامن مع قيام مجموعة من المواطنين الصحراويين بإغلاق ممر الكركرات على الحدود الصحراوية ـ الموريتانية في وقفة احتجاجية منعوا خلالها السيارات القادمة من الأراضي المحتلة من الجمهورية الصحراوية المتجهة إلى جمهورية موريتانيا من المرور عبرها لمدة نصف ساعة احتجاجا على سباق "أفريكا ـ إيكوـ ريس" الذي عبر الأراضي المحتلّة متجاهلا في ذلك سيادة الشعب الصحراوي على أراضيه، حيث اكتفى القائمون على هذا السباق بالتنسيق مع دولة الاحتلال المغربي وتجاهلوا الطرف الصحراوي".
واضطرت بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية "مينورسو"، في ظل هذا التصعيد إلى إيفاد فريق من قواتها الموجودة في المنطقة من إلى معبر الكركرات في المنطقة العازلة من أجل إعداد تقرير ومراقبة الوضع في المعبر الحدودي الصحراوي.
يذكر أن ممر الكركرات ثغرة استحدثها المحتل المغربي في المنطقة منزوعة السلاح على الحدود مع دولة موريتانيا، لتهريب الثروات الطبيعية المنهوبة من الصحراء الغربية، وكذا تأمين نشاط مختلف شبكات التهريب وخاصة القنب الهندي المنتج في شمال المغرب وحتى تسلل عناصر التنظيمات الإرهابية.
وفي سياق الانتهاكات المغربية لأدنى الحقوق الصحراوية، أطلع ممثل جبهة البوليزاريو لدى الأمم المتحدة، سيدي محمد عمار، نائب الأمين العام للأمم المتحدة المكلّفة بالشؤون السياسية بروزماري ديكارلو، خلال لقاء جمعه بها على الموقف الصحراوي بشأن تسوية النزاع في الصحراء الغربية.
وجدد الدبلوماسي الصحراوي مواقف جبهة البوليزاريو التي سبق للرئيس إبراهيم غالي، أن ضمنها رسالة بعث بها شهر ديسمبر الماضي، إلى الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس، الذي قدم له عرضا حول نتائج المؤتمر الخامس عشر لجبهة البوليزاريو، وجملة القرارات التي تمت المصادقة عليها بشأن المساعي التي تقودها الأمم المتحدة، على أمل التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في الصحراء الغربية.
وكان الرئيس الصحراوي قد أكد في رسالته إلى الأمين العام للأمم المتحدة، على قرار إعادة النّظر في مشاركة الطرف الصحراوي في عملية السلام الأممية بعد "الخيبة العميقة" التي عبّر عنها المؤتمر بخصوص صمت الأمم المتحدة، وتقاعسها في مواجهة الأعمال غير القانونية والاستفزازية التي تقوم بها دولة الاحتلال المغربية، مما أفقد الشعب الصحراوي ثقته في عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة وفي بعثتها في الصحراء الغربية".
كما أدانت جبهة البوليزاريو إقدام الاحتلال المغربي على "توريط بعض الدول الإفريقية في ارتكاب "عدوان مباشر" على الجمهورية الصحراوية، وخرق القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي من خلال فتح ما يسمى بقنصليات لها في المدن المحتلّة من الصحراء الغربية.
وأكدت الأمانة الوطنية لجبهة البوليزاريو عزم الجمهورية الصحراوية، اتخاذ كل الخطوات السياسية والقانونية لضمان احترام سيادة الشعب الصحراوي على أراضيه، والوضعية القانونية للصحراء الغربية كبلد محتل بصدد عملية تصفية استعمار.
وشددت على أن "صبر الصحراويين بدأ ينفد بعد ثلاثين سنة من الانتظار السلبي، كان من أبرز ملامحه غطرسة واستهتار المملكة المغربية مع عجز وتقاعس الأمم المتحدة عن الإيفاء بالتزامها الأصلي في تطبيق الاتفاق الموقّع بين الطرفين منذ سبتمبر 1991، والقاضي بتنظيم استفتاء تقرير المصير".