صدرت له أكثر من 16 ترجمة

وفاة المترجم والأستاذ الجامعي عبد الرحمن مزيان

وفاة المترجم والأستاذ الجامعي عبد الرحمن مزيان
المترجم والأستاذ الجامعي عبد الرحمن مزيان
  • 1678
لطيفة داريب/ الوكالات لطيفة داريب/ الوكالات

وُوري جثمان المترجم والكاتب والأستاذ الجامعي عبد الرحمن مزيان، الثرى، أول أمس بمقبرة بشار الجديد، بعد أن قضى ثلاثة أيام في غيبوبة، إثر تدهور مفاجئ لصحته. وتوفي الفقيد في عمر ناهز 59 سنة بعد مسيرة حافلة بالكتابة والترجمة، حيث صدرت له أكثر من 16 ترجمة.

ونعى أصحاب الراحل عبد الرجمن مزيان رحيل هذا المترجم الفذ والأستاذ الجامعي النشيط، عبر فايسبوك، فكتب محمد ساري: ببالغ الحزن والأسى، تلقيت اللحظة نبأ وفاة الصديق العزيز عبد الرحمن مزيان، أستاذ بجامعة بشار إثر مرض أدخله المستشفى منذ أيام قليلة. أعرف الأستاذ منذ سنوات طويلة، وكانت لي فرصة السفر معه؛ حيث قضينا حوالي شهرا بين باريس وإسبانيا حيث يقطن أخوه محمد. ما عرفت منه إلا النبل والسخاء والثقافة العالية والمعاشرة الطيّبة. سبق أن استقبلني في بشار، وأخذني بسيارته إلى تاغيت وطاف بي في المواقع الأثرية؛ في رحلة لن أنساها أبدا.

الأستاذ عبد الرحمان مزيان مترجم جيد ومكثر، وقد ترجم روايتين لأمين الزاوي (الخنوع وغفوة ميموزا)، وروايتين لرشيد بوجدرة (ياماها وفندق سان جورج)، وكتاب باسكال بونيفاس (المثقفون المزورون). وترجم لبول ريكور وأشعار جمال عمراني.

أتذكر أنه اقتنى من المكتبات الباريسية كتبا فلسفية كثيرة بصدد ترجمتها، (لفيناس، هايذقر، ميشال أونفراي...)، ولا أعرف إن أنجز منها بعض الترجمات أم لا.

رحم الله عزيزنا عبد الرحمان، وألهم ذويه الصبر الجميل؛ إنا لله وإنا إليه راجعون.

كما كتب مخرج الأفلام الوثائقية محمد زاوي على صفحته في فايسبوك بعد سماعه بغيبوبة مزيان قبل وفاته: صدمة كبيرة أن أسمع بأن الأخ الأستاذ عبد الرحمن مزيان في غيبوبة بغرفة الإنعاش بمستشفى بشار... مالذي حدث؟ منذ أربعة أيام كنت مع أخي عبد الرحمن، زرنا متحف بالزاك في باريس وكان سعيدا بهذه الزيارة، وودّعته بعد أن اشترى دراجة لأحد أبنائه. كان يعرف أن هذه المفاجأة لأحد أطفاله ستسعده كثيرا... قضينا لحظات جميلة، تحدّث لي فيها عن يوميات الجزائريين وعن الجامعة وعن يوميات أطفاله وعلاقتهم بالأنترنيت والمطالعة، وكيف يقسم بينهم وقت مشاهدة (اللوحة الإلكترونية) إلى أن ودعته وسلمني قارورة (رُب) ـ وهو دهان العكة ـ كهدية. في هذه الليلة دخلت بيتي حتى رأيت دمعة من صديق على فيديو بلزاك نشره عبد الرحمن على جداره في فايسبوك.

أما الكاتب المصري رفعت سنوسي فقد كتب: صديقي العزيز والمترجم الجزائري الدكتور عبد الرحمن مزيان في ذمة الله؛ ربنا يرحمه، ويجعل قراره الجنة إن شاء الله. قرأ ديواني فاتحة لسفر الخواتيم وطلب أن يترجمه إلى الفرنسية. وفعلا انتهى من ترجمته، وكانت بيننا مراسلات خلال قيامه بترجمة الديوان، تنمّ عن سعة اطلاعه وعمق ملاحظاته، ومحبته الكبيرة للشعراء المصريين. ربنا يتقبله بقبول حسن.

للإشارة، صدرت للراحل أكثر من 16 ترجمة، على رأسها كتب مفاهيمية في النقد والثقافة والترجمة، على غرار مفاهيم سردية و«إشكالية الترجمة. كما قدّم ترجمة مهمة لكتاب المثقفون المغالطون لباسكال بونفياس، وترجم عددا مهما من الأعمال الأدبية لرشيد بوجدرة وكارلوس ألفارادو وجمال عمراني وألبير كامو وغيرهم. وساهم مزيان في إنعاش الحياة الثقافية بشكل مكثف سنوات التسعينيات؛ حيث حضر وحاضر في الكثير من الملتقيات التي أقيمت في مختلف مدن الوطن.

وكان الفقيد الذي وُلد في 18 نوفمبر 1961، يعمل أستاذا للتعليم العالي بجامعة بشار بالإضافة إلى عضوية لجان علمية وبحثية في بعض المخابر. وعُرف بمساهماته المميزة في ترجمة مراجع نقدية وفكرية مهمة، بالإضافة إلى نصوص وحوارات أدبية.