شنين في مؤتمر مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي:
الجزائر تعرف تحولات سياسية عميقة
- 550
أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني سليمان شنين، أمس، بواغادوغو، أن الجزائر تعرف "تحولات سياسية عميقة بعد أزيد من عشرة أشهر من الحراك السلمي الذي أبهر العالم بمنطقه البنّاء ومطالبه الديمقراطية، وسلوكياته الحضارية ومرافقة الجيش الوطني الشعبي، الذي ضمن سلميته في إطار الدستور، وصان عمل المؤسسات وحمى المواطنين ولم ترق قطرة دم واحدة".
وقال السيد شنين، في كلمة ألقاها في المؤتمر الـ15 لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي المنعقد بالعاصمة البوركينابية، إن هذا الأمر "ساعد في تسهيل عمليات الحوار التي أفضت إلى تنظيم انتخابات رئاسية شفّافة ونزيهة وديمقراطية يوم 12 ديسمبر 2019، تعد سابقة ومرجعية في تاريخنا السياسي، من حيث بناء قواعد مواطنية صلبة لنظام جمهوري قوامه المشروعية المواطنية".
واسترسل قائلا بأن هذه الانتخابات "أنتجت سياقا سياسيا جديدا سمح لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، المنتخب ديمقراطيا من الإعلان عن ورشات إصلاح عميقة تتمحور حول إعادة هندسة النظام السياسي، بمراجعة عميقة للدستور والنسق التشريعي بشكل يضمن حقوق المواطنين ويساعد على تعزيز الاستقرار النسقي للدولة ويرقي من الأداء الوظيفي للمؤسسات، بما يخدم الصالح العام ويرفع من مستوى انتفاع المواطنين من مخرجات التنمية الانسانية بعدالة في التوزيع وبتكافؤ في الفرص".
كما أوضح السيد شنين، أن هذه الانتخابات سمحت بعودة الجزائر لديناميتها الدبلوماسية القائمة على قواعد معيارية صلبة، قوامها احترام السيادة وعدم التدخل في شؤون الغير وحل النزاعات بالطرق السلمية وحسن الجوار، والتضامن الانساني واحترام أصول الشرعية الدولية، بعيدا عن التحايل والمناورات وإعطاء الشعوب حق تقرير المصير.
واستشهد رئيس الغرفة البرلمانية السفلى بالمناسبة، بالمساعي الحثيثة للجزائر "من أجل مرافقة الأشقاء الليبيين في توفير الشروط الكفيلة لعقد حوار وطني جامع ينهي الأزمة القائمة، ويغلق أبواب الفتن ويحقن الدماء ويساعد ليبيا الشقيقة على الحفاظ على وحدة شعبها، ويحقق طموح مواطنيها في العيش في أمن ورفاه واستقرار". وفي معرض حديثه عن القضية الفلسطينية شدد السيّد شنين، على أن الجزائر "تبقى إلى جانب شعبنا الفلسطيني مناصرة لقضيته فعلا وقولا، وداعمة لكل المسارات المجدية التي تؤمّن إقامة الدولة الفلسطينية السيدة وعاصمتها القدس الشريف".
من جهة أخرى جدد سليمان شنين، استعداد البرلمان الجزائري للمساهمة الفعّالة في العمل البرلماني المشترك بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، مؤكدا في هذا الصدد على أن الدبلوماسية البرلمانية تعد أداة "واقعية وفعّالة في ترقية التفاعل بين المؤسسات التشريعية لدولنا، وفي إطار الاتحادات البرلمانية الاقليمية والدولية من أجل الدفاع عن قضايانا المشروعة والعادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية".
شنين والغنوشي يتفقان على دفع جهود التنمية والتعاون الثنائي
أفاد بيان للغرفة السفلى للبرلمان، أن لقاء جمع أمس، السيدين سليمان شنين، ورئيس مجلس النواب التونسي راشد الغنوشي، على هامش المؤتمر، وكان فرصة "لاستشراف ما يعتزم البلدان تحقيقه في مسار التكامل باعتبار ما يجمعهما من تلاحم وأخوة وجوار". مشيرا إلى أن المسؤولين اتفقا خلال المحادثات على "دفع جهود التنمية والتعاون لاسيما في المناطق الحدودية"، وعلى ضرورة التنسيق للوقوف في وجه آفة الإرهاب التي تمثل "عدوا مشتركا للبلدين".