بلخادم في ذكرى وفاة المجاهد عبد الحميد مهري:

الراحل كرس الحوار سلوكا حضاريا لحل كل المشكلات

الراحل كرس الحوار سلوكا حضاريا لحل كل المشكلات
الراحل عبد الحميد مهري
  • القراءات: 507
و. ا و. ا

أكد رئيس الحكومة الأسبق عبد العزيز بلخادم أمس، بأن الراحل عبد الحميد مهري كرس الحوار كسلوك حضاري لحل جميع المشكلات وتذليل كل العقبات السياسية منها والوطنية.

وقال السيد بلخادم لدى تدخله في أشغال الملتقى الوطني الثاني حول الراحل عبد الحميد مهري الذي احتضنته  دار الشباب "سناني سعيد" بولاية بومرداس، وحضرته شخصيات وطنية وباحثين ومؤرخين، بأن الراحل مهري الذي شغل منصب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، "كرس من خلال قيادته للحزب في فترة صعبة من تاريخ الجزائر نهج الحوار مع كل الأطياف والتيارات كسلوك حضاري لحل كل المشكلات المستجدة والعالقة منها".

وأكد في شهادته التي قدمها من خلال معايشته للراحل، ضمن جهاز اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير، بأن مهري كان "يساير مخالفيه" في الرأي والمواقف من خلال الحوار، إلا "فيما تعلق بالمصلحة العليا للوطن"، فلم "يكن يتاجر أو يهادن فيها" أحد مهما كانت توجهاته وقناعاته.

وأضاف أن إيمان مهري العميق بثقافة الحوار والنقاش مع الغير بدون إقصاء، جلب له "الاحترام والتقدير من طرف مناوئيه ومنافسيه" ومن جهة السلطة "الغبن والمشاكل والإقصاء"، خاصة بعدما "اختلفت الآراء والمواقف" جراء توقيف المسار الانتخابي سنة 1991 "وما صاحب ذلك من مرحلة صعبة" كبّدت البلاد والعباد خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.

وانطلاقا من هذا المبدأ الراسخ، قال بلخادم إن الراحل كان يؤمن ويرى في بذل الجهود لإقناع الجزائريين بضرورة الحوار لحل مشكل العشرية السوداء، "الأسلوب والسلوك الحضاري الأمثل لجمع الكلمة وحقن الدماء وتغليب المصلحة العليا للبلاد".

وبمناسبة الذكرى الثامنة لوفاة عبد الحميد مهري، نوه متدخلون آخرون بإنجازات الراحل في مختلف الجوانب بما فيها الفكرية والثقافية ومواقفه التي خلدته من خلال قيادة الجبهة.

ويرى المؤرخ العربي زبيري باعتباره أحد أصدقائه، بأن إحياء ذكرى وفاة هذه الشخصية الوطنية الفذة تعد "خطوة إيجابية لتعزيز الذاكرة الوطنية ومنح الأجيال الصاعدة الحق في معرفة شخصياتها الوطنية الفذة ومناقبها وآثارها الحميدة التي تركتها من ورائها".

وهو ما جعله يدعو الجامعات والباحثين الشباب منهم خصوصا إلى ضرورة الاهتمام بجمع المقالات والكتابات العديدة التي كتبها الراحل إبان الثورة التحريرية وما بعد الاستقلال وإلى غاية وفاته، وتقديمها لشباب اليوم نظرا لما تحمله من قيم ومبادئ راقية يمكن تربية النشء الجزائري عليها.

وفيما تعلق بمواقفه من القضايا الخارجية، أكد المؤرخ بأن الراحل، وانطلاقا من كونه "مجاهد مناضل ورجل دولة" و«طموحاته كانت تتجاوز الأطر الحزبية" في هكذا قضايا مهمة، فقد كان "ملتزما حقا بالقضية الفلسطينية ووضعها فوق كل اعتبار أو تجاذبات سياسوية داخلية" وكان يناضل من أجل تحقيق مصالح وأهداف الشعب الفلسطيني.

للإشارة، فقد تضمنت الفعالية التي أشرفت على تنظيمها المنظمة الجزائرية للشباب لولاية بومرداس تحت شعار "حوار اليوم مستقبل الغد"، إلقاء العديد من الشهادات حول الراحل مهري من طرف أصدقائه وشخصيات عايشوه وأخرى لمؤرخين تتبعوا مسيرة الرجل، اختتمت بعرض شريط فيديو حول حياة ومواقف الراحل وتكريم عدد من الشخصيات.