غوتيريس يعترف بتهميش دورها

إفريقيا تفرض نفسها في تسوية الأزمة الليبية

إفريقيا تفرض نفسها في تسوية الأزمة الليبية
  • 705
ق. د ق. د

أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أمس، أنه لا يعارض منح دور أكثر أهمية للاتحاد الإفريقي في الوساطات المبذولة من أجل إنهاء الحرب الأهلية في ليبيا، وقال إنه يتفهم دوافع التذمر الإفريقي من عمليات تهميشه في تسوية هذا الملف، مشيرا في ندوة صحفية بالعاصمة الأثيوبية عشية مشاركته في قمة الاتحاد الإفريقي، إلى أهمية إشراك إفريقيا في البحث عن حل للنزاع القائم في ليبيا.

وجاء تجاوب الأمين العام الأممي مع مطالب ملحة للمنتظم الإفريقي من أجل وضع حد لتهميشه في قضية تهمه قبل غيره من المنظمات والقوى الدولية، وخاصة في ظل احتكار الدول الأوروبية كل المساعي التي بذلت إلى حد الآن لإنهاء هذه الحرب رغم فشلها جميعا منذ سنة 2015، في التوصل إلى نتيجة عملية وناجعة لوقف اقتتال الإخوة الأعداء في ليبيا بسبب دوافعها المصلحية الضيقة.

وقال غوتيريس، إنه يتفهم أسباب السخط الإفريقي معترفا بتهميش دور إفريقيا في المساهمة في ملف الأزمة الليبية، ودعا لأجل ذلك لتدعيم التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي بخصوص هذه القضية تحديدا.يذكر أن المنتظم الإفريقي اختار "إسكات السلاح" كشعار للقمة السنوية الثالثة والثلاثين التي تنطلق اليوم، بالعاصمة الأثيوبية وتدوم يومين من أجل وضع استراتيجية قارية لتسوية مختلف النزاعات القائمة في القارة، والتي يريدها أن تكون حلولا إفريقية بالدرجة الأولى بما فيها الحالة الليبية.

وأيد الأمين العام الأممي، التوصيات التي انتهت إليها قمة العاصمة الكونغولية برازافيل، نهاية الشهر الماضي، التي شاركت فيها الجزائر وتم التأكيد خلالها على تحرك إفريقي من أجل حلحلة حالة الاحتقان التي يعرفها الملف الليبي، ودعت إلى البدء في البحث عن آليات عملية لإجلاس الفرقاء الليبيين إلى طاولة مفاوضات واحدة، اكدت الجزائر استعدادها لاحتضانها.

وأضاف غوتيريس، أن بعثة الأمم المتحدة في ليبيا على استعداد تام لاستقبال وفد إفريقي في مقرها بالعاصمة الليبية طرابلس، لتنسيق العمل بين الهيئتين مع تشديد حرصه على إشراك ممثلي المنتظم القاري في كل لجان المفاوضات الليبية ضمن مسعي لتقريب مواقف الفرقاء وتسريع عملية التسوية النهائية.

وينتظر أن يكون ملف الأزمة الليبية في صدارة أشغال القمة الإفريقية اليوم، بالنظر إلى تداعياته الكارثية على هذا البلد ومنه إلى دول الجوار ودول الساحل، واحتمالات متزايدة لتوسع رقعة انعكاساته السلبية على كل القارة الإفريقية.ولأجل ذلك تحرك الاتحاد الإفريقي بشكل لافت منذ ندوة العاصمة الألمانية برلين يوم 19 جانفي الماضي، حول ليبيا من أجل إسماع صوت القارة وإنهاء مساعي قوى دولية لتهميشها في تسوية قضية تهمها قبل غيرها.وجاء اعتراف الأمين العام الأممي، بحقيقة هذا التهميش ليؤكد أن المنتظم الإفريقي نجح في ضغوطه من أجل وضع حد لهذه الوضعية الشاذة في قضية يمر حلها حتما عبر دور إفريقي أكثر فعالية، إذا سلّمنا أن كل التحركات الدولية السابقة تمت بدافع المصلحة الضيقة لهذه الدولة أو تلك، تريد الاستئثار لنفسها بخيرات هذا البلد ولو كان على حساب مصالح الشعب الليبي.