أشرف وزير الفلاحة والتنمية الريفية شريف عماري، أمس، على تنصيب اللجنة الوطنية المكلفة بتنظيم ومتابعة المسابقات الخاصة بالشٌعب الفلاحية، داعيا إلى إبراز قدرات الإنتاج المحلي وتشجيع الشباب من حاملي المشاريع على الابتكار، على أن تتم مرافقة الفائزين للمشاركة في التظاهرات الوطنية والدولية لعرض منتجاتهم كتجارب ناجحة يقتدى بها.

اللجنة الوطنية التي يترأسها رئيس الغرفة الوطنية للفلاحة، تضم ممثلين عن مديرية التكوين والبحث والإرشاد، ومديرية ضبط الإنتاج الفلاحي والمصالح البيطرية، ومصلحة حماية النباتات والمراقبة التقنية، بالإضافة إلى رؤساء المجالس المهنية والاتحاد العام للفلاحين الجزائريين، ستسند لها مهمة إعداد ورقة طريق لتنظيم مسابقات تضم كل الشُعب الفلاحية، حيث طالبها الوزير، بالتركيز على البحث والإبداع والتكوين والإرشاد من أجل ترقية كل ما له علاقة بالإنتاج المحلي.

وبحضور الوزير المنتدب المكلف بالفلاحة الصحراوية والجبلية فؤاد شحات، حث عماري، إطارات الوزارة ورؤساء المجالس المهنية المشتركة لمختلف الشعب الفلاحية على تثمين المنتوج الوطني تماشيا وبرنامج رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذي يرتكز على ثلاثة محاور رئيسية وهي ضمان الأمن الغذائي والانتقال الطاقوي، مع تطوير الاقتصاد الرقمي، والتي لها علاقة مباشرة بالقطاع الفلاحي المطالب بتموين السوق الوطنية، مع تقليص النفقات عبر تعميم استعمال الطاقات المتجددة وإدراج المعرفة والاقتصاد الرقمي للتحكم في الإنتاج.

وعن أهمية تنظيم المسابقات ما بين المهنيين أوضح عماري، أنها ستسمح بإرساء جو من المنافسة لإبراز المجهودات الوطنية، وفرصة لدعم الفلاحين والمربين والشباب من حاملي المشاريع والمهارات. على صعيد آخر ركز الوزير، على إيلاء كل العناية والاهتمام لتنمية المناطق الريفية والحدودية للاستفادة من التنوع الطبيعي لإنتاج منتجات ذات جودة عالية، مع التحكم في الفلاحة العصرية التي تقوم على الذكاء والابتكار، داعيا المهنيين إلى الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية.

وبخصوص إدراج البحث العلمي لتطوير أنظمة الإنتاج أعلن عماري، عن إصدار مراسيم إنشاء 6 وحدات بحث الأمر الذي يعد قفزة نوعية للقطاع، لأنها ستحل مشاكل مهنية كثيرة تخص عمال المخابر التابعة لمؤسسات ومعاهد القطاع الفلاحي، واقتراح حلول علمية لكل المشاكل التقنية التي يعاني منها المهنيون.  وردا على انشغالات المهنيين بخصوص تأخر توسيم المنتجات الفلاحية كشف عماري، أن مصالحه تشتغل على توسيم أكبر عدد من المنتجات الفلاحية لتسهيل عمليات التصدير، متعهدا بتنظيم ورشات مع المهنيين لإبراز مواصفات وخصوصيات كل منتوج.

كما دعا الوزير، المحولين والصناعيين إلى الاستثمار في تطوير النشاط الفلاحي، مشيرا إلى إرسال تعليمات لكل مصالحه للاستماع إلى انشغالات المستثمرين وتسهيل عملية الاندماج ما بين الإنتاج والتحويل لضمان ترشيد الواردات وحماية الإنتاج المحلي.  وعلى هامش حفل تنصيب أعضاء اللجنة بالغرفة الوطنية للفلاحة، أعلن الوزير، أن الدولة ستتخذ كل الإجراءات الضرورية لضمان استقرار الأسعار، وفي حالة اللجوء إلى الاستيراد فسيتم ذلك تماشيا وطلبات السوق وبكميات محددة، مشددا على ترشيد النفقات وضمان تموين السوق بكل ما هو منتوج محلي.

أما فيما يخص تضرر النشاط الفلاحي من ظاهرة الجفاف التي ميّزت فصل الشتاء أكد عماري، اتخاذ مصالحه لمجموعة من الإجراءات الاستباقية، من خلال تجنيد كل طاقات الري التكميلي، مع توجيه تعليمات لوحدات البحث العلمي لاقتراح بذور بالنسبة لشعبة القمح، تتأقلم مع انعكاسات المتغيرات المناخية الأخيرة التي تتميز بشح نسبة الأمطار في أعز الشتاء، بالإضافة إلى اعتماد مخطط وطني للرفع من طاقات التشجير لتخفيف من انعكاسات المناخ.